recent
أخبار الساخنة

الانسانية الى زوال برسم الاعلام العربي

الصفحة الرئيسية

بقلم: إسراء الصفدي ابنة مخيم عين الحلوة طالبة اعلام في جامعة Aul منتسبة الى مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين في لبنان

4-1-2016

منذ أعوام عدة.. منذ أن اشتعلت الثورات في العديد من الدول العربية بدءاً بتونس وصولاً لسوريا، أُرتكِبت بحقِ المدنيين أبشع الجرائم وأقساها. فما كنا نراه في فلسطين من قتلٍ بلا رحمة لم يعد غريباً علينا.. بل أصبح التفنن بالقتل وإبتكار أفكار وأسلحة جديدة مهمة كل من يريد سفك الدماء وضياع الثورة عن مسارها الصحيح.
لم يعد القاتل هو الوحيد الذي تخلى عن ثوب الإنسانية والرحمة،بل شاركه الإعلام العربي لِيصبحان شريكين في رسم الوجع على المشاهدين وتمزق قلوب أهالي الضحايا والجرحى.
لا يمكن أن ننكر مهمة الإعلام ألا وهي نقل الصورة الصحيحة للمشاهدين وعرض كل ما يحدث،ولكن ما شاهدنانه في الآونة الأخيرة عكس كل ذلك. فإن تابعنا الإعلام الغربي نرى فرقاً كبيراً بينه وبين الإعلام العربي في نقل الحدث. مثالٌ على ذلك.. أحداث فرنسا ، وتفجيرات برج البراجنة، لو تطلعنا كيف تعامل الإعلام العربي مع التفجيرات وكيف تعامل الإعلام الغربي مع أحداث فرنسا لأدركنا أن الإنسانية غابت عند أحدهم.
فقد عرض الإعلام العربي صور الجرحى والأشلاء المنتشرة في الطرقات وكانت المشاهد قاسية جداً، لا يحتملها كبير وصغير، وبعد دقائق من وقوع التفجيرين بدأ المراسلون بزيارة الجرحى وسؤال الأهالي عن أبنائهم الضحايا دون مراعاة لمشاعرهم وأكثر ما يستفز هو سؤال أحد المراسلين للطفل حيدر الذي فقد أهله "وين بابا وماما"!
أما الإعلام الغربي فنقل أحداث فرنسا بكل إنسانية وعقلانية،فلم يعرض أي مشاهد دماء وقتلى، ولم يجري مقابلات مع الضحايا. فقد عرض صور لأم تحضن أطفالها كتعبير أن الحياة لازالت موجودة والحب أقوى من الحرب. يستمر القتل والتفنن به دون إنسانية ورحمة ، والإعلام هو المتاجر الأول لأوجاعهم وآلامهم، فهل ستعود الإنسانية يوماً إلى بلداننا بعد أن حطمتها سيوف الظلم والامبالاة؟

google-playkhamsatmostaqltradent