صدر البارحة بيان عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان-الأنروا يقضي بتأجيل العام الدراسي حتى إشعارٍ آخر لكافة المدارس بمنطقة صيدا بذريعة الوضع الأمني بمخيم عين الحلوة مما يحرم أكثر من 11 ألف طالب من حقوقهم الأساسية بالتعليم، مع العلم أنّ عملية وقف إطلاق النار بمخيم عين الحلوة تكللت بالنجاح بجهود جميع القوى والشخصيات اللبنانية والفلسطينية، وينعم مخيم عين الحلوة منذ أكثر من أسبوع بالأمان النسبي، إضافةً إلى جهود هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تكرست بتشكيل قوّة أمنية مشتركة بدأت إنتشارها بمعظم أحياء المخيم وذلك تحضيراً لعملية سحب المسلحين من المدارس الثمانية بالتجمعين الأول والثاني، غير أنّ للسيدة الإستخباراتية كلاوس رأي آخر يقضي بتجهيل كافة الطلاب الفلسطينيين في منطقة صيدا، علماً أنّ المدارس التابعة للأنروا خارج المخيم قادرة على إستيعاب كافة الطلاب الفلسطينيين بنظام الدوامين بأريحية، خصوصاً أنّ هذه المدارس مجهزة لإستيعاب كافة الطلاب الفلسطينيين لعدم تضررها من الأحداث الأخيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر مدرسة العوجا الواقعة بمنطقة عدلون البعيدة ما يقارب 20 كلم عن المخيم، وكذلك مدرستي بيت جالا وبير زيت الواقعتين بمنطقة سبلين والبعيدتين ما يقارب 10 كلم عن مخيم عين الحلوة وكذلك مدرسة عكا بوسط مدينة صيدا القديمة البعيدة ما يقارب 5 كلم عن مخيم عين الحلوة. إنّ سياسية السيدة كلاوس الإلغائية ترمي إلى رفع يد الاونروا عن مدارس منطقة صيدا تحضيراً لطروحات الأمر الواقع التي تقضي مستقبلاً إلى تحويل الطلاب الفلسطينيين إلى المدارس الرسمية والمجانية في مدينة صيدا وبالتالي تمرير المشروع إلى كافة المناطق لتتجرد الانروا من مسؤوليتها تجاه شعبنا تمهيداً لإنهاء خدماتها وتسليمها للمؤسسات المحلية والدولية كما حدث بملفي النازحين ومسح الأضرار. إننا برابطة أبناء المخيمات لا نلقي اللوم على السيدة كلاوس فإنّ مؤامرتها الإلغائية واضحة ومشروعها المتصهين جلي، الرامي لإعدام حقوق اللاجئين، ولكننا نلقي اللوم على أبناء جلدتنا بوكالة الغوث.
أين موقف مديرة التعليم السيدة ميرنا شما من تجهيل أبناء شعبها؟ إنها المسؤول الأول والمباشر أمام الله والشعب والتاريخ عن هذه المذبحة التربوية بحق أطفال هذا الشعب.
أين موقف السيد محمود زيدان مدير التعليم بمنطقة صيدا؟ أم أنّ الخوف على كرسيه المهزوز جعله يرتجف خوفاً من الماكينة الألمانية؟
أين موقف السيد الدكتور إبراهيم الخطيب مدير منطقة صيدا؟ أم أنّ الانبطاح أمسى سمةً من سماته الإنهزامية؟
أين موقف إتحاد المعلمين في لبنان؟ أم أنّ الوظائف والإمتيازات أخرست ألسنتكم وجففت أقلامكم المأجورة؟
إنّ الحدث جلل والمصيبة عظيمة، فإنّ تجهيل الشعب الفلسطيني هدف وغاية صهيونية، وبالتالي كل ما يحاك خلف الكواليس أصبح عرياناً بعد أن سقطت ورقة التوت عن عورات المتآمرين.
إنّ مدارس مدينة صيدا اللبنانية الرسمية والخاصة برمتها فتحت أبوابها لإستقبال طلابها، منهم مدارس متلاصقة بمخيم عين الحلوة كالمدرسة الإنجيلية البعيدة بعض مترات عن المخيم. فهل السيدة الإستخباراتية كلاوس تفهم بأمن المدينة أكثر من الجهات الأمنية اللبنانية الرسمية؟ أم أنّ للمخابرات الالمانية رأي آخر؟
إننا برابطة أبناء المخيمات في لبنان نراقب عن كثب وعن مسافة صفر كافة المؤامرات المحاكة ضد شعبنا وطلابنا من أقصى البقاع الذي يعاني طلابه وأهله بمنطقة بر الياس من عدم بناء مدرسة جديدة رغم توفر الإمكانيات المادية منذ سنوات، ولكن السيدة كلاوس وزمرتها أصروا على دمج الطلاب بمدرسة وادي الحوارث من خلال صفوف حديدية غير قابلة للعيش الآدمي، وكأن طلابنا مساجين في المعسكرات النازية. ونتابع عن كثب مماطلة الانروا بإجراء الترميمات اللازمة بمدرستي القدس واليرموك في منطقة بيروت خلال فترة الصيف مما أدى إلى تأجيل مقصود ومشبوه للعام الدراسي بهذه المدارس.
ناهيك عن المجزرة التربوية الإلغائية بمنطقة صيدا الرامية لإعدام الكيان التربوي الفلسطيني لأكثر من 11 الف طالب.
إننا برابطة أبناء المخيمات في لبنان نحذر إدارة الأنروا من خطورة مشروعها المشبوه وستنطلق فعاليات تحركاتنا التصعيدية مطلع الشهر القادم من خلال فتح كافة المدارس القابلة للتعليم بمنطقة صيدا وتوجيه دعوة جماهيرية واسعة للأهالي والطلاب والمعلمين والفعاليات واللجان الشعبية والأهلية لإطلاق العام الدراسي بموعده كحق مكتسب من حقوق أطفالنا وطلابنا. وسنحاسب جماهيرياً ومن خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كافة المتآمرين والمنبطحين وتجار الأزمات.
رابطة أبناء المخيمات-لبنان
27 أيلول 2023