recent
أخبار الساخنة

*الوضع الكارثي في غزة وفلسطين: دعوة للوحدة والاعتماد على الذات*

الصفحة الرئيسية

 




21/4/2025

أبو شريف رباح 


تمر غزة وسائر الأراضي الفلسطينية اليوم بوضع كارثي غير مسبوق من دمار وقتل وتهجير وسط صمت دولي مخزي وعجز عربي واضح، وفي ظل هذا المشهد الدموي يثبت الشعب الفلسطيني مرةً أخرى أنه عصي على الانكسار رافضا أن يرهن قضيته الوطنية لأطراف خارجية لم تجلب له سوى الخذلان.


لقد بات واضحا أن الرهانات على الخارج كانت رهانات خاسرة فلا العروبة التي تغنينا بها طويلا حمتنا ولا الإسلام السياسي الذي تبناه البعض نصرنا بل على العكس وجدنا أنفسنا وحدنا في الميدان لا سند لنا إلا إرادتنا ولا خيار أمامنا إلا وحدتنا الوطنية. 


لذلك فإن الوحدة الوطنية الفلسطينية لم تكن يوما ترفا أو شعارا سياسيا بل هي السلاح الحقيقي والأقوى في وجه المؤامرات والمخططات التي تستهدف تصفية قضيتنا العادلة، ووحدتنا خلف ممثلنا الشرعي والوحيد "منظمة التحرير الفلسطينية" هي الركيزة الأساسية لأي مشروع تحرري فلسطيني.


وفي هذا السياق لا يمكن إغفال الدور الوطني الكبير الذي تقوم به القيادة الفلسطينية الحكيمة، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الذي يقود معركة سياسية ودبلوماسية شجاعة في الأمم المتحدة والمحافل الدولية والإقليمية والعربية، من أجل وقف العدوان وحماية شعبنا أمام حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، وإيصال صوت فلسطين إلى العالم رغم كل الضغوط العربية والدولية التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية.


وتندرج زيارة الرئيس محمود عباس إلى الجمهورية العربية السورية ضمن هذا الجهد الوطني حيث يسعى لحماية اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد الشقيق الذي يعيش مرحلة تحول مهمة في تاريخه وتأتي هذه الزيارة من منطلق الحرص على ألا يكون الفلسطيني ضحية لهذه التحولات أو مجرد رقم يُتاجر به في لعبة المصالح والمتغيرات الدولية والإقليمية في المنطقة العربية. 


ففلسطين لن تتحرر بالشعارات الرنانة، ولا بالتحالفات الوهمية التي لا تصمد أمام أول اختبار، فلسطين لن يحررها إلا أبناءها الصامدون أولئك الذين زرعوا دماءهم في ترابها وبنوا آمالهم فوق أنقاض بيوتهم المدمّرة، وحدهم على الأرض يتحملون القصف والحصار والتجويع وهم القادرون على صون الوطن وبنائه.


من هنا فإنه آن الأوان لنكفّ عن الارتهان للخارج وأن نعتمد على أنفسنا فالوطن لا يبنيه المتفرجون من خلف الحدود، ولا أولئك الذين اتخذوا من القضية سلعة للمزايدات فلسطين بحاجة اليوم إلى موقف صادق وواضح "الوحدة الوطنية أو الفناء، الاعتماد على الذات أو الضياع".

google-playkhamsatmostaqltradent