.jpeg)
تتصاعد في الآونة الأخيرة موجة الغضب الشعبي في المخيمات الفلسطينية في لبنان، مطالبةً بطرد المفوضة العامة للأونروا دورثي كلاوس، بعد السياسات الجائرة التي تنتهجها بحق اللاجئين الفلسطينيين، والتي أدت إلى تفاقم معاناتهم المعيشية والصحية والاجتماعية.
لقد تجاوزت سياسة التقليص حدود الصبر، وأصبحت الأونروا تحت إدارة كلاوس تمارس أبشع أنواع الظلم والتهميش ضد أبناء المخيمات، من خلال قطع المساعدات، وتخفيض الخدمات الطبية، وتقليص الدعم التعليمي، وكأن الهدف الحقيقي هو إذلال الفلسطيني ودفعه إلى الهجرة القسرية من لبنان. هذه السياسة المشبوهة لم تعد خافية على أحد، فهي تسير بخطى ثابتة نحو تصفية قضية اللاجئين وضرب حق العودة الذي تتمسك به جماهير شعبنا.
إن أبناء المخيمات الذين يعيشون الفقر والبطالة والحرمان، لم يعودوا قادرين على احتمال هذا القهر اليومي، وهم اليوم يرفعون صوتهم عالياً: دورثي كلاوس غير مرحب بها في مخيماتنا. فبدلاً من أن تكون الأونروا ملاذاً آمناً للفقراء، تحولت إلى أداة لتجويعهم وتدمير مستقبلهم، وكل ذلك تحت إشراف وسياسات هذه الإدارة الفاشلة.
إننا نؤكد أن هذا المطلب الشعبي ليس غضباً عابراً، بل صرخة حق تعبّر عن وجع الناس وكرامتهم المهدورة. فالشعب الفلسطيني في لبنان يستحق أن يعيش بكرامة، وأن يحصل على حقه في العلاج والتعليم والإغاثة، لا أن يُعاقَب بسياسات غير إنسانية لا تمتّ إلى واجب الأونروا الأصلي بصلة.
نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمحاسبة إدارة الأونروا الحالية على فشلها وتقصيرها، والعمل على تعيين إدارة جديدة نزيهة تضع مصلحة اللاجئين فوق أي اعتبار سياسي أو مالي.
المخيمات الفلسطينية في لبنان لن تسكت بعد اليوم، والكرامة فوق كل اعتبار.
كفى ظلماً، كفى تهميشاً، وكفى استخفافاً بوجع الناس.