recent
أخبار ساخنة

*الهجوم الإسرائيلي على غزة والموقف المخزي للعرب والمسلمين والمجتمع الدولي*







أبو شريف رباح 
3\9\2025

- صمت يتواطأ مع الجريمة والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني

يتعرض قطاع غزة وتحديدا مدينة غزة لهجوم إسرائيلي دموي يستهدف البشر والحجر وسط صمت عالمي يكتفي ببيانات الاستنكار والشجب وبينما ترتكب الجرائم بحق المدنيين وتقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف، تغيب الإرادة السياسية لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتتراجع مواقف الدول العربية والإسلامية إلى حدود المتفرج.

منذ أيام تشهد مدينة غزة واحدة من أشرس الهجمات الإسرائيلية حيث كثف جيش الاحتلال قصفه العنيف على شمال المدينة ومحيطها مستهدفا المستشفيات والعيادات وسيارات الإسعاف والدفاع المدني في محاولة ممنهجة لإخراجها من الخدمة، هذه الجرائم تأتي بعد أن دعا المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي سكان غزة إلى إخلاء المدينة نحو منطقة المواصي بخانيونس في مشهد يعكس إصرار الاحتلال على تهجير الفلسطينيين قسرا وتشريدهم من أرضهم.

المؤشرات تؤكد أن إسرائيل شرعت بعملية عسكرية محدودة في مدينة غزة في انتظار تعبئة نحو 60 ألف مقاتل لاقتحام المدينة بالكامل ما ينذر بمذبحة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف، أمام هذا الواقع المأساوي يكتفي العالم العربي والإسلامي ومعه المجتمع الدولي والأمم المتحدة ببيانات الإدانة والتنديد والاستنكار في موقف مخزي لا يرقى إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون.

اليوم لم يعد مقبولا الوقوف موقف المتفرج، فالمطلوب تدخل عاجل وقوي من المجتمع الدولي ومن الأمم المتحدة ومن الدول العربية والإسلامية لإنقاذ أهالي غزة آخر ما تبقى من مكان آمن في القطاع، فإدانة الجرائم بحق المدنيين لا تكفي بل يجب أن تترافق مع ضغط سياسي وقانوني حقيقي على إسرائيل عبر دعم المحكمة الجنائية الدولية ووقف التهديدات الأمريكية للقضاة الذين يحاولون ملاحقة مجرمي الحرب وتحميل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم باعتبارها الممول الأول لإسرائيل بأسلحة القتل والإبادة والدمار. 

إن القارة الأوروبية "القارة العجوز" تمتلك القدرة إذا أرادت على الضغط سياسيا على الولايات المتحدة وإسرائيل عبر الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، واقتصاديًا من خلال وقف تصدير السلاح لإسرائيل ووقف استيراد بضائعها والضغط علبهما لوقف العدوان على غزة.

لقد بات واضحًا أن إسرائيل تستغل حالة الصمت الدولي والانقسام العربي والإسلامي لتواصل حربها الإجرامية على المدنيين العزل، وأمام هذه الحقائق لم يعد مسموحا التذرع بالحياد أو الاكتفاء بالشجب بل أصبح لزاما على العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية والسياسية وأن يوقف فورا هذه الإبادة الجماعية قبل أن يسجل التاريخ على الإنسانية جمعاء وصمة عار لا تمحى.
google-playkhamsatmostaqltradent