recent
أخبار الساخنة

احتفالاً تكريمياً للراحل العلامة الشيخ أحمد قصير العاملي



لبنان محمد درويش 

ضمن فعالياتها الثقافية في تكريم العطاءات العلمائية وتخليد ذكراهم العطرة أقامت جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع بلدية دير قانون النهر في جنوب لبنان احتفالاً تكريمياً للراحل العلامة الشيخ أحمد قصير العاملي "طاب ثراه" 1925 - 2006 م، (والد الشهيد عبد المنعم قصير، والراحل العلامة الشيخ مصطفى قصير)، وذلك في حسينية بلدة دير قانون النهر بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، والنائب السابق عبد الله قصير، والمستشار السياسي للسفارة الإيرانية في لبنان السيد رضا مرتضائي ممثلاً سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي، نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، عضو المجلس المركزي الشيخ حسن بغدادي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين، رئيس بلدية دير قانون النهر المهندس عدنان قصير، بالإضافة إلى شخصيات علمائية، وفعاليات ثقافية وتربوية واجتماعية، وحشد من المهتمين.

افتتح الاحتفال بآيات بينات من القرآن الكريم،

ثم قدم له رئيس جمعية الوحدة للتعاون الاجتماعي الشيخ عادل التركي، ومن ثم عرضٌ لفيلم توثيقي عن حياة المحتفى به يتضمن شهادات لعلماء معاصرين.

وتخلل الاحتفال كلمة للشيخ قاووق تحدث فيها عن مزايا العلامة الراحل الشيخ أحمد قصير فقال إن سماحة المحقق الشيخ أحمد قصير من رعيل الزمان المر، فلا تعرف من أين تبدأه، ومعه من حيث وردت نهلت، ويصعب عليك اختصاره، فما أقلّ الكلمة تقال فيه، وكم أينعت على أنامله قلوب يابسة، وكم فتحت على يده دور مؤصدة، وكم أخفت يُمناه عن يُسراه، وهو الذي تمرّد على الواقع في الزمن الصعب ورسم مسيره ومساره ولم ينظر خلفه، فكان رجل آخرة ولا دنيا فيه.

وتطرق الشيخ قاووق في كلمته للشأن السياسي فرأى أن سبب استمرار الأزمة في سوريا، وعاصفة التكفير وناره التي تحرق الأمة، 

وشدد الشيخ قاووق على أن المقاومة اليوم هي عنوان منعة وقوة الوطن والحصن الحصين له، وأنه من دواعي الفخر لحزب الله أن إسرائيل تقول في اليوم الأول من عام 2016: "إن الذي يهددها على امتداد العالم العربي ليس إلاّ حزب الله في لبنان

مضيفاً أن إسرائيل الخائفة على امتداد الحدود إنما تراهن منذ خمس سنوات ولا تزال على عصابات داعش والنصرة والعصابات التكفيرية والإرهابية في سوريا لاستنزاف وإضعاف المقاومة، ولكن النتيجة بعد خمس سنوات على الأزمة هناك كانت أن المقاومة قد استطاعت أن تحقق إنجازات ميدانية استراتيجية، وأن تسقط مشاريع تكفيرية كبرى، وأن تثبت معادلات جديدة في مواجهة كل خطر وعدوان على لبنان والأمة، وبالأخص الخطرين الإسرائيلي والتكفيري.

بدوره الشيخ حسن بغدادي ألقى كلمة الجهة المنظمة فأشاد بمزايا ومواقف الراحل وقال: إن العلامة الشيخ أحمد قصير غادرنا بجسده ولكن بقيت رُوحهُ تنبض جهاداً وتضحيةً في عرُوقِنَا وعروق الشهداء، تاركاً فينا وصية حِفظِ جبلِ عامل والدفاعُ عنه، وعن كرامة أمتنا الإسلامية، التي يُحاول الأعداءُ على الدوام النيل منها ومن وحدتنا لنهب ثرواتنا، والنيل من إسلامنا الذي طَالمَا كَرِهُوه، وهو قضّ مضاجعهم وأذلّ جبروتهم في بدر وأحد وخيبر وحنين إلى ثورة العشرين ومؤتمر وادي الحجير إلى قيام الجمهورية الإسلامية التي هزّتْ عُروشهُم، بالإضافة إلى هزيمة العدو الإسرائيلي في لبنان وفلسطين، وصولاً إلى فرض التوازن على محور الشّر الراعي والداعم للإرهاب التكفيري في سوريا والعراق واليمن.

ودعا الشيخ بغدادي في كلمته قوى الاستكبار إلى أن تعيد النظر في سياستها القائمة على الاستبداد والقهر وزرع الفتن، وتدمير البلاد وقتل الناس، فالأنظمة التي زرعوها في المنطقة لن تتمكن من حماية مصالحها طويلاً، لأنها تقوم على القتل والفتن وقهر الشعوب، 

ورأى الشيخ بغدادي أنه على الذين يحيكون المؤامرات على لبنان أن ييأسوا من ذلك، لأنه لن يكون على قياسهم ونهجهم، فلبنان كان ولا زالَ نصيراً للمستضعفين، ولن يكون محطة ترانسفير للمخابرات المركزية الأميركية والإسرائيلية، بل سيبقى الخط الأول المدافع عن كرامة الأمة ووجودها في وجه العدو الإسرائيلي، مضيفاً أن المسيرة التي قادها الإمام الخميني "قده" والإمام المغيب السيد موسى الصدر، والقائد المُلهم السيد علي الخامنئي، وقائد المقاومة الإسلامية سماحة السيد حسن نصر الله، لن تعرف الهزيمة، وهي أمة مكتوبٌ على جبينها النصر. 

وتخلل الاحتفال كلمة لعائلة العلامة الراحل ألقاها نجله النائب السابق عبد الله قصير حيث عدد مناقب والده الراحل الذي كان صاحب همة عالية وشجاعة في إبداء الرأي وقول الحق، ولم ينتظر في يوم من الأيام تكريماً أو تعظيماً أو شهرة أو مقاماً في ساحة الإعلام أو في الساحة العامة، وكان معروفاً عنه أن ديدنه الزهد والتواضع وعدم الاهتمام بالمظاهر والشكليات، كما أن من ميزاته أنه لم يكن ليهدأ في مكان، ولم يستطع أي مكان أن يأسره أو يحبسه، فكان دائماً يسعى إلى أي مكان يطلب منه أن يذهب إليه ليقدم ما لديه من علم ومعرفة في شتى المجالات، وخصوصاً في مجال التفسير للقرآن الذي كان محباً له وعالماً به، حيث كان يشعر أن هناك علاقة خاصة مع هذا الكتاب الرباني وآياته وتفسيرها وتأويلها.

وأضاف قصير أن الوالد رحمه الله كان على علاقة وقناعة وإيمان خاص بقائد الأمة الإسلامية الإمام الخميني "قده"، فعندما ذهب إلى إيران، ذهب بقناعة تامة بأن المشروع الذي قاده الإمام الخميني "قده" في بدايات الثورة، هو الممهد لظهور صاحب العصر والزمان (عج)، وكان بخدمة الإمام الخميني "قده" عندما كلّف بأن يراجع الصياغة النحوية واللغوية في اللغة العربية لكتاب فتاوى الإمام الخميني "قده"، وبعدما أنجز هذا العمل، عرضه على الإمام الخميني "قده"، الذي أعجب به كثيراً، وقدم له هدية معنوية نفيسة هي عباءته الخاصة التي ما زلنا نحتفظ بها حتى الآن.



google-playkhamsatmostaqltradent