recent
أخبار الساخنة

تصاعد الاحتجاجات بعد وفاة امرأة وإحراق شاب نفسه تباين فلسطيني حيال إغلاق مكاتب «الأونروا»

الصفحة الرئيسية

صحيفة المستقبل...

صيدا ـ رأفت نعيم
كشف مصدر مسؤول في وكالة الأونروا لـ«المستقبل»، ان مدير عام الوكالة في لبنان ماتياس شمالي توجه الى المانيا للقاء المفوض العام للأونروا بيار كرينبول ووضعه في أجواء حالة الغضب الفلسطينية حيال بعض القرارات التي اتخذتها الوكالة مؤخراً على صعيد التقديمات الصحية ووقف بعض المساعدات، علماً ان حركة الاحتجاج تخللها أمس إغلاق عدد من مراكز الوكالة بعد وفاة امرأة فلسطينية كانت بحاجة لعلاج سريع، وإقدام أحد المرضى على حرق نفسه بسبب عدم تغطية الأونروا علاجه.

وبحسب المصدر في الوكالة، فان التواصل الرسمي بين الفصائل الفلسطينية وادارة «الاونروا» معلق الى حين عودة شمالي، ورهناً بما سيحمّله إياه كرينبول من جديد على هذا الصعيد، وأن الأمور غير واضحة وان الوكالة تتوقع تصاعد وتيرة التحركات أملاً في ان تبقى ضمن اطارها السلمي. 

وعلى المستوى الفلسطيني، كشفت التحركات الأخيرة باتجاه بعض مكاتب الأونروا حالاً من التباين بين بعض الفصائل والقوى الفلسطينية بشأن إغلاق عيادات ومؤسسات الوكالة في تحقيق المطالب المرفوعة. فالبعض يرى ضرورة إغلاقها كنوع من الضغط على إدارة الوكالة للعودة عن تقليصاتها للخدمات، والبعض الآخر يرى أن هذه المؤسسات هي في الواقع اليومي للتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وان اغلاقها او احتلالها او طرد موظفيها لا يخدم قضية اللاجئين ومصالحهم ولا يخفف معاناتهم بل يزيدها. 

وبموازاة ذلك، اظهرت هذه التحركات نوعاً من «المزايدة» بين بعض الأطراف الرئيسية على الساحة الفلسطينية لجهة أيهما أقدر على الامساك بالملف الاجتماعي والصحي والانساني للاجئين الفلسطينيين وتحريكه وقيادة حملة الضغط على الأونروا، الأمر الذي وبحسب أوساط فلسطينية يشتت جهود هذه الأطراف ويضعف تحركاتها في وقت يبدو اللاجئون أحوج الى الوحدة والتوحد بين جميع القوى حول هذا الملف وعليه. 

في هذا الوقت، تعكف اللجان الشعبية ولجان الأحياء والقواطع في المخيمات على رسم الخطوط العريضة لخطة التحرك المقبلة والتي ينتظر ان توضع موضع التنفيذ خلال الأيام القلية المقبلة وان تكون موجهة بمعظمها باتجاه ادارة الأونروا في بيروت ومكاتب الأونروا في المناطق في محاولة لممارسة المزيد من الضغط عليها للعودة عن قراراتها الأخيرة.

وتوجه وفد من اللجان الشعبية الفلسطينية الى مكتب مدير الأونروا في مخيم عين الحلوة، عبدالناصر السعدي، وعمل على إغلاقه احتجاجاً على القرارات الأخيرة للأونروا ومن بينها النظام الاستشفائي الجديد للاجئين. 

وعلمت «المستقبل» أنه على الرغم من كون إغلاق مكتب الأنروا في عين الحلوة خطوة غير منسقة مسبقاً بين الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية إلا أنه جاء تعبيراً رمزياً عن حالة الرفض الفلسطيني العارمة لقرارات الوكالة الأخيرة ولا سيما ما يطال منها الجانب الصحي. 

وفاة فلسطينية وشاب يحرق نفسه

في مخيم برج الشمالي (صور «المستقبل»)، أقدم الشاب عمر محمد خضير ( عاماً) ويعاني من مرض التلاسيميا، على إحراق نفسه أمام عيادة الأونروا، بسبب عدم تكفل الوكالة بعلاجه. ونقل الى مستشفى جبل عامل وهو مصاب بحروق وصفت بالبالغة في أكثر من مكان في جسده. وفي وقت لاحق تم نقل خضير الى قسم الحروق في مستشفى النبطية الحكومي نظراً لصعوبة وضعه.

وكان أهالي المخيم لبوا دعوة الى الاضراب صباحاً احتجاجاً على وفاة عائشة حسين نايف بعدما رفضت الأونروا تسديد تكاليف علاج كانت تحتاجه سريعاً. وعمد المعتصمون الى إغلاق مراكز الأونروا في المخيم.

في المخيمات

في مخيم البداوي («المستقبل»)، أعلنت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية إثر اجتماع طارئ «اتخاذ خطوات تصعيدية وتحركات شعبية تتمثل بإغلاق مكاتب مدراء الأونروا والشؤون الاجتماعية في مخيمي نهر البارد والبداوي والشمال، إعلان الإضراب العام غداً الخميس وإغلاق مؤسسات الأونروا، إقامة اعتصام جماهيري عند الحادية عشرة أمام مكتب الأونروا في طرابلس، دعوة الهيئات الشعبية والمجتمع الأهلي لتوحيد الكلمة والجهد.

وفي مخيم شاتيلا نفّذت اللجان الشعبية وفصائل الثورة والقوى الإسلامية وقوى الأمن الوطني والأهالي اعتصاماً أمام عيادة الأونروا، قدّمت خلاله اللجنة الشعبية مذكرة الى المدير العام للأونروا، تسلمها ممثل الوكالة في المخيم.

وتلا أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا زياد حمّو المذكرة نبهت فيها الى «ان حياة شعبنا الصحية خط أحمر لن نقبل بأي تخفيف للخدمات الصحية مهما كان حجمها».

مواقف

[ رأى عضو قيادة «حماس» في لبنان جهاد طه أن «سياسة الأونروا تستهدف اللاجئين الفلسطينين في حياتهم وكرامتهم». ودعا الى «تصعيد التحركات الشعبية بوجه هذه السياسة التي ستؤدي الى شطب مؤسسة الأونروا». كما طالب الأمم المتحدة بالتحقيق «من أجل الوقوف على حقيقة الفساد داخل إدارة الأونروا وترشيد الأموال باتجاه خدمة اللاجئين داخل المخيمات والتراجع عن كافة القرارات الظالمة التي لم تنصف اللاجئ الفلسطيني وحقوقه». 

[ أكد ممثل «حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان، أبو عماد الرفاعي، أن «التصعيد في الاحتجاجات حق مشروع لأهلنا في المخيمات، حيث نشاهد أمهاتنا وآباءنا وأطفالنا يموتون من دون تقديم العلاج اللازم والكافي لهم».

وحمّل وكالة الأونروا مسؤولية إقدام شاب من مخيم برج الشمالي على إحراق نفسه، لافتاً إلى أن «الاحتجاجات قد تأخذ منحى متدحرجاً خلال الأيام المقبلة ما لم يتم فوراً تلبية مطالب أهلنا في المخيمات». 

[ انتقدت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان «شاهد» سياسة الأونروا بالتخلي التدريجي عن تقديم خدماتها، «ضاربة بعرض الحائط نداءات واستغاثات المرضى من الأطفال والنساء والشيوخ الذين يواجهون الموت على أبواب المستشفيات الخاصة، فلا يُسمح لهم الدخول أو الاستقبال في طوارئ تلك المستشفيات من دون دفع مبالغ تأمين مالية مسبقة قد تصل إلى 400 دولار».

«فتح» تنفي 

ونفت حركة «فتح» ما تردد عن منع عناصرها من المشاركة في الاعتصامات الجارية ضد سياسة الأونروا.

وأكدت مفوضية الإعلام والثقافة - لبنان، أن «فتح» مؤمنة بأحقية أبناء شعبنا في الاعتصام ضد تقليص خدمات الأونروا، وتدعو كوادرها ومناصريها للمشاركة في هذه الاعتصامات والوقوف بوجه سياسات الأونروا المجحِفة. كما تدعو جميع أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان إلى التوحد في هذه المواجهة تحت راية رفع الظلم عن أهلنا، وعدم استغلال هذه التحركات الشعبية المجحِفة لحصد المكاسب السياسية والحزبية الضيّقة».
google-playkhamsatmostaqltradent