في غزّة، لم يكتفِ المحتلّ بالقصف والتّجويع والتّهجير، بل أرادَ أن يكمل عدوانه ليمحي كلّ أثرٍ في القطاع، ليغمض كلّ عيون الغزّيّين.
يريد المحتلّ أن يمحي الحقيقة، وأن يعكس روايته، أن يُغمض عيون الغزّيّين الحالمة، وأن يرفع أصوات الوحشيّة والظّلم والقهر.
1500 فلسطينيّ فقدوا أبصارهم بسبب حرب الإبادة، هؤلاء قصفهم الاحتلال حتّى خسروا أغلى ما يملكون، والآن، لا يرَونَ غزّة، ولا أهلهم، ولا أصدقاءهم، ولا من يحبّون.
وغيرهم الكثير، ممَن تضرّرت أجسادهم، وممّن خسروا الكثيرَ من أحلامهم وطموحاتهم وما يحبّون، أمام مرأى العالم الّذي يسعى لتحقيق أحلامه البرجوازيّة اليوم.
لا ينظر العالم -رغم وسع عينَيه- إلى الأعين المغمضة في غزّة، ولا يعنيه الظّلام المسيطر على كلّ الأماكن هناك، بل تبقى غزّة لوحدها تحتضن عيون أبنائها، تطبطب على قلوبهم وتقول: لا بأس، ما زالَ في بصيرتنا متّسع لنرى!
#مدونة_ميثاق