recent
أخبار الساخنة

عملية "السور الحديدي" الإسرائيلية: استهداف لمقومات الدولة الفلسطينية

الصفحة الرئيسية


23-2-2025
أبو شريف رباح


يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية، متذرعًا باستهداف المقاومة الفلسطينية، إلا أن الحقائق على الأرض تكشف أهدافًا أعمق من ذلك، تتمثل في استهداف جوهر المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.


عملية "السور الحديدي"، التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث يكثف هجماته على المدن والمخيمات الفلسطينية، تستهدف قبل كل شيء نواة الدولة الفلسطينية التي أسسها الزعيم الراحل ياسر عرفات، وحافظ عليها الرئيس محمود عباس رغم الضغوط الإسرائيلية والأمريكية المتزايدة على السلطة الوطنية الفلسطينية. فالعمليات الإسرائيلية لا تستهدف المقاومة الفلسطينية فحسب، بل تمتد لتشمل تدمير البنية التحتية للمدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية، وتهجير السكان، واستهداف مؤسسات السلطة الفلسطينية بشكل مباشر، وعلى الرغم من العقبات الهائلة واصلت السلطة إعادة بناء ما دمرته جرافات جيش الاحتلال، على الرغم من احتجاز إسرائيل لأموالها وتقليص المساعدات الدولية التي كانت تشكل شريانًا أساسيًا لاستمرار عملها.


والكيان الإسرائيلي يستهدف مخيمات الضفة في سياق ضرب حق العودة وإنهاء أعمال وكالة الأونروا، متذرعًا بعمليات المقاومة وبالتفجيرات المشكوك بأمرها التي حصلت في تل أبيب، والتي ربما تكون من فعل الموساد الإسرائيلي لتبرير العدوان على الضفة.


فالتقارير الصادرة عن وسائل الإعلام العبرية، ومنها موقع "واللا"، تؤكد أن إسرائيل تستعد لعملية عسكرية واسعة النطاق في مدن رام الله، الخليل، وبيت لحم، وهي مناطق تشكل مراكز حيوية للسلطة الفلسطينية، إن استهداف هذه المدن يعكس النوايا الإسرائيلية لضرب الاستقرار السياسي والإداري في الضفة الغربية، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض أي فرصة لبناء كيان فلسطيني مستقل.


في ظل هذه التطورات والتحديات المصيرية، لن تتمكن السلطة الفلسطينية من الصمود أمام الضغوط الهائلة التي يفرضها الاحتلال من خلال فرض وقائع جديدة على الأرض، إلا عبر تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، من هذا المنطلق وفي ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا، بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى التوجه سريعًا نحو استكمال الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونبذ التفرقة والانقسام الداخلي، والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها الحكيمة، فالحفاظ على ما تبقى من حلم شعبنا ونواة دولتنا الفلسطينية يتطلب وحدة الصف الفلسطيني وتغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى. إن الوحدة الوطنية ليست خيارًا، بل هي ضرورة وجودية في هذه المرحلة الحرجة، حيث يتطلب الأمر تكاتف جميع الفصائل للحفاظ على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، والتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
google-playkhamsatmostaqltradent