recent
أخبار الساخنة

*مئوية وعد بلفور ... وعدٌ باطلٌ مشؤوم*

الصفحة الرئيسية

*بسم الله الرحمن الرحيم*

   قبل قرن من الزمن كان الفلسطينيون على موعد مع أبشع جريمة عرفها العالم في القرن العشرين، تجسّدت في وعد بلفور الذي منحت بموجبه حكومة الاحتلال البريطاني في فلسطين آنذاك حقاً لليهود في إقامة وطن قومي على أرض فلسطين و" وعد بلفور" هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها وزير خارجية بريطانيا " جيمس آرثر بلفور" بتاريخ 2-11-1917 إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية – روتشيلد -، "تعهد خلالها بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين" وفور إعلان هذا الوعد سارعت الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وإيطاليا بإعلان التأييد له.

إنّ " وعد بلفور " جريمة مكتملة العناصر وواضحة بحيث لا يعجز فيها الادعاء في حال انعقاد أية محكمة على إدانة بريطانيا على فعلتها النكراء بحق الشعب الفلسطيني، ويقابل هذه الصورة القاتمة للدور البريطاني المشبوه في تاريخ القضية الفلسطينية، صورة احتفالية يملؤها الابتهاج والامتنان من قبل اليهود تجاه بريطانيا على المكرمة والدور التاريخي الذي سهّل للصهاينة احتلال فلسطين وإقامة دولتهم".

وإمعاناً من بريطانيا في جريمتها البشعة بحق الشعب الفلسطيني، عشية الذكرى المئوية " لوعد بلفور"  قررت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا  ماي المشاركة في حفل عشاء مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ونخبة من 150 عضواً من الضيوف للاحتفال بالذكرى المئوية " لوعد بلفور" الذي تسبّب في صناعة التغريبة الفلسطينية.

ولم تكتف الحكومة البريطانية بذلك بل ذهبت إالى حدّ التعبير عن افتخارها بالدور الذي لعبته بريطانيا في إقامة دولة "اسرائيل بل أكدت - إنّ إقامة وطن قومي لليهود في أرض لهم بها ارتباط تاريخي وديني ، كان صائباً وأخلاقياً- بدلاً من أن تخجل من نفسها وتعتذر للشعب الفلسطيني وتتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية جراء هذا الوعد المشؤوم.

في الذكرى المئوية لجريمة " وعد بلفور" إنّ رابطة علماء فلسطين في لبنان تؤكد على التالي:
1 - إنّ "وعد بلفور" من الناحية القانونية هو وعد باطل وغير شرعي أصلاً لكون بريطانيا لا تملك أرض فلسطين لتمنحها لليهود، لذلك اصطُلِح على تسمية هذا الوعد " وعد من لا يملك لمن لا يستحق". وإذا كان هذا الوعد من الناحية القانونية وعداً باطلاً فكل ما نتج عنه باطل أيضاً. أي إنّ قيام دولة " إسرائيل" على الأرض العربية في فلسطين هو وجود باطل، ويجب أن يُزال طبقاً للقاعدة القانونية التي تنصّ على أنّ ما بني على باطل فهو باطل، وأيّ مبادرات للسلام دولية كانت أو عربية فإنّها تصبّ في هذا البطلان، ولا أساس لشرعيته.
2 - إنّ احتفال رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بمئوية بلفور هو وقاحة سياسية وأخلاقية، وتنكر لآلام وعذابات الشعب الفلسطيني على مدار 100 عام من إعطاء هذا الوعد المشؤوم.
3 - نطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني، لكونها المسؤول الأول والمباشر عن مآسيه المتعددة منذ بدء الانتداب البريطاني على فلسطين ومساهمتها بإنشاء دولة للكيان الصهيوني، ما تسبب في قتل وتدمير وتهجير للشعب الفلسطيني المستمر حتى اليوم، بسبب هذا الوعد الظالم الذي سيبقى وصمة عار في جبين التاريخ السياسي لبريطانيا.
4 - نستنكر موقف مدير عام " الأونروا" في لبنان  الرافض لإقامة فعاليات في الذكرى المئوية لوعد بلفور في مدارس" الأونروا" بزعم أنّها أنشطة سياسية، وهو موقف يتماهى مع المواقف الصهيونية المعادية للشعب الفلسطيني الذي يتعارض مع وثيقة إطار عمل المنهاج الذي أقرته الأنروا بشخص مفوضها العام بيير كرينبول في عام 2013 حيث ينصّ المبدأ الثاني والتاسع على التمسك بالهوية الفلسطينية والاعتزاز بالتراث الفلسطيني وإقرار حق العودة ولا يمكن لأحد في هذا العالم أن يصادر انتماء الشعب الفلسطيني لوطنه وأرضه.

5- ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وفي كل بقاع الدنيا إلى المشاركة  بفاعلية في إحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور الباطل.

6- ندعو خطباء المساجد لتخصيص خطبة الجمعة في 3/11/2017 للحديث عن بطلان وعد بلفور.

أخيراً؛ وعلى الرغم من المآسي والمظالم التي ألحقها " وعد بلفور" بالشعب الفلسطيني، نؤكد أنّ النصر حليف شعبنا ومقاومته الباسلة وأنّ المشروع الصهيوني إلى زوال بإذن الله تعالى.

  والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

  وأن المشروع الصهيوني في فلسطين الى زوال بإذن الله.

رابطة علماء فلسطين في لبنان
2/11/2017

google-playkhamsatmostaqltradent