recent
أخبار الساخنة

الاتفاق التركي الصهيوني‎

الصفحة الرئيسية


خيبة أمل يشهدها قطاع غزة نتيجة الاتفاق التركي الصهيوني على تطبيع العلاقات ، تابع كثيرون بشغف بالغ المؤتمرين الصحفيين اللذين عقدهما بالتزامن رئيسا الوزراء التركي والصهيوني يوم الاثنين , لإعلان بدء المرحلة الأولى لاتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين ، في نهاية لقطيعة استمرت أكثر من 5 سنوات.


الفلسطينيون انقسموا بين مرحّب بالاتفاق , باعتباره محاولة لتخفيف الحصار الصهيوني عن قطاع غزة الممتد منذ 10 سنوات ، وآخرين رافضين لفكرة عودة التطبيع مع العدو الصهيوني . 
فنحن نرحب بأية جهود عربية أو إسلامية لتخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني ، ونتطلع إلى إنهاء الحصار عن قطاع غزة ..

إن إنهاء الحصار كان شرطاً تبنّته تركيا كموقف لإكمال رسالة وهدف أسطول مرمرة الذي أبحر من أجله نحو القطاع ، أن أنقرة بذلت كل ما بوسعها. الشعب التركي له تقديره واحترامه وصديق للشعب الفلسطيني ، تركيا حاولت طوال 10 سنوات الحصول على أكبر قدر من المكاسب لصالح رفع الحصار عن غزة ، لكن تركيا حليفة اقليمية كبرى للعدو الصهيوني حتى بداية العقد الثاني من الالفية الثالثة.
إن مصالح الدول أهم من الأيديولوجيا وإن تركيا لديها مصالح كثيرة في الاتفاق , من بينها التطبيع مع العدو ، والسماح بتصدير الغاز الصهيوني إلى أوروبا من خلال تركيا ، إضافة إلى أن أنقرة تطمع بأن تتحسن شروطها لدخول الاتحاد الأوروبي ، ومن الممكن أن تساعد تل أبيب في ذلك.


أن تركيا دولة ذات سياسة منذ إعلان الجمهورية الحديثة ، لكن سياستها خارجية دولية ، وليست شرق أوسطية فقط ، وأن لها مصالح تسعى إلى تحقيقها ، ليس بالضرورة أن تتفق مع الفلسطينيين بشكل عام ، أو مع حماس بخصوصها , يكفي تركيا أنها حاولت ، لكن اللوم على من يدعي الحرص على القضية الفلسطينية ، ويحاصر الشعب الفلسطيني ، ويعمل على تصفية القضية الفلسطينية ، ويقوم بدور العراب لبعض الأنظمة العربية من أجل التطبيع مع الاحتلال ، وإقامة علاقات بينه وبين دول عربية كانت تعتبر هذا الكيان عدواً مغتصباً ، ويطرح اليوم مشاريع الاعتراف بهذا الكيان حتى لو على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه , الموقف الدولي والإقليمي وحتى الفلسطيني لم يسعفها مطلقاً فشالت تركيا في تحقيق شرط رفع الحصار عن قطاع غزة , ولن يكون هذا نهاية الدنيا ..

ونقدر جهود تركيا في الوقوف إلى جانب قطاع غزة ، وسعيها لإنهاء الحصار عنه ، لكنه إن هذا التقدير لا يعني بالمطلق الموافقة على التطبيع ، التطبيع مع الصهاينة وفتح العلاقة معهم أياً كان مصدره ، عربي أو إسلامي ، أو من أي أحد ، هو أمر مشين ومرفوض جملة وتفصيلاً ، ولا يمكن إقراره أو القبول به,التطبيع مع الاحتلال مرفوض رفضاً تاماً ، وتحت أي عنوان , وسنبقى ندعو الشعوب والحكومات لمواجهة التطبيع ورفضه ، وأن تستغل أي علاقة لقوى المقاومة لتوضيح مخاطره ومن يساهم في رفع الحصار عن غزة نقول له أهلاً وسهلاً ولو بأضعف الإيمان ، وندعوه للمزيد .

أن تركيا اضطرت إلى أن توافق على طلب العدو ببقاء الحصار أمنياً وبحرياً من اجل مصلحتها ، وإن حماس تراهن مرة أخرى على الوهم ..
الحصار لم يقدّم لها عرض أفضل من عرض بأن تكون شريكاً وطنياً كاملاً ، وأن تشترك في صياغة النظام الفلسطيني على قاعدة الوحدة والشراكة , وأن المصالحة أكبر قوة بأيدي الفلسطينيين,لأننا اختبرنا العدو الصهيوني ، واختبرنا كل طرف يريد أن يتلاعب بقضيتنا . 
ونطالب من العرب والمسلمين كافة بأن يتحمّلوا مسؤولياتهم تجاه العدوان الصهيوني المتواصل ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وخصوصاً المسجد الأقصى المبارك .


google-playkhamsatmostaqltradent