كعادة الابطال الشجعان انتظر نشأت ملحم جلاده بفارغ الصبر
لينقض عليه للمرة الثانية و يؤكد لنفسه و لنا و للعالم كيف
يختار الابطال طريقة موتهم . الابطال لا يموتون كغيرهم ، يأبون
الموت الا وقوفا . يواجهون عدوهم بجرأة صاحب الحق ، و أي
حق اوضح من الحق الفلسطيني ؟ حفظ نشأت امر الله عزوجل :
ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار
قرأ جيدا مقولة سيف الله خالد عندما اقترب اجله :
ليس في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف , أو طعنة رمح ,
أو رمية سهم , ثم هاأنذا أموت على فراشي حتف
أنفي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء
تحسر خالد رضي الله عنه كيف يموت على الفراش
و هو الذي قال فيه ابا بكر رضي الله عنه:
عجزت ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻠﺪﻥ ﻣﺜﻞ ﺧﺎﻟﺪ ،ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷُﺫﻫِﺒﻦّ ﻭﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﺨﺎﻟﺪ
الابطال عندما يختارون الجهاد و النضال يعرفون
مآلهم ، و يعلمون انهم يحملون ارواحهم على اكفهم.
عندما يكون الموت محتم فلا يموتون الا و هاماتهم مرتفعه
و البسمات على شفاههم و السبابة على الزناد .
قالها المتنبي يصف الفرق بين موت الشجاع وموت الجبان :
وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
اي جبن ينفذ الينا ، نحن الذين وصفنا الرسول عليه السلام
بالمرابطين ، نحن الذين اختارنا الله عزوجل للعيش في ارض
الرباط ، ارض الرجولة و الكرامة و الاباء .
ان بيننا و بين الجبن عداوة لا يمكن اصلاحها . نحن نستمد
الرجولة و الشجاعة من هذه الارض الطيبة المباركة ، نستمدها
من عبق الانبياء الذين عشقوا الارض المقدسة و عشقناها من بعدهم .
هذا هو الفلسطيني الذي ينبت على الصخور الصلبة ، فيكون
عصي على الانكفاء ،غير قابل للانكسار .
هل تعلم الصهيوني درسا من الرجل الفلسطيني الذي جعلهم
يعيشون الرعب الحقيقي كما هو في الواقع ، ليس في الافلام
او الاحلام ؟ هل تعلم ان الانسان هنا اقوى من عتاده و آلياته
و تكنولوجيا التجسس و الاعلام و الدعاية ، و انه لا يشبه
اصحابهم من المتخاذلين المنبطحين البائعين لكل شئ يمكن ان يباع ؟
انه الفلسطيني الذي لن يجعلكم تنعمون في وطنه . سيأتيكم
من الجو و البحر و من باطن الارض و في احلامكم و عند
الصباح و المساء، في الليل و في وضح النهار . انصرف
ايها الصهيوني من بلادنا ، لاننا لا نحب الموت الا وقوفا .
ماهر الصديق