recent
أخبار الساخنة

فشل جولة المفاوضات في القاهرة يعني مزيدًا من التوغل الإسرائيلي في دماء الغزيين

الصفحة الرئيسية



15 أبريل 2025

أبو شريف رباح




في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية والتعقيدات السياسية والميدانية التي تشهدها الساحة الفلسطينية تلوح في الأفق مؤشرات قوية على فشل جولة المفاوضات التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة فقد اصطدمت الجهود الدولية والعربية بعقبات عدة أبرزها تمسّك الجانب الإسرائيلي بشروطه التعجيزية ورفض حركة حماس لأي طرح يمس بسلاحها الذي تقول انه ملك للشعب الفلسطيني.




الوفد المفاوض التابع لحركة حماس رفض بشكل قاطع المقترح الإسرائيلي الذي يتضمن نزع سلاحها أو وقف الحرب دون انسحاب كامل من قطاع غزة حيث اعتبرته حماس خضوعا لإرادة الاحتلال وتنازلاً عن حق الشعب في الدفاع عن نفسه ضد آلة القتل والتدمير الإسرائيلية.




في المقابل يواصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اللعب على حافة الهاوية إذ يتجاهل المطالب الداخلية الإسرائيلية بتحقيق تقدم في ملف الأسرى ويمعن في استغلال انحياز الإدارة الأميركية بقيادة ترامب لمشاريعه متخذًا من الحلم الأميركي بإعادة ترتيب الوضع في غزة غطاء لتنفيذ مخططه الرامي إلى تهجير وتفريغ القطاع من سكانه.




وبين هذا وذاك يدفع الغزيون الثمن الباهظ حيث تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف المدنيين والبنى التحتية في وقت تتجمد فيه أي بوادر حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار، وتظهر فجوة شاسعة بين مطالب الطرفين، ففي حين تطالب إسرائيل بإطلاق سراح كافة الأسرى وتسليم حماس لسلاحها وخروج قياداتها من غزة، تؤكد حماس على وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة وتنفيذ صفقة تبادل للأسرى والشروع في إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل بحربها التدميرية، رافضة بشكل قاطع تسليم سلاحها واصفة إياه بأنه للدفاع عن الشعب الفلسطيني.




الوسطاء العرب بدورهم نقلوا للوسيط الأميركي موافقة حماس المبدئية على إطلاق سراح تسعة أسرى كجزء من المرحلة الثانية من الاتفاق الموقع في يناير الماضي، غير أن الرد الأميركي جاء بمطالبة رفع عدد الأسرى المفرج عنهم مع وعود بممارسة ضغوط على إسرائيل للانخراط في المرحلة التالية من الاتفاق إلا أن حماس اعتبرت هذا الطرح محاولة جديدة للمماطلة مشيرة إلى أن عدم وجود التزام واضح من حكومة نتنياهو يجعل أي وعود أميركية فارغة من مضمونها.




في المحصلة يبدو أن الطريق إلى التهدئة ما زال محفوفًا بالعقبات في ظل انعدام الثقة وتضارب المصالح وسط استمرار العدوان وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة حيث لا يدفع السكان ثمنا باهضا.
google-playkhamsatmostaqltradent