*بلسم أو تل الزعتر: شريان حياة لأهلنا في جنوب لبنان يجب المحافظة عليه*
د. زيدان المصري
إن مؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني هي درة المؤسسات الإنسانية، وواجهة العمل الطبي والاجتماعي لشعبنا في الداخل والشتات، وفي لبنان الشقيق على وجه الخصوص، على مدى عقود كانت هذه المؤسسة خط الدفاع الأول في مواجهة الأزمات تقدم العلاج والدعم لآلاف المحتاجين والفقراء بلا تمييز.
إن أي اعتداء على هذه المؤسسة هو اعتداء مباشر على كرامة الشعب الفلسطيني وعلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهو مساس بقيمنا الوطنية والإنسانية، وإذ نؤكد على أهمية القرارات الرامية إلى تطوير الجمعية ومحاسبة المقصرين، فإن القيمة الحقيقية لهذه القرارات تكمن في تنفيذها الفعلي، حتى يلمس شعبنا الفرق بين العمل المخلص والمتقاعس، وبين الكادر النزيه والفاسد.
إن تخفيف معاناة أهلنا يبدأ بإصلاح مؤسسات الهلال الأحمر، من الإدارة إلى الكادر الطبي، مرورًا بالتدريب والتأهيل، وصون أموال وممتلكات المؤسسة وحماية كرامة العاملين فيها لتبقى قادرة على خدمة أبناء شعبنا بكرامة وكفاءة.
إننا نحذر من استمرار الأوضاع الصعبة التي يمر بها مستشفى تل الزعتر في مخيم الرشيدية (بلسم سابق)ا ونطالب بمعالجة عاجلة وحاسمة تبدأ بمحاسبة الفاسدين والمعتدين على أملاك المستشفى وتحريك ضمائر الصامتين والمتفرجين لوقف التعديات الخارجية التي تسببت بخروج مولدات المستشفى عن الخدمة، حيث أصبح المستشفى يعمل على كهرباء مولدات الإشتراك الباهظة الكلفة، وأصبح الوضع داخل أقسام المستشفى حرجا وخطيرا وأي توقف مفاجئ للإشتراك يعني توقف الخدمات الطبية عن المرضى المتواجدين في المستشفى.
ويبقى السؤال أمام الجميع، كيف نطالب بحقوقنا المدنية والاجتماعية ونحن عاجزون عن إدارة عيادة أو مستشفى بكفاءة وأمانة؟
من هنا ندعو جماهير شعبنا ومؤسساته الوطنية وقياداته السياسية وكل القوى الحية إلى وقفة جادة لحماية هذه المؤسسة الوطنية مستشفى تل الزعتر ودعمه ماديا ومعنويا والضغط من أجل وقف التعديات لضمان استمرار رسالته الإنسانية.
الهلال الأحمر الفلسطيني ليس مجرد مؤسسة بل هو شريان حياة لشعبنا والحفاظ عليه واجب وطني وأخلاقي.

