recent
أخبار الساخنة

خسرنا فلسطين وربحنا الارب ايدل

الصفحة الرئيسية


 
مبروك للفنان يعقوب شاهين ومبروك لإبن بلده أمير دندن، كما ونبارك للفنان اليمني  عمار ، جميعهم موهوبون  مميزيون  ويستحقون اللقب.
لكل مجتهد فيما أراد نصيب
 اجتهدوا فيما هم أهل له وفيما هم يتقنون ونالوا ما جاؤوا من أجله وحققوا هدفهم وطموحاتهم الشخصية  فكان الفوز من نصيبهم.

الفن بإمكانه أن يكون رسالة وأن يخدم قضية  إنسانية أو وطنية...هذا ما نتمناه لكل فنان.
ولا شك أننا بالفطرة الإنسانية الصرفة وبالانتماء الوطني وحتى على مستوى العاطفي والحسي  الشخصي اعجبنا أدائهم  وراق لنا ما قدموا وفرحنا لهم  وبهم.
هذه حدود المسألة... حق شخصي لا ضير فيه  وإنجاز شخصي يحسب لأصحابه  استحق الفرح....

المشكلة فينا نحن كيف نتفاعل مع الحدث؟؟؟!!!!

إذ لا مشكلة في اهتمام الرئيس بالفن وتشجيع الشباب والاجتماع بهم  ...تكمن المشكلة في أن يكون هذا هو الهم الوحيد والإنجاز الأوحد...في حين كان ينتظر الرئيس بضع مئات آلاف من اللاجئين الفلسطينيين  ( المغتربين ؟! ) في لبنان...بكل مشاكلهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.... المحرمون من كل شيء إلا من حقهم في الموت. ( وهو رئيس السلطة والمنظمة وحركة فتح ).
والمشكلة أننا نصطنع لأنفسنا نصرا ( لسنا أصحابه ) لتغطية هزائمنا داخل فلسطين وخارجها ..فنحن قيادة وشعبا مهزومون فكريا وسياسيا وجغرافيا وعلى كل الصعد. فالوطن بات عدة أوطان وكانتونات لشعوب وقبائل لا لتعارفوا ولا لتاضمنوا ولا لتاخوا ولا لتوحدوا ولا لتحرروا  ولا لتعودوا  ولا مكان لدولتنا المغتصبة وقدسنا الأسيرة ولاجئونا المغتربين والمغربين عن سجلات دولتهم الوطنية الساعية لشيء ما على حساب حقهم المقدس في أرضهم.
وإذ لا مشكلة في الفرح والتعبير عنه...تبقى المبالغة بالحدث، حد المبالغة بالتعبير....ليغدو الفرح الذي  أراده البعض أضحى إساءة وطنية بإمتياز  ومدعاة لتلقي الشتائم من الأقربون والابعدون.

وإذ أن السلاح رمزية وهوية الفدائي الفلسطيني الثائر الساعي للحرية والاستقلال والصانع مجدا لا مثيل له...أصبح مجرد من صفته الوطنية ليخدم هدفين لا ثالث لهما...إيذاء الذات والاحتفال المجنون بمناسبات لا ترقى لاستخدامه، وعليه بات من الضروري والسهل تسليمه  واستبداله بألعاب نارية تخدم الغاية والهدف الذي طالما نادى به كثيرون؟!
وإذ أن دموع إبن اليمن الحبيب( عمار ) حاكت دموعنا ولامست مشاعرنا التي ما انطفئ شجونها على فقدان الوطن...فغنى الجميع للسلام.
غير أن السلام الذي ننشده لاشقائنا العرب فيما بينهم...سلام الاخوة أبناء الوطن الواحد...سلام المحبة والتفاهم والتلاقي والتسامح وإعادة بناء الوطن بأيدي متضامنة هو غير سلامنا في فلسطين والذي لا يتحقق إلا بزوال الإحتلال ومقوماته البشرية والمادية والمعنوية. وعودة جميع أبناء الوطن إلى كامل ترابه. ( حتى لا يشوه أحد  ما تبقى لدينا من فكر وما تبقى لنا من قضية ).
وإذ أن شحذ الهمم وحشد الحشود والتجمهر والتعبير عن أي شيء هو ظاهرة صحية...غير أنه أن غابت  مظاهره في المناسبات الوطنية والاستحقاقات المصيرية يصبح ظاهرة خطيرة ومسألة بنيوية بحاجة إلى معالجة طارئة واستراتيجية.

نعيد التأكيد على حق أمير ويعقوب بالفرح وحاجتنا نحن لذلك. ونبارك لهم فوزهم على أمل أن يحققا آمالهم وان يكرسا بعض من هذا الفن لصالح القضية.

وعلى أمل نصر وإنجاز جديد  بالاحتفاء بأكبر طنجرة ملوخية.

                دكتور رائد الحاج

google-playkhamsatmostaqltradent