recent
أخبار ساخنة

"الحكمة" الفلسطينية هبة سعدية: فلسطين تسكن في قلبي وتمثيلها شرف وفخر كبير




تعود أصولها لمدينة طبريا.. وولدت في دمشق

"الحكمة" الفلسطينية هبة سعدية: فلسطين تسكن في قلبي وتمثيلها شرف وفخر كبير


رام الله- كتب خليل جاد الله/ عبّرت الحكم الدّولي هبة سعدية (36 عاماً) في حوار خصّت به "العربي الجديد"، عن مشاعرها المتداخلة إثر اختيارها ضمن الطاقم المشارك في إدارة تحكيم مباريات بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً، في ظلّ استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. ودخلت سعدية التاريخ في الأول من يونيو/ حزيران 2023 عندما ظهرت بصفتها أول حكمٍ فلسطينيّة، ومحجبّة في تاريخ بطولة كأس العالم للسيّدات. وفتحت سعدية قلبها لـ"العربي الجديد"، وأجابت عن سرّ دخولها عالم التحكيم، وعن مشاعرها الآنيّة قبل انطلاقة بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، التي يحتضنها المغرب. 


** هبة سعدية.. مَن هي ؟

هبة سعدية: اسمي الكامل هو هبة رؤوف سعدية، من مواليد العاصمة السوريّة دمشق، ونشأت في مخيّم اليرموك للاجئين، وتعود أصول عائلتي إلى مدينة طبريا في فلسطين. لم أخطط لأكون حكماً في كرة القدم، بل بدأ ارتباطي باللعبة لاعبة كرة قدم، ثم تخصّصت في مجال التربيّة الرياضيّة في دمشق، وفي أثناء دراستي التحقت بعدد من الدورات التحكيمية التي تقيمها فيفا للاتحادات المحليّة. 

  ولم أنجح بكوني لاعبة كرة قدم، ووجدت نفسي بصورة أكبر في مجال التحكيم، خصوصاً بعد اختلاطي بالمدرسة الأوروبية في السويد حيث أقيم. وهنا حصلت على رخصة حكم من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وأدرت عدداً من لقاءات دوري الدرجة الأولى، قبل الحصول على الشارة الدوليّة عام 2016. 


• كيف تصفين المشاركة في تحكيم بطولة كأس العالم للسّيدات 2023؟

هبة سعدية: بطولة 2023 كانت أهم لحظة في مسيرتي الرياضيّة؛ حيث كنت أول عربيّة آسيوية، وأول فلسطينية تشارك في إدارة مباراة في أكبر محفل على مستوى كرة القدم النسوية. هناك رفعت اسم فلسطين، وكان لي الفخر في ذلك، حيث لم يسبق لأي حكم فلسطيني على مستوى الرجال كذلك أن أدار مباراة ببطولة كبيرة كهذه، على أمل أن يحدث ذلك قريباً. 


• ما أبرز محطاتك في مجال التحكيم؟

هبة سعدية: خلال مسيرتي التحكيمية، شاركت في إدارة عدد كبير من اللقاءات في بطولات دوليّة أو قاريّة كبيرة، وبدايتي الأهم كانت بالمشاركة في تحكيم بطولة كأس آسيا للسيدات عام 2018، ونسخة عام 2022 كذلك، ولم يكن من السهل الوصول إلى هذه المرحلة، خصوصاً أنني شاركت في تحكيم المباراة النهائية للبطولتين.

   آسيوياً، شاركت كذلك في إدارة مباراة نهائي كأس آسيا للسيدات تحت 19 عاماً، ونهائي مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية إندونيسيا 2018، ونصف نهائي بطولة كأس الأندية الآسيوية 2025، ودولياً شاركت في إدارة مباريات بطولة كأس العالم للسيّدات تحت 20 عاماً التي أقيمت في كوستاريكا عام 2022. وعلى مستوى مسابقات الرجال، كنت أول حكمة عربيّة تشارك في إدارة مباريات آسيوية للرجال، مثل بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكأس آسيا للرجال تحت 20 عاماً.


• ما أهميّة مشاركتك في بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً في أكتوبر المقبل؟

هبة سعدية: هي مشاركة مهمّة للغاية، لأنها الأولى بالنسبة إليّ على مستوى البطولات الكُبرى بعد ولادة طفلتي؛ أي إنني سأذهب للبطولة الآن وأنا أمّ، وهذا الأمر يحمّلني مسؤولية أكبر، وأثقل في الوقت نفسه. وإلى جانب ذلك، فإنّ الاستمرار بالمشاركة في إدارة مباريات على مستوى البطولات الكُبرى يساعدني في بناء شخصيّة، ومسيرة مهنيّة أكبر، ودليل ثقة المسؤولين على المستوى الدّولي، والقارّي. 

   أحمل مشاعر متداخلة حالياً، لأنني سأشارك في تحكيم بطولة كبيرة، واختياري ضمن قائمة الحكّام كان حدثاً مهمّاً بالنسبة إليّ، وفي الوقت نفسه لا أستطيع التعبير عن مشاعري كلّها في ظلّ استمرار الحرب على بلدي فلسطين منذ قرابة عامين.


• حققّتِ تقدماً كبيراً في السنين الأخيرة رغم ظروف بلدك الصعبة.. كيف تغلّبتِ على آثار ذلك؟

هبة سعدية: على الرغم من أنني لم أسكن فلسطين ولم أُولد فيها، إلا أن فلسطين تسكن في قلبي، ودائماً ما كان تمثيلها شرفاً، وفخراً كبيراً بالنسبة إليذ. ما يحدث على أرض فلسطين حالياً وبشكل لم أتوقّعه لم يزدني إلا قوّة؛ إذ شعرت بأهميّة وجودي في المحافل الكُبرى، من أجل التعبير عن حلمي أنا الفلسطينية بشكل أكبر خلال فترة الحرب؛ حيث لا تتمكّن فلسطينيات كثيرات من التعبير عن أنفسهن حالياً، لأسباب مختلفة. آمل أن تحمل الأسابيع المقبلة أخباراً أجمل لفلسطين وأهلها، وأن نتمكّن من تمثيلها بأحسن صورة ممكنة، وبشكلٍ تستحقّه بلاد الحالمين خلال الفترة المقبلة.


• ما المباراة أو البطولة التي تطمحين إلى المشاركة فيها؟ 

هبة سعدية: كل مباراة أو بطولة كبيرة لم أشارك فيها، أطمح إلى المشاركة فيها مستقبلاً. ليس هناك مباراة أو بطولة بعينها، ولكن طموحي كبير، ولم أشبع حتى الآن.

google-playkhamsatmostaqltradent