recent
أخبار الساخنة

قناديل البحر تغزو الشاطئ اللبناني… والسبب؟!

كثرت في الأيام القليلة الماضية صور قناديل البحر على مواقع التواصل الاجتماعي، وكثرت أيضا التعليقات غير المستندة إلى العلم، ولذلك التقى greenarea.me أخصائي البيولوجيا البحرية والحيوانات الغازيه البروفسور ميشال باريش، فحدد نوع القناديل المنتشرة هذه الأيام على الشاطىء اللبناني، مشيراً إلى أنها من نوع ” Rhopilema nomadica”، وتظهر عادة في فصل الصيف من حزيران حتى آب ومجموعات قليلة منه في الشتاء”.

وأضاف: “يبدو أن فصل تواجدها أصبحت مدته أطول بسبب تغيير المناخ، لذلك بدأت تأتي بوقت مبكر وترحل بوقت متأخر لنفس السبب”، لافتا إلى أنه “لا تتوجه نحو الشواطئ من تلقاء نفسها بل يدفعها التيار باتجاهه، وهي تتغذى على بيض السمك وبزرته وبعض الكائنات الصغيرة”.

واسمه العلمي”nomadica”، ويعني أنه كثير الترحال كالجمال في الصحراء، أما قناديل البحر عموما، فتنتمي إلى مجموعة القارصات ولسعتها سامة جدا، تسبب ألما يشبه ألم الحروق، كما تسبب احمرارا في الجلد يدوم ساعات عدة، وفي اصعب الحالات تتسبب ببثور وارتفاع في الحرارة، وهذا يعتمد على عدد الخلايا اللاسعة التي اصابت الانسان، كما يعتمد على مدى حساسيته، والمكان المصاب.

وبحسب باريش “كبيرة كانت أم صغيرة، جميع القناديل تلسع وسامة، ولكن بعض الأنواع لا يمكنها أن تلسع الإنسان وتخترق جلده، لكنها تصطاد وتقتل الحيوانات الصغيرة واليرقات عبر لسعها، وبالنسبة إلى الإنسان، فالأمر يتوقف حسب اللسعة، وحسب الشخص وحساسيته، وأغلب الأشخاص يتحملون جيدا السم، ولكن بعضهم يضطرون للعلاج في المستشفى ويمكن أن يتعرضوا للموت، كما هو الحال بالنسبة للسعات النحل”.

وأردف باريش: “للقناديل دورة حياة يجهلها الكثيرون ومراحلها ثابتة، مرحلة “البوليب” الذي يتكاثر بطريقة الانقسام، ومرحلة الانتقال الى قنديل بحر كامل. يتم الإخصاب بين جنسين منفصلين عن بعضهما وخلايا الحيوانات المنوية والبويضة تنبعث نحو الماء ثم تنقسم البويضة المخصبة، وتشكل “يرقة” لديها القدرة على السباحة حتى تلتصق بقاع البحر، يبدأ في هذه المرحلة بتغيير مبنى جسمه وببناء أذرع الصيد ثم يصبح البوليب سليلة ينمو ويتغذى على كائنات صغيرة مثل العوالق، وفي ظروف بيئية ملائمة ينقسم البوليب بطريقة أفقية وينفصل عنها القنديل على شكل جرس صغير لا يمكن رؤيته بالعين المجردة. في هذه المرحلة ينطلق في البحر يسبح ويتطور ليصبح قنديلا كاملا خلال اسابيع، فيصل الى مرحلة البلوغ ويتكاثر جنسيا، ويعيش قنديل البحر بعد التكاثر بضعة اشهر ثم يموت”.

وعن حركة قنديل البحر أشار باريش إلى أن “القناديل المتنقلة هي ليست سوى جزء من الغزو لمئات الأنواع الآتية من البحر الأحمر في أواخر سنة 1970، استقرت في المتوسط وتكاثرت بسرعة”، لافتاً إلى أن “هذه القناديل تكون ملجأً آمنا لبعض الانواع من الاسماك مثل “التريخون الاصفر” التي تختبئ بين الخلايا اللاسعة تحسبا من مهاجمة اسماك اخرى لها”.

أمّا جسم القنديل فهو عبارة عن كيس شفاف يشبه المظلة أو الجرس، لا رأس له، في أطراف المظلة أو الجرس أعضاء تجعله بحالة توازن، قد يصل قطر المظلة لهذا القنديل حتى متر تقريبا، أما حركته فهي سريعة.

وتطرق باريش إلى تواجد خلايا لاسعة على ظهر أذرع الصيد، “لذلك فإنّ أفضل الطرق لتلافي لسعاتها هي انتشالها بواسطة الشبكة، ومن الضروري جدا عدم تفتتيتها وقتلها في الماء بواسطة سكين او بطريقة أخرى، لأن هذه الطريقة تجعل الخلايا اللاسعة تنتشر بشكل خيطان في الماء الذي يصبح قارصا، وكذلك الامر بالنسبة للشباك التي تضعها المسابح، ففي حال انجراف القناديل مع التيارات باتجاه الشباك سيؤدي ذلك الى تمزقها وانتشار المادة اللاسعة في الماء”.
وختم قائلاً: “إن القناديل سميت بهذا الاسم نسبة لأحد أنواعها الموجود في بحرنا والتي تعطي ضوءا في الليل”.

google-playkhamsatmostaqltradent