إعلان منتصف المقال
3/5/2025
أبو شريف رباح
نقف اليوم، أمام محطة مفصلية تذكّر العالم بحرية الصحافة لكنها بالنسبة لنا كفلسطينيين ليست مجرد ذكرى رمزية بل معركة حقيقية يخوضها صحفيونا كل يوم بالكلمة والصورة في وجه آلة القتل الإسرائيلية التي أدت لاستشهاد 210 من الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين وإصابة المئات والإبقاء على 55 صحفيًا في سجونها من أصل 177 خلال 18 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية، كما أدت إلى مئات الشهداء والجرحى من عائلات الصحفيين وتدمير مراكزهم ومقومات عملهم الصحفي وآلاف الانتهاكات بحق الصحفيين في الضفة الغربية والقدس الشريف.
في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، نرفع تحية إجلال واعتزاز إلى أرواح الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا وهم يوثّقون بدمائهم حرب الإبادة على قطاع غزة، وإلى الجرحى والأسرى الذين دفعوا ثمنًا باهظًا من أجل أن تصل الحقيقة إلى العالم، هؤلاء هم أبطال الحقيقة، حراس الكلمة، وجنود المعركة الإعلامية الذين اختاروا أن يكونوا في الصفوف الأمامية رغم الاستهداف الممنهج لهم من قبل جيش الاحتلال.
وفي المقابل، لا يسعنا إلا أن نُعرب عن أسفنا الشديد ورفضنا القاطع لكل من ينكر الحقيقة وينقل الأخبار الكاذبة ويتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلي ويستخدم المنابر الإعلامية لبث الفتنة بين أبناء شعبنا وفصائله في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للوحدة الوطنية، فحين يُذبح الأطفال والنساء في غزة وحين تُدمَّر البيوت على رؤوس ساكنيها تصبح ممارسات التضليل الإعلامي خيانة وطنية وإنسانية، لذلك نقول لهم أنتم لا تمثلون الصحافة بل أنتم أداة دعائية في يد من يرتكب المجازر وإن مواقفكم ستُسجَّل في صفحات سوداء من تاريخ هذه المرحلة.
أما للصحفيين الوطنيين الشرفاء، فنقول لهم أنتم فخرنا وعزنا وأنتم من ينقل الحدث مباشرة رغم الخطر وانتم من تكشفون الوجه الحقيقي للاحتلال رغم الرقابة والتعتيم، وأنتم من حمَلتْ أقلامهم قضيّة شعب فكانت دماء بعضكم مدادًا لهذه الرسالة المقدسة.
وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للاحتفال به في الثالث من أيار من كل عام، وخصصت الأمم المتحدة هذا اليوم لتقييم وضع الصحافة بشكل عام وتذكير العالم بالصحافيين الذين واجهوا الموت والسجن من أجل القيام بعملهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار العالمية، من هنا نطالب المجتمع الدولي بالتحرك الجاد لوقف استهداف الصحفيين الفلسطينيين، وإطلاق سراح المعتقلين منهم والكشف عن الذين يخفيهم الجيش الإسرائيلي عمدا، وندعو كل من يمتلك منبرًا إعلاميًا حرا أن يكون جزءًا من معركة الحقيقة، لا أن يكون أداة في يد الباطل.