recent
أخبار ساخنة

*ياسر عرفات فكرة الثورة وبذرة الدولة*



*"يريدونني أما أسيرًا أو أما طريدًا وأما قتيلًا، وأنا أقول لهم: شهيدًا شهيدًا شهيدًا."*

أبو شريف رباح 
9\11\2025

في الذكرى الحادية والعشرون لاستشهاده فإن الرئيس القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" لم يكن قائدا عسكريا وسياسيا فحسب، بل كان الفكرة التي ولدت من رحم المعاناة الفلسطينية، "فكرة الثورة والحرية والكرامة" وكان الثائر الذي أعاد تعريف النضال الفلسطيني وجعل من القضية الفلسطينية عنوانا عالميا لحقوق شعبنا المشروعة.

منذ انطلاقة حركة "فتح" عام 1965 حمل أبو عمار البندقية مؤمنا أن الثورة هي الطريق إلى التحرير وإقامة الدولة وأن فلسطين لا تستعاد إلا بإرادة أبنائها، وقاد معارك الثورة الفلسطينية بشجاعة المقاتل ودهاء السياسي، فكانت معركة الكرامة عام 1968 محطة فاصلة أعادت الثقة بالإنسان الفلسطيني والعربي، وأكدت أن جيلا جديدا من الأمة قرر أن يقاتل جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاصب رغم الهزيمة والنكسة.

وعلى امتداد مسيرته النضالية واجه ياسر عرفات أصعب الظروف وأشد المؤامرات، من حصار بيروت عام 1982 الذي صمد فيه رغم القصف الهمجي والحصار المطبق والتخاذل العربي، إلى سنوات المنفى الطويلة فظل رمزا للثبات والعناد الوطني رافضا التبعية لأحد ومتمسكا بالقرار الوطني المستقل كعنوان لكرامة الشعب الفلسطيني ومؤمنا بأن لا أحد يستطيع أن يقرر مصير فلسطين سوى أبنائها.

كان حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس يراوده في منامه والبوصلة التي لم تغب عن فكره فسعى إلى تحقيقها بالكفاح المسلح حينا وبالمسار السياسي حينا آخر، ولكنه لم يرى الحلم يكتمل إذ امتدت يد الغدر إليه عام 2004 حين نجح الموساد الإسرائيلي في اغتياله بالسم بعد أن فشلت عشرات المحاولات السابقة للنيل منه.

رحل الجسد وبقيت الفكرة وبقيت فلسطين التي أحبها وقاتل من أجلها، فكانت جنازته حدثا تاريخيا عابرا للقارات، فقد شيع في فرنسا، وودعته مصر رسميا، ثم احتضنته رام الله حيث سجي في مقر المقاطعة بين جماهيره التي هتفت له بالوفاء والعهد والوعد والقسم بأن تنقل رفاته إلى القدس الشريف. 

كان ياسر عرفات "أبو عمار" روح الثورة وعنفوانها وصوتها الذي لم يختنق رغم كل المؤامرات، ترك خلفه إرثا نضاليا لا يموت وأجيالا حملت الراية نحو الحلم الذي ناضل من أجله "فلسطين الحرة المستقلة"
google-playkhamsatmostaqltradent