recent
أخبار ساخنة

إسرائيل وتدمير الأبراج السكنية في غزة ما وراء المشهد



أبو شريف رباح 
9\9\2025

يشكل تدمير الأبراج السكنية في مدينة غزة واحدا من أبرز مظاهر العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر عام 2023، فهذه الأبراج ليست مجرد بنايات مدنية بل هي رمز للحياة اليومية ومأوى لعشرات الآلاف من الأسر الغزية واستهدافها يحمل رسالة سياسية وعسكرية في آن واحد مفادها أن لا ملاذ آمن في القطاع وأن كلفة البقاء فيه باهظة الثمن. 

واعتقد أن المسألة تتجاوز الجانب العسكري، والسؤال محوري هل تمثل الأوامر الإسرائيلية بإخلاء الأبراج والمباني السكنية مقدمة لمرحلة التهجير القسري تحت النار؟ فالضغط المتواصل عبر القصف والحصار وتجريد السكان من مقومات الحياة يفتح الباب أمام مخططات قديمة-جديدة تستهدف دفع الغزيين إلى مغادرة أرضهم قسرا دون الالتفات خلفهم. 

اما على الصعيد السياسي يظل الموقف الدولي عاملا حاسما، فغياب الضغط الأميركي الجاد على إسرائيل للقبول بخطة ويتكوف لوقف العدوان، وغياب الضغط المصري والقطري على حركة حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات يضع المسار السياسي في حالة جمود، ويترك غزة ساحة مفتوحة على احتمالات تصعيد أوسع واشرس.

والأخطر من ذلك هو ما يتم تداوله في بعض الأوساط السياسية بالحديث عن مشروع "ريفيرا ترامب"، الذي يقوم على فكرة إعادة هندسة جغرافية لغزة عبر إفراغها من سكانها وتوطينهم في دول أخرى تقبل بهم، ولكن رغم أن هذه الطروحات قد تبدو غير واقعية إلا أن السياسات الإسرائيلية الميدانية القائمة على تدمير العمران وتجويع السكان تعطيها بعدا عمليا يستحق التوقف عنده بجدية، وإن غزة اليوم تقف أمام مرحلة شديدة الخطورة فالسكان يدفعون أثمانا باهظة من دمائهم وأمنهم واستقرارهم بينما المجتمع الدولي يكتفي بإدارة الأزمة بدلا من البحث عن حلول عادلة للقضية الفلسطينية ورغم كل ذلك يبقى الثابت أن كل محاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية قد جربت من قبل ولم تنجح وأن إرادة الشعب الفلسطيني مهما تعرضت للضغط والتنكيل ستظل العقبة الكبرى أمام المخططات الصهيو-أمريكية.
google-playkhamsatmostaqltradent