recent
أخبار الساخنة

اننا لا ننتمي الى الانسانية

الصفحة الرئيسية

مروان عبد العال 
لكل ادارة بليدة قرارات استبداية، والافظع من البلادة حين يصبح بقسوة الظلم الذي لا يليق بعنوان لمؤسسة دولية إنسانية غايتها حماية صحة وحياة وكرامة اللاجئ ورفع الظلم ..ثمة سردية الملتبسة يتناض فيها وجود المؤسسة مع وظيفتها وتتحول فيها الى علاقة لا منطقية بين مهمة ( الاغاثة) اي صناعة الأمل وهي حاجة انسانية ملحة وبين اسقاط (الامان الصحي ) اي صناعة الموت ! وتدمير شبكة الأمان النفسي للاجئين لأخذهم الى خيارات مجهولة وهذه ارتكاب فيها غاية البشاعة.. 
"الاونروا" وبلا خجل يعتبرون أننا لا ننتمي الى الانسانية ، عند هذا الاحساس المتجدد ينبغي ان نتوقف ، فالسكوت أو اللامبالاة هما الموقف القاتل لتمرير هذه الكذبة الكبيرة وعبور البضاعة الفاسدة ، والأجدى ان ندرك خلفية المبررات الزائفة التي استدعت القيام بممارسة هذا الطراز من القهر ... 
حتى لا يأخذنا نافذو الصبر الى خطوة زائدة أو توجيه اللوم العشوائي الذي يفرغ ما في الصدر ولكنه لا يغني من جوع ولا يشفي من مرض أو من ظلم ، هناك من يزعجه الجسم السليم إن كان كفرد أو جماعة ، ولا زال يراهن على اسقاطنا في مرض الفتنة و بعبارة " فرّق تَسُد" . 
السياسة هو تدمير مجتمع من مدخل الضغط على الوجع ، بسوء نية أو بقلة الحياء علهم يجدون وسيلة ملائمة تدخلنا في جسد فوضى ، وتغرقنا في مستنقع فقدان الثقة والذي يراد أن يكون الخروج منه عسيراً ليس سهلاً . ما فحوى هذه السياسة التي تبنى على وجع الانسان؟ 
يبدو هناك من ضاق صدره من حسن السلوك الوطني وانضباطنا الشعبي ! فكان برنامج الاستشفاء الاخير في سلسلة تراجعات اقترفت من وقف بدل الايجارات واغلاق نافذ موارد استكمال الاعمار في مخيم نهر البارد الأ لتطرح سؤال للدول التي تتعمد هذه الفعلة وتعرف مآلها وما تضمر من سوء في مجتمعنا كونها كانت ولا زالت هي سبب البلاء لجوءا وتشريداً وقهراً مستمراً وهل اعادة انتاج النكبة هي مكافأة دولية جديدة ؟! 
قرارات قصدية لتوليد ضغط وهو حكماً ليس رغبة ! انه يقع في نطاق محاربة الضحية التي تحول فيها المغيث الى جلاد. 
يا ابناء المخيمات لا يخدعكم التأويل وفلسفة القرارت الادارية ومعنى تجفيف التمويل ، هذا كله ليس مجرد اجراء تقشفي ولكن ليس من هدر المال السائب بل من ساعات حياتك و لعب بسنوات عمرك ، فثمة من يحصى لك عدد دقات القلب ويسجل حرارة الحياة وانت تأخذ نفس عميق . 
فعل الفضيلة ان تحمي ليس ما أنجزته من رص الصفوف في زمن التمزيق ، بل صيانة ما تستحق ، الذي لا نحميه بدون همةٍ موحدةٍ وبنيان مرصوص . تحمي وجودك حينما تزمجر غضباً ولكن بوعي يليق بنا وبالرأي المقنع والموقف السليم وليدرك صناع القرار الأممي أنك لا تتسول الحياة في عالم أصم بلا قلب وبلا ضمير !عالم تعوزه العدالة ومعايير حقوق الانسان ، حقوق كسائر البشر التي يتم تداولها عادة في اروقة الفنادق والمؤتمرات بينما هي تهدر على ابواب المستشفيات واعتاب غرفة العناية الفائقة واختبارها الحقيقي هنا في "المخيمات " . التي ستبقى وصمة في جبين العالم المتحضر وحتى إشعار آخر وتنتظر خطوة انقاذية عظيمة..!


google-playkhamsatmostaqltradent