إعلان منتصف المقال
29/4/2025
أبو شريف رباح
في لحظة وطنية حرجة تمر بها القضية الفلسطينية، حيث تتعرض لاختبارات مصيرية، انعقد اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية حاملاً همومًا متراكمة، في مقدمتها وقف المجزرة المتواصلة بحق شعبنا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. هذه المجازر أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى، ودمار هائل في البنية التحتية، وسط صمت دولي مريب.
وأكدت القيادة الفلسطينية أن توحيد الصف الوطني الفلسطيني ووقف العدوان الإسرائيلي الشامل على غزة يأتي كأولوية قصوى، إلى جانب رفع الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ عام 2007، بعد سيطرة حركة حماس عليه، وضرورة توفير الإغاثة العاجلة لأهل غزة، من خلال إدخال الغذاء والدواء والمياه، والعمل على منع التهجير القسري أو الطوعي للسكان.
وأهمية تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية لوقف إطلاق النار والانخراط الجاد في جهود إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في ظل انهيار الخدمات الأساسية وتهديد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.
من هنا تبرز الحاجة إلى رؤية فلسطينية موحدة ترتكز على توجهات القيادة الرسمية على المسار السياسي والدبلوماسي والمقاومة الشعبية، ومطالب الفصائل والقوى الفلسطينية التي تتراوح بين الدعوة للمقاومة والمطالبة بإصلاح منظمة التحرير وفي هذا السياق، فإن انخراط هذه الفصائل والقوى في منظمة التحرير والالتزام ببرامجها واتفاقياتها يعد خطوة ضرورية لصياغة رؤية وطنية موحدة، رؤية تستند إلى إنهاء الانقسام وعودة غزة للشرعية وتوحيد المؤسسات الفلسطينية وتحقيق شراكة وطنية في صنع القرار (سلما أو حربا) بما يضمن حماية القضية الفلسطينية من التفكك والانهيار.
إن اللحظة التاريخية التي تمر بها القضية الفلسطينية لا تحتمل مزيدا من التشتت والانقسام وقد آن الأوان لأن تعترف حركتا حماس والجهاد الإسلامي بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية بما يمهد لانطلاقة نحو وحدة وطنية جامعة تحمي المشروع الوطني وتضمن استقلالية القرار الفلسطيني بعيدا عن التدخلات الإقليمية.