recent
أخبار الساخنة

خاص : هكذا ألهبت نار الفرن طموحات الفلسطيني أحمد منصور !


وكالة القدس للأنباء - خاص


اجتاز عتبة النزوح ومآسيه، تماماً كما اجتاز معاناته في مخيم اليرموك بسوريا، وصمم أن يكمل مشوار حياته بثبات، فطموح النازح الفلسطيني، إبن الثامنة عشر أحمد منصور، إلى مخيم شاتيلا لا حدود له، لذلك يعمل على تذليل العقبات عقدة عقدة حتى يصل إلى ما يصبو إليه.

بهذه الروح المعنوية والإرادة القوية تحدث منصور لـ"وكالة القدس للأنباء"، عن المشاكل والصعوبات التي واجهها، وكيفية تجاوزها وصولاً إلى وضع قدميه على أول سلم الطريق الذي أراده.

يقول منصور:"بعد أن دمَر منزلنا في مخيم اليرموك، جئت وعائلتي إلى لبنان، على أمل أن أجد الأمان وفرصة متابعة دراستي في مدارس "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -الأونروا"، راغباً في استكمال هذه المرحلة بدراسة الصحافة باعتبارها وسيلة أستطيع من خلالها خدمة قضيتي الفلسطينية".

العمل في فرن لمساعدة العائلة

أضاف:" لكن حصل ما لم أكن أتوقعه، الوكالة رفضت استقبالي وتسجيلي في المدرسة، متذرعة عدم اكتمال أوراقي الثبوتية، فاضطررت إلى التوجه نحو العمل كي أساعد والدي في دفع إيجار البيت، وتأمين المصاريف اللازمة لإخوتي الصغار".

وأوضح منصور أنه بدايةً عمل في فرن محمود زعرورة، وكان يساعده في العجن والخبز حتى اكتسب خبرة جيدة، تمكن بعدها من فتح فرن خاص به مع والده، غير أن إيجار المحلات المرتفع في مخيم شاتيلا، ووجود أفران عدة، اضطره إلى إقفال المحل والعودة للعمل في فرن زعرورة، لكن ذلك لم يكن عائقاً أمام متابعة الدراسة، فحصل على شهادة باللغة الإنكليزية، وكانت هذه خطوة مهمة لأن الدراسة في سوريا لم تكن تهتم كثيراً باللغة الإجنبية.

ودورات اللغة فتحت المجال أمامه لدورات الكمبيوتر والتصوير، ونال شهادة في التصوير من مشروع "كامبجي" الذي أقامته مؤسسة "بسمة وزيتونة" بدعم من المؤسسة الألمانية، وهو يعمل حالياً في هذا المشروع إضافة إلى عمله في الفرن.

والطموح لم يتوقف عند هذا الحد، فدخل دورة تدريبية حول صياغة الخبر، التي أقامها "الملتقى الفلسطيني للشطرنج" في المخيم، بإشراف الصحفي العراقي منتظر الزيدي، وقد قطع شوطاً في هذا المجال.

وقال منصور أن "مشروع كامبجي عبارة عن صحافة شباببية من المخيم للمخيم، تسلط الضوء على مشاكل وهموم أهل المخيم، وعلى الجوانب المضيئة الكامنة خلف الجدران والزواريب، فنحن عشرة شباب وفتيات من فلسطين ولبنان وسوريا، والميزة أننا بعد الدراسة والحصول على شهادة فتحوا لنا صفحة على الفيسبوك التابع للمشروع".

أمنيات وأحلام مستقبلية

وأشار منصور إلى أننا" أنجزنا مجموعة من التحقيقات حول ظاهرة المخدرات وخطورتها، والبحث عن حلول لها، وتسليط الضوء على حالات مرضية وأخرى موهوبة لإظهار صورتين واقعيتين عن المخيم، فكما أن هناك أوضاعاً سلبية وصعبة، هناك في المقابل صورة مضيئة مختلفة، ففي المخيم عدد من الفنانين التشكيليين والمبدعين في شتى المجالات".

وتحدث منصور عن أمنياته المستقبلية، فرأى أنه لا يرى نفسه إلا في العمل الإعلامي والقنوات الفضائية المرئية، وهو يفكر في السفر إلى الخارج إذا لم تتحقق أحلامه هنا نتيجة عوامل عدة.

نار الفرن الذي يعمل فيه، ألهب في ذاكرته ناراً طموحة لا تنطفئ، وكل ذلك من أجل مصلحة قضيته الأساس التي برأيه تحتاج الكثير من الجهد والعطاء، ففلسطين ستظل أبداً بوصلة كل الأقلام والتوجهات وفق رؤيته.

طموح منصور نموذج لتطلعات المئات من الشباب والفتيان الفلسطينيين الباحثين عن طاقة ضوء للانطلاق إلى مساحات عطاء أوسع.







google-playkhamsatmostaqltradent