recent
أخبار ساخنة

أحمد مراد الدم الفلسطيني يوحّدنا وندعو إلى موقف وطني موحّد لإسقاط مشاريع التصفية




أكد مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، الرفيق أحمد مراد، أن الدم الفلسطيني الذي يُسفَك في غزة والضفة والقدس يوحّد شعبنا ويُعيد التأكيد على وحدة المصير والموقف، مشدّدًا على أن الردّ الحقيقي والعملي على العدوان الصهيوني المتصاعد يتمثّل في توحيد الصف والجهد وحشد كل طاقات شعبنا لإسقاط كل مشاريع التصفية والإخضاع.




جاء ذلك خلال مقابلتين إذاعيتين منفصلتين أجراهما مراد مع إذاعة "علم" من مدينة الخليل في فلسطين المحتلة، وإذاعة "الرسالة" من لبنان، تناول خلالهما آخر المستجدات الميدانية والسياسية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، والقرار الصهيوني الأخير بمنع وكالة (الأونروا) من أداء مهامها الإنسانية في القطاع، وكذلك رؤية الجبهة لليوم التالي في القطاع والحوارات الفلسطينية الجارية في القاهرة.




وقال مراد إن العدوان الصهيوني على غزة والضفة والقدس هو حرب شاملة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من جذورها، مضيفًا أن:

"ما يجري من قتل وتجويع ومنع للمساعدات واستهداف للأونروا ليس مجرد عمل عدواني، بل جزء من مشروع استعماري يسعى إلى محو الوجود الفلسطيني وفرض ما يسمى (إسرائيل الكبرى) على حساب الحقوق المشروعة لشعبنا وشعوب منطقتنا، بدعم واضح من الإمبريالية الأمريكية وحلفائها الغربيين."




وأدان مراد بشدّة قرار الاحتلال منع وكالة الأونروا من أداء واجباتها الإنسانية في قطاع غزة، واصفًا الحجج والذرائع التي تُستخدم للتغطية على الهدف الحقيقي بأنها كاذبة، ومشيرًا إلى أن الهدف الفعلي هو منع كل المؤسسات الدولية والإنسانية من التواجد في القطاع لتقديم خدماتها، وجعل الحياة فيه مستحيلة تمهيدًا لمشروع التهجير القسري. واعتبر أن "هذا القرار جريمة جديدة تهدف إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وشطب حق العودة عبر استهداف المؤسسة الأممية التي تمثل شاهدًا قانونيًا على النكبة الفلسطينية."




ورحّب مراد بقرار محكمة العدل الدولية الذي ألزم الكيان الصهيوني بتسهيل عمل الوكالات الأممية والدولية، ولا سيما وكالة الأونروا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن:

"رفض الاحتلال تنفيذ هذا القرار والعمل به هو نهج صهيوني يضرب بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية والأخلاقية والإنسانية، ولا يُقيم وزنًا للمؤسسات والقرارات الدولية، ما يستدعي إلزام الاحتلال بتطبيق القرار والسماح لكل المؤسسات الإنسانية والإغاثية والطبية والصحفية بالعمل بحرّية لبلسمة جراح أبناء شعبنا في قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم، تحت طائلة الملاحقة القانونية لقادته كمجرمي حرب."




وفي تعقيبه على قرار الكنيست الصهيوني بالمصادقة على مشروع قانون تطبيق السيادة الصهيونية على الضفة الغربية وإطلاق اسم "يهوذا والسامرة" عليها، وصف مراد الخطوة بأنها "تصعيد خطير وعدوان جديد على الوجود الفلسطيني وهويته الوطنية، يهدف إلى تكريس الاحتلال والاستيطان وطمس الطابع العربي الفلسطيني للضفة المحتلة والقدس."




وفي سياق حديثه عن اللقاءات الفلسطينية الجارية في القاهرة، شدّد مراد على أن الجبهة الشعبية ترى أن أي حوار وطني يجب أن يُبنى على قاعدة الثوابت الفلسطينية، مؤكدًا أن:

"الوحدة الحقيقية يجب أن تستند إلى الثوابت الوطنية والحقوق التاريخية لشعبنا غير القابلة للمساومة أو المقايضة، والتمسّك بحق شعبنا في ممارسة كل أشكال المقاومة، بما فيها الكفاح المسلّح، استنادًا إلى كل المواثيق والأعراف الدولية التي تمنح الشعوب الواقعة تحت الاحتلال حق المقاومة. كما يجب المضي في مراجعة سياسية شاملة لمسيرة النضال الوطني التحرري وصياغة استراتيجية مواجهة شاملة ومشروع برنامج تحرري ينطلق من الإيمان بأن صراعنا مع الاحتلال هو صراع وجود. الوحدة لا تقوم على أساس المحاصصة والمناكفات السياسية، بل على مقاومة الاحتلال والتشبث بالقدس وحق العودة ورفض الاعتراف بالكيان الصهيوني."




وفي هذا الإطار، استعرض مراد مواقف الجبهة الشعبية التي تطرحها في الحوارات الفلسطينية الجارية في القاهرة ومع الوسطاء، مؤكدًا على "أهمية إلزام الاحتلال بتنفيذ المرحلة الأولى من التفاهمات بكاملها، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والإفراج عن الأسرى، وتحقيق الانسحاب الصهيوني الكامل من قطاع غزة، وفتح المعابر بشكل دائم، وتأمين حرية الحركة من وإلى القطاع، والإسراع بعملية إعادة الإعمار بإشراف فلسطيني كامل، ورفض أي وصاية خارجية على قطاع غزة أو على القرار الفلسطيني."

وأضاف: "إن اليوم التالي يجب أن يكون يومًا فلسطينيًا بامتياز، تُمارس فيه مؤسساتنا الوطنية دورها الطبيعي في خدمة أبناء شعبنا، مع الترحيب بأي مساعدة عربية أو دولية تنطلق من واجب إنساني وتكفل سيادة شعبنا على أرضه وقراره الوطني المستقل."




وختم مراد بالقول: "المعركة الجارية ليست معركة غزة وحدها، بل معركة كل فلسطين في مواجهة مشروع استعماري إحلالي، والرد الحقيقي عليها يكون بتوحيد الصف الوطني وتصعيد المقاومة حتى تحقيق التحرير والعودة."

google-playkhamsatmostaqltradent