أبو شريف رباح
23\7\2025
656 يومًا من القتل والإبادة والتجويع عاشها أهالي قطاع غزة المنكوب، وسط صمت دولي قاتل وتواطؤ مكشوف، قصفت البيوت والمستشفيات واستهدفت مركبات الإسعاف والدفاع المدني، ولم يكتفي جيش الاحتلال الإسرائيلي بذلك بل زاد من شهيته المتعطشة للدماء فارتكب المجازر تلو المجازر متلذذًا بقتل مدنيين عزل يبحثون عن فتات خبز أو جرعة دواء أو علبة حليب لأطفالهم.
وفيما الدم الفلسطيني يسيل في كل زاوية من القطاع الجريح، تواصل طائرة مبعوث الإدارة الأمريكية "ويتكوف" الإقلاع والهبوط بين العواصم بلا أي أفق لحل ولا أدنى جدية في وقف شلال الدم الفلسطيني ولا وعود بإدخال مساعدات إنسانية تسد رمق الجائعين في غزة التي أعلنت منطقة منكوبة بكل المعايير.
يتنقل ويتكوف بين الدوحة وأوروبا يحضر اجتماعات ويعقد لقاءات ويصرح بأنه سيعود "إذا حدث تقدم في المفاوضات" بينما في غزة يموت الناس جوعًا وعطشا وتختنق المشافي بمصابين لا تجد لهم أسرة ومرضى مزمنون يزيد عددهم عن 30 ألفًا يتساقطون الواحد تلو الآخر بسبب انعدام الدواء والغذاء.
فأين الضمير العالمي، ولماذا هذا التخاذل الدولي أمام جريمة تجويع ممنهجة تنفذها إسرائيل برعاية أمريكية؟ أين الأمة العربية والإسلامية من هذا الخراب الشامل الذي يطال البشر والحجر والمستقبل في غزة؟ ألم تحرك مشاهد صور الأطفال الشهداء والمصابين والجائعين ضمائركم؟ ألم توقظ فيكم الإنسانية مشهد أم تبحث عن قطرة ماء لطفلها الذي يحتضر بين يديها؟
إن ما يحدث في غزة اليوم هو وصمة عار على جبين العالم بأسره، إنها كارثة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى والمطلوب الآن وبشكل عاجل تحرك عربي وإسلامي فوري للمطالبة بحماية دولية لأبناء شعبنا والإسراع بإدخال الغذاء والماء والدواء لوقف المجاعة والوقود لضمان استمرار المرافق الصحية بخدمة المصابين والمرضى، فغزة لم تعد تحتاج لبيانات تنديد وشجب واستنكار ولا حتى مفاوضات الدوحة العبثية،
غزة تحتاج بشكل عاجل من ينقذها قبل فوات الأوان!