recent
أخبار الساخنة

مدرسة فلسطين في مخيم برج الشمالي… منارة أُطفئت بصمت


مدرسة فلسطين في مخيم برج الشمالي… منارة أُطفئت بصمت

البرج الإخباري 

في واحدة من أشد المحطات حزنًا في تاريخ التعليم داخل مخيم برج الشمالي، ما تزال مدرسة فلسطين – تلك المدرسة التي طالما شكّلت منارة للعلم والتربية – مغلقة منذ استهدافها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير. المبنى الذي لطالما صدح بأصوات الطلاب وضحكاتهم، بات اليوم خاليًا إلا من الغبار، مهجورًا ينتظر من يُعيد إليه الحياة.


في تلك الليلة القاسية من الحرب، قصفت إسرائيل مبنى المدرسة بينما كان يجلس فيه مدنيون في ساحتها، ما أدى إلى مجزرة مروّعة راح ضحيتها أبرياء من أبناء حي صلحة في بلدة البرج . ورغم هذا الاعتداء الصريح على منشأة تعليمية ومدنيين، لم تقم وكالة الأونروا بأي تحرك دولي يُحاسب الجهة المعتدية، بل اتخذت خطوة اعتبرها الأهالي مُجحفة، وهي إقفال المدرسة بشكل كامل بدل المطالبة بمحاسبة الاحتلال وإعادة تأهيل المبنى.


مدرسة فلسطين ليست مجرد بناء من الحجارة، بل هي تاريخ تربوي عريق، خرجت على مدار أعوام طويلة أجيالاً من المتفوقين من أبناء المخيم والجوار، وكان يدرّس فيها نخبة من المعلمين المتميزين.


بعد إقفال المدرسة، اعتمدت الأونروا سياسة الدمج، حيث تم توزيع طلاب مدرسة فلسطين على صفوف مدرسة جباليا والصرفند  المجاورة، في محاولة لتدارك الكارثة، إلا أن هذا الحل المؤقت خلق اكتظاظًا كبيرًا داخل الصفوف، وأثّر سلبًا على جودة التعليم. ورغم وعود الوكالة بإيجاد مبنى بديل، إلا أن التقصير في المتابعة وغياب المسؤولين المعنيين ترك الطلاب بلا أمل، والمدرسة بلا بديل، والمبنى بلا ترميم أو استخدام.


حتى اليوم، لا تزال مدرسة فلسطين مقفلة، يتراكم فيها الغبار، وتحاصرها الذكريات. لا أنشطة، لا صيانة، ولا مستقبل يُرسم لأطفال يحتاجون لمساحة تعليمية تحفظ لهم حقهم.


أهالي المخيم يرفعون الصوت عاليًا:

“أعيدوا مدرستنا، أعيدوا الحياة، كفى صمتًا وتقصيرًا”.

فالمدرسة ليست ملكًا لوكالة أو جهة، بل هي حق لكل طفل فلسطيني في مخيم برج الشمالي، وكرامتنا لن تُدفن تحت أنقاض الإهمال.

google-playkhamsatmostaqltradent