recent
أخبار الساخنة

من سيفوز بالانتخابات ‏بقلم ‏: ‏ماهر ‏الصديق

الصفحة الرئيسية
الحجم


قبل كل شيئ يجب ان نؤكد بأن وظيفة الرئيس في النظم الديمقراطية لا تغير كثيرا
في السياسات الداخلية او الخارجية ، لان تلك السياسات تتحكم بها مؤسسات قائمة بذاتها
قبل الانتخابات و بعدها . ان التغيير الذي يمكن ان يحدث يكون عادة طفيفا و ليس جوهريا
فالموظفون في المؤسسات العسكرية و الامنية و الاقتصادية و غيرها من المؤسسات التابعة
للدولة لا تتغير بتغير الرئيس او الوزراء . و تبقى المعاهدات و الاتفاقات الدولية على حالها
 لا تتبدل قبل انقضاء اجلها . هنا لا نقول بأن الرئيس ليس له دور في رسم سياسات الدول 
الديمقراطية ، لا شك ان له دور لكن دوره يجب ان ينسجم مع سياسات الدولة التي ترسم سياستها
مؤسسات برلمانية و قانونية لا يمكن تجاوزها . فالرئيس الذي يمثل حزبا لا يمكنه " بجرة قلم "
ان يغير الطواقم الدبلوماسية ، أو الموظفين الحكوميين ، و يبدل الاداريين و المدراء و المسؤولين
لانهم من غير حزبه او من معارضيه . و لا يمكنه ان يأمر باعتقال احد يخالفه في الرأي و 
يعارض حزبه و سياساته . يمكنه ان يلجأ للقضاء ضد من يعتدي عليه جسديا او لفظيا،
كما يمكن لاي مواطن مهما كانت قيمته ان يدعي على الرئيس و يجلبه للقضاء في
حال تم الاعتداء عليه بامر الرئيس . هذا امر مفروغ منه في تقاليد الدول التي لا تقوم على
 حكم الفرد و الارتجال و الاستبداد و الدكتاتورية . في تلك البلدان " البائسة " يمسك
 الرئيس ، او الرجل الاول في الدولة : ملك .. امير .. حاكم .. سلطان او اي لقب ، بكل
مفاصل الدولة ، يرفع من يشاء و يقصي من يشاء ، بيده المال و السلطة و العسكر . يعتقل
من يشاء و يأمر بقتل من يشاء و يبعد من يشاء و ينزع المواطنة عمن يشاء ! فهو الدولة
و الوطن و الحاكم في آن . اما العامة فانهم يرفعونه الى درجة القداسة ، و بما ان الناس خاضعون
راضون يتمنون رضاه و بقاء حكمه و يدعون له في سرهم و علانيتهم ، فهو باق في علوه و 
كبريائه حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ! اما بما يتعلق بالانتخابات الامريكية فلقد شغلتنا جميعا  
و جلسنا ننتظر نتائجها على احر من الجمر ! كأن غياب ترامب و قدوم بايدن قد يغير
في سياسات الولايات المتحدة تجاه قضايانا ، او ان امريكا ستقف معنا او على الاقل على
الحياد ! الحقيقة ان الرئيس الحالي و القادم و منذ الرئيس ترومان و من بعده روزفلت
 لم و لن تتغير سياستهم الداعمة لكيان الاحتلال الصهيوني لان اللوبي الصهيوني هو 
من يتحكم بتلك الانتخابات و هو من يحدد من يكون الرئيس . بالنسبة لنا بقاء ترمب
او عدمه لا يغير من واقعنا بشئ ، لان سياسات اميركا الدولية ثابتة . اما بالنسبة للناخب 
الامريكي فالامر مختلف ، فالرئيس يؤثر في الواقع الداخلي في بعض النواحي ، كمسألة
إعلان منتصف المقال
الضرائب و الضمانات الصحية و المسائل الاجتماعية و فرص العمل و غيرها من الامور
التي تهم المواطن العادي . اما السياسات الخارجية فالمواطن البسيط لا يعتني بها كثيرا ،
و ايضا هو يتأثر بالدعاية الصهيونية التي تمسك بزمام الاعلام السمعي و المرئي بشكل
شبه كبير . ان بايدن و ترامب لا يختلفان في رؤيتهما تجاه الصراع العربي - الصهيوني
فكلاهما يقف موقفا حاسما الى جانب العدو الصهيوني لكن الاختلاف هو في طبيعة كل 
منهما و في طريقة تعامله مع الاحداث و في قدراته السياسية و دبلوماسيته .
فترامب فض جلف جاهل متخلف لا يفقه اساسيات العمل السياسي ، و لا يمتلك دبلوماسية
السياسيين ، و ربما لا يدري ماذا يقول . و لو كان الشعب الامريكي شعب عاقل و مثقف
لما اختار ترامب تحت اية ذريعة ، لان المكان الطبيعي لهذا الرجل هو مصح عقلي ، 
و الكرسي اللائق به هو امام طبيب امراض عصبية . لكن معايير الامريكان و الغربيين
تختلف نسبيا عن معايير كثير من الشعوب ، فبعضهم ينخدع بالوعود و بعضهم ينجر
خلف عنصريته و حزبيته و بعضهم يساق بإرادة اللوبي الصهيوني في اختياره . باختصار
شديد ان ما ينبغي لنا فعله هو كشف زيف الدعاية الصهيونية ، و استغلال امكاناتنا للوقوف
في وجه الهيمنة الصهيونية على المجتمع الامريكي و ليس المراهنة على من يفوز في 
الانتخابات . ان المجتمعات الغربية واقعة تحت سطوة الدعاية الصهيونية التي تثير الكراهية
على العرب و المسلمين و تلصق بهم صفة الارهاب ، و يساعدهم على هذا حكام الاستبداد
الذين صدقوا الكذبة او شاركوا في نسجها ، و كذلك ساهم بعض الجهلة من ابناء امتنا 
الذين ساروا خلف المخططات التي رسمتها الدوائر الاستخباراتية للنيل من امتنا و من
سماحة ديننا . ان ما نريده هو فك ارتباط امتنا بالادارة الامريكية و ليس المراهنة على
من يحتل مقعده في البيت الابيض . يجب ان لا ننتظر من بايدن افضل مما رأينا من
 ترامب ، فهذا و ذاك ينظران الينا بعين واحدة و باسلوبين مختلفين .  


ماهر الصديق               
 





تعديل
author-img
Www.albuss.net
مدير تحرير موقع البص محمد سليمان عبد الرازق موقع مخيم البص هو موقع اخباري اجتماعي يهتم بأخبار مخيم البص والمخيمات الفلسطينية واخبار الجاليات الفلسطينية حول العالم، وهو يتضمن اخباراً وتحقيقات متنوعة واخبار محلية ودولية ورياضية بالاضافة الى اخبار المنوعات والمجتمع والفنون والثقافة واقسام اخرى ممتعة ومشوقة. INFO@ALBUSS.NET http://www.albuss.net/ 03066158 009613066158

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent