دأبت الادارة الامريكية منذ اعلان قيام الكيان الصهيوني و الى الآن
على ابداء العداء اللامحدود تجاه الشعب الفلسطيني و قضيته العادلة ،
و على تقديم كل اشكال الدعم العسكري و المادي و السياسي لكيان الاحتلال .
حتى كان من الصعب التفريق بين الموقف الامريكي و الصهيوني في كل
المجالات و بالاخص في المحافل الدولية ، فلقد مثلت امريكا لسان حال
كيان الاحتلال ، فوقفت و لا زالت تقف في وجه اي قرار يدين الاعتداءات
العنصرية الصهيونية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني . و بالرغم من خضوع
المواقف الرسمية الفلسطينية و العربية للارادة الامريكية الا ان السياسات
الامريكية حيال قضايا العرب و بالاخص القضية الفلسطينية لم تتغير ،
و بقيت امريكا على تبنيها و انحيازها الكامل لمواقف الاحتلال الصهيوني .
مع فوز المتصهين دونالد ترامب بدأت السياسة الامريكية باخذ منحى
اكثر خطورة ضد الحقوق الفلسطينية ، بدءا من نقل السفارة الامريكية
إعلان منتصف المقال
الى القدس ، و هو ما يخالف القرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية
و الاراضي المحتلة عام 1967 اراض محتلة لا يجوز المساس بها .
ولقد دعا القرار 478 الصادر في اب 1980 جميع الدول إلى عدم نقل
بعثاتها الدبلوماسية إلى مدينة القدس، و اعتبار جميع التدابير
والإجراءات التشريعية والاستيطانية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني
للمدينة لاغية ومخالفة للقانون الدولي . ثم جاءت مطالبة السلطات الاردنية
بتسليم المقاومة المحررة احلام التميمي ، و ها هي الادارة الامريكية
الحالية تقوم بادراج مناضلين فلسطينيين على قائمة الارهاب
و هو ما يعني اعتبار مقاومة الشعب الفلسطيني من الاعمال الارهابية !
ان استمرار المواقف الرسمية الفلسطينية و العربية على هذا النحو من الرضوخ
و غياب الجرأة في مواجهة الاجراءات الامريكية الموغلة في عنصريتها في عهد
هذا المتغول الامريكي الهائج ستجعله يستمر في غيه و استهانته بالعرب و المسلمين
و ربما ياخذ اجراءات و مواقف اكثر عدائية و أخطر مما يتصور بعضنا .