recent
أخبار الساخنة

خاب من اعتمد على امريكا بقلم : ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية
 

لم تكن امريكا يوما مؤيدة لحقوق شعبنا او لحرية اي شعب مظلوم على وجه الارض .

امريكا نفسها قامت على اشلاء امة اخرى وجدت في تلك القارة منذ الالاف السنين .

هناك دراسات تؤكد اقامة الهنود الحمر في تلك البقعة من الارض حوالي 1500 قبل

الميلاد اي قبل 3000 عام من تجاوز كولومبس للمحيط الاطلنطي و استعمار الاراضي

التي كان يقطنها حوالي 90 مليون من الهنود الحمر ، قبل ان يتناقص عددهم في

اقل من قرن ليصبحوا بضعة ملايين ! لقد قام الاوروبيون بعملية تطهير عرقي لم

يشهد لها التاريخ مثيلا حيث ابيدت قبائل هندية باكملها في مرحلة احلال شعب

مكان شعب آخر . لهذا فعندما جاءت قوافل المهاجرين اليهود من كل بقاع الاراض

لينتزعوا اراض شعب آخر و يحلوا مكانه و يقيموا كيانا عنصريا في فلسطين كانت

امريكا اول دولة تعترف بتلك الدولة اللقيطة و تقدم لها كل انواع المساعدات العسكرية

و الاقتصادية و السياسية . قامت الحكومات الامريكية المتعاقبة بتغطية كل الجرائم

الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني و منعت المؤسسات الدولية و خصوصا مجلس

الامن من اتخاذ اية قرارات ضد الكيان الصهيوني من خلال استخدام " حق" النقض

الفيتو ، الذي استخدمته حوالي 80 مرة ، 90% منهم لمصلحة كيان الاحتلال

و ضد القضايا العربية . فنحن امام دولة تقف دائما الى جانب كيان الاحتلال مهما

كانت فضاعة الامر و دمويته ، و في أحسن الاحوال تمتنع عن التصويت اذا شعرت

بان الاكثرية الساحقة من الدول تقف مع قرار لا يؤثر امنيا او عمليا على كيان

الاحتلال . او ان مشروع القرار اذا تم نقضه سوف يُنقل للجمعية العمومية ، حيث

لا فيتو و لا سيطرة امريكية او بريطانية او روسية ، فهناك تصوت كل الدول صغيرها

و كبيرها على قرار معنوي و سياسي غير ملزم . و على الرغم من ذلك فإن الدول

العربية مجتمعة تطمع في كسب ود هذه الدولة التي لا تكيل اي اهتمام للعرب و

المسلمين ! الا بقدر قربهم منها و طاعتهم لها و خدمتهم لدولة الاحتلال الصهيوني .

و نحن في هذا لا نختلف عن غيرنا في هذه الطاعة المذلة ، بالرغم مما عانيناه

من المواقف الصريحة المعادية لحقوقنا و المتضامنة مع عدونا . ان اي اعتماد

على تغيير في المواقف الامريكية الرسمية تجاه قضية شعبنا هو ضرب من الوهم

و ضعف في دراسة الواقع و تقدير سيئ لحقيقة المعسكر المعادي لقضيتنا الوطنية .

لان اللوبي الصهيوني يمسك كاخطبوط في اللعبة السياسية الامريكية بالاضافة للسيطرة

الاقتصادية و الاعلامية . هذا اللوبي هو المتحكم الحقيقي بالانتخابات ، و هو المخطط

لمن يتولى الحكم ، و هو الذي يجعل الرئيس قويا او ضعيفا ، و هو الذي يغطي نفقات

الحملات الاعلامية و الدعائية للحزبين الرئيسيين ، فلا رئيس دون رضاهم و دون

تقديم الطاعة العمياء لهم . فأي اختراق يأمله الواهمون " اذا كان عندهم أمل اصلا !"

نحن نعلم ارتباط معظم الانظمة العربية بالسياسة الامريكية ، و تخاذلها و وقوفها

ضد مصالح الامة و بما يخدم اطالة عمر الاحتلال الصهيوني لفلسطين . هذا امر غير

مستغرب من انظمة لا يمكنها الاستمرار و الصمود دون رضى المعسكر

الصهيو-امريكي ! اما نحن فاننا اصحاب قضية عادلة لن ينصرها الا وحدة الصف

و استمرار المقاومة ، و ثباتنا على مواقفنا الوطنية التي لا تقبل المساومة اطلاقا .

فمن يعتمد على امريكا سيخيب فأله ، و من يعتمد على الدول الكبرى كمن يعتمد

على سراب ، و لن يهزم شعب متمسك بحقوقه مهما تكالبت عليه الدول القريبة

و البعيدة ، لن يهزم شعب تتساوى عنده حبات تراب ارضه المقدسة بدمائه الطاهرة .

google-playkhamsatmostaqltradent