إعلان منتصف المقال
20/4/2025
أبو شريف رباح
في ظل حرب الإبادة الجماعية والمجازر المستمرة على أهالي قطاع غزة، تنتهج إسرائيل سياسة تجويع ممنهجة بحق سكان القطاع توازي في وحشيتها حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشها النازي بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
فالمجازر والجرائم الإسرائيلية لا تتوقف وقصف الطيران الحربية والمسيرات ومدافع الدبابات والبوارج البحرية لا يهدأ ليلا ولا نهارا، والضحايا من الأبرياء يتساقطون يومياً تحت نيران القصف الذي لا ترحم، بينما تستكمل إسرائيل جريمتها الكبرى بتدمير ممنهج للبنية التحتية وحتى للأبنية شبه المدمرة في محاولة لإجبار الفلسطينيين على النزوح القسري والتهجير خارج أرضهم ضمن مخطط واضح لاقتلاعهم من جذورهم وإنهاء وجودهم في القطاع.
خمسون يوماً بعد انقلاب كيان الإحتلال على اتفاق الهدنة الأخير، استعملت فيها إسرائيل حرب التجويع فلم تسمح خلالها بدخول كسرة خبز واحدة إلى غزة فإشتد الحصار واخذ الجوع ينهش أجساد الصامدين الصابرين بينما تتساقط حمم النار فوق رؤوسهم في مشهد لا يقل بشاعة عن الحروب التاريخية الكبرى، فالاحتلال يمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية ويغلق المعابر ويقطع الإمدادات في تجسيد صارخ لسياسة العقاب الجماعي والانتهاك الفاضح لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بحماية المدنيين في ظل الحروب.
أما العالم فحدث ولا حرج، صمته مدوّي، أما العالمين العربي والإسلامي فقد بات شريكاً في هذه الجريمة لأنه مكتفياً بعبارات الشجب والإدانة والاستنكار، بينما يُباد شعب بأكمله أمام عدسات كاميرات الفضائيات العربية والعالمية فالمجازر موثّقة والمجاعة موثّقة والدمار موثّق لكن لا أحد يتحرك لوقف كل هذا الموثق والذي يعتبر جرائم ضد الإنسانية.
والمؤسسات الإنسانية الدولية التي يُفترض بها أن تكون الدرع الحامي للمدنيين في مثل هذه الحروب والنزاعات والأزمات تخلّت عن مسؤولياتها الإنسانية وتركت أكثر من مليوني إنسان يتضورون جوعاً ويواجهون الموت يومياً في أكبر مأساة إنسانية يشهدها العصر الحديث، من هنا نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وكل من تبقى له ضمير حي بالتدخل العاجل والفعلي لإنقاذ ما تبقى من شعب غزة الذي لا ذنب له سوى أنه فلسطيني متمسك بأرضه،د وصامد في وجه الإبادة والتجويع والتهجير، وإن السكوت على هذه الجرائم جريمة أكبر وإن الصمت في وجه القتل تواطؤ لن تُمحى عاره من صفحات التاريخ.