شيّع أهالي مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، اليوم الاثنين 30 أيلول/سبتمبر، جثامين ثلاثة من قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذين استشهدوا في عملية اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" في منطقة الكولا ببيروت الليلة.
مراسلة بوابة اللاجئين الفلسطينيين أفادت أنّ حشوداً كبيرة من أهالي المخيم كانوا في استقبال جثامين الشهداء، نضال عبد العال، عماد عودة، وعبد الرحمن عبد العال، الذين وصلوا من العاصمة اللبنانية بيروت بعد ارتقائهم في ساعات الفجر الأولى.
وأضافت مراسلتنا، أنّ الموكب انطلق من بيروت، وتحديداً من مستشفى المقاصد في منطقة طريق جديدة، إلى مخيم نهر البارد بعد ظهر اليوم، وعند وصوله إلى المخيم، ألقيت نظرة الوداع على الشهداء في منازل ذويهم وسط مشاعر الحزن والاعتزاز.
ثم تقدم الموكب باتجاه ساحة الشهيد أبو عمار وسط المخيم، قبل أن يصل إلى مقبرة خالد بن الوليد، حيث وُوري الشهداء الثرى وسط حضور كبير من الأهالي والفصائل، ورفاقهم في الجبهة الشعبية، والمؤسسات الصحية والأهلية في المخيم.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد نعت في بيان رسمي، الشهداء الثلاثة، مؤكدة أن الاحتلال "الإسرائيلي" استهدفهم في عملية اغتيال غادرة عبر قصف جوي استهدفهم أثناء وجودهم في منطقة الكولا ببيروت.
وأشارت الجبهة إلى أن الشهداء كانوا من أبرز القادة العسكريين للجبهة في لبنان، وممن شاركوا في قيادة العمليات العسكرية والتخطيط للعديد من العمليات النوعية ضد الاحتلال وأوضحت الجبهة في بيانها، سيرة الشهداء الثلاثة.
وجاء في البيان، أنّ الشهيد نضال عبد العال، هو عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية والأمنية في الجبهة الشعبية، وُلد في عام 1969 وينحدر من قرية الغابسية قضاء عكا المحتلة.
وكان الشهيد مناضلاً منذ صغره في صفوف الجبهة، وتدرج في المناصب حتى أصبح من كبار القادة العسكريين، وشارك في العديد من المعارك للدفاع عن الوجود الفلسطيني في لبنان، وعرف بصلابته الفكرية والتنظيمية.
وكان للشهيد له دور بارز في التخطيط للعديد من العمليات النوعية في الضفة الغربية ضد الاحتلال، ولم يتخل يوماً عن حلمه بالعودة إلى قريته الأصلية.
أما الشهيد عماد عودة، فهو قائد الجبهة العسكرية في لبنان وعضو القيادة الأمنية والعسكرية، وُلد في عام 1962، وهو لاجئ فلسطيني من قرية صفورية قضاء الناصرة المحتلة.
وكان الشهيد عماد رجل ميدان بامتياز، وعرف بشجاعته وثباته في معارك الدفاع عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، تقلد مناصب قيادية متعددة في الجبهة الشعبية، وكان له دور محوري في إعادة إعمار مخيم نهر البارد بعد تدميره، تميز بالقدرة على تحمل المسؤولية في أصعب الظروف، وظل متمسكاً بالعمل الثوري حتى آخر لحظة من حياته، وفق بيان النعي.
والشهيد عبد الرحمن عبد العال، المولود في عام 1994 وينحدر من قرية الغابسية قضاء عكا، كان من أبرز مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، حسبما قال بيان النعي.
وتابع: عرف الشهيد بإخلاصه ووفائه للمقاومة، وكان دائماً في الصفوف الأمامية خلال معارك الدفاع عن مخيم نهر البارد، كان رمزاً للشباب المقاوم الذي نذر حياته لفلسطين، ولم يتوانَ يوماً عن أداء واجبه الوطني.
في بيانها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن اغتيال قادتها لن يزيدها إلا إصراراً على مواصلة المقاومة ضد الاحتلال.
وأشارت إلى أن دماء الشهداء ستظل وقوداً لإشعال الكفاح المسلح، مؤكدة أنها لن تتراجع عن طريق التحرير، مهما بلغت التضحيات، فيما بيانها بتجديد العهد لرفاقها الشهداء وللشعب الفلسطيني، بمواصلة النضال حتى تحرير كل ذرة من تراب الوطن.