recent
أخبار الساخنة

المخيم اكتر من حيطان وسقف! بقلم سارة رميض

الصفحة الرئيسية

وبيوم من الأيام، سكرت بوجهي الحياة من كل الجهات، ومع كل الناس ...
بالجامعة، بالشغل، مع أهلي، وأصدقائي وزملائي، وحتى الشخص يلي كان أعز إنسان على قلبي صار هوي عدوي الأول بهالحياة !!
بلشت فكر بالسفر ، وبلش هاجس الهجرة يسيطر على عقلي شوي شوي ...
قررت أترك كل شي و امشي بلا رجعة، و قبل ما امشي كنت حابة اعمل جولة بالمخيم حتى ودع قبل ما روح كل زاوية فيه للمرة الأخيرة ...
بلشت امشي وانا ضايعة
ما كنت عارفة حالي وين رايحة
زواريب كتيرة ما بتنعد
والناس حولي كتير كتار !
ما خليت زاروبة إلا ومرقت فيها
كنت بكل خطوة عم بتنفس بقوة حتى اسرق ولو ذرة صغيرة من هوا المخيم ...
ما تركت حدا إلا ما تعمقت بنظرتي الو كإني عم ودع كل شخص داخل المخيم، بعرفه أو ما بعرفه...
كنت عم بشوف بكل زاروبة وكل زاوية مجموعة أشخاص قاعدين بالطرقات...
كلو قاعد مع بعضه !!
جيران، أخوة، أهل، وأصحاب
الباب بلزق الباب، والشباك عالشباك 
حتى حسيت إنه هالمخيم عبارة عن بيت واحد كبير ...
كملت طريقي وجواتي حسرة كبيرة
كنت عم بشوف شبكات الكهربا ومجارير الصرف الصحي وبساطة المخيم وحيطانه ومعاناتنا ومشاكلنا رغم صعوبتا قديش هي حلوة  !!!
شفت بطريقي أطفال ما بتفارق الضحكة شفافن و لا بيعرفو شو هوي الحزن، رغم المعاناة يلي عم بعيشوها.
لقيت عفوية الناس وطيبة قلبن بتسبقن بكل شي ...
شفت كيف شوارعنا الصغيرة عم تجمع الكبير والصغير
وأطفال صغار عم يلعبو ويركضو ذكروني بطفولتي ولأيام حلوة ما بتنتسى  ...
شفت حج، تجاعيد وجهه لوحدا بتحكي قصة
ومن ملامحه ونظرة عيونه بتقدر تحس إنه ريحة فلسطين موجودة بكل مخيم من المخيمات !
ولما خلص مشواري وقفت بمكان عالي كتير كنت عم بشوف فيه المخيم من فوق ...
هالمربع الصغير يلي نحنا عايشين فيه هوي اكتر بكتير من حيطان وسقف !!!
هوي حياة أمل، أخلاق، قيم ومبادئ  ومشاعر حلوة كتير ...
هوي إرادة و تصميم و تحدي
تحدي لكل الظروف الصعبة يلي عم نمر فيها و دافع لواقع أجمل بوطن بيستحق مننا نضحي كتير كرمال نوصل لهدفنا الوحيد " حق العودة " !
"منبر المخيم" و "منارة فلسطين"

google-playkhamsatmostaqltradent