recent
أخبار الساخنة

وراء كل امير منشار بقلم ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية
الحجم


لم يعد من الممكن قول كلمة الحق الا و يُحسب لها الف حساب . فحرية الكلمة
في بلادنا عملة نادرة لا يسمح بتداولها ، لانها تقع على مسامع الطغاة اقوى من 
من الرصاصة . الحاكم العادل هو من لا يخشى النقد و لا يرتعد من كلمة الحق و ليس لديه
مشكلة في التقاضي حتى امام رجل من عامة الناس . الحاكم العادل لا يستخدم سلطته
و عسكره و رجال استخباراته في مواجهة من ينتقد سياساته و لا يبطش بكل
من لا يعجبة ادارته و سطوته و استبداده . لقد ذهب زمان عمر الفاروق الذي استمع لرجل
من عامة الناس قد قال له : لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا . لكن الحاكم العادل الذي 
  يعرف ما له و ما عليه قال : لا خير فيكم إن لم تقولوها ، و لا خير فينا إن لم نسمعها .
 "يا عمر ، كنت تدعى عُمَيْراً ، ثم قيل لك عمر ، ثم قيل لك يا أمير المؤمنين .. فاتّق
 الله يا عمر .. فإن من أيقن بالموت خاف الفوت ، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب"
كلمات قالتها الصحابية خولة بنت حكيم التي سمع الله عزوجل لقولها من فوق سبع سنوات . 
 اصغى لها امير المؤمنين ،القائد الذي كان لتوه قد اخضع اكبر قوتان على وجه الارض .
استمع بانتباه و لم يرفع رأسه في وجهها و لم يعنفها او يؤمر اتباعه بنشرها ، بل فاضت
عيناه بالدموع . ذهب الزمن الذي يتقاضى فيه امير المؤمنين علي كرم الله وجهه مع  
رجل يهودي كان قد سرق درعه . يقف علي و اليهودي امام قاض عيّنه هو بنفسه فيحكم
القاضي لليهودي لان الامير ليس لديه شهود الا ابنه و لا تصح شهادة الولد للوالد.
ثم بعد صدور الحكم ، و بعد ان رأى اليهودي عدل الاسلام اعترف بان الدرع
درع أمير المؤمنين و دخل في الاسلام . عندما كان الحق هو المهيمن و كان 
العدل هو الرائد سادت الامة و انتشر دين الحق حتى تجاوز كل الحدود :
إِذا خَـــانَ الأميرُ وكاتباهُ ..... وقاضِي الأَرْضِ داهَنَ في القَضاءِ
فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلُ ..... لِقاضِي الأَرْضِ منْ قَاضِي السَّــمــاءِ
و لما اشرأبت اعناق الطغاة بدأ الفساد و دخل الاستبداد و تراجعت الدولة
الواحدة الموحدة ، ثم تفككت الدولة و اصبحت دويلات و لكل دولة جلاوزتها
و مجرميها ، و امتلأت السجون باصحاب الضمائر الحية و الكلمة الصادقة
و نصبت المشانق في طول البلاد و عرضها و اخليت الساحات للفاسدين
المفسدين من قضاة و ضباط و اعلاميين و رجال اعمال و سياسيين و اقتصاديين .
حتى وصل الامر بنا الى عصر "المنشار" ، فكل مطالب بحقه و حق شعبه و كل
من ينتقد سياسات النظام بل و كل من يصمت و لا يمتدح المستبد فهو في هذا العصر 
خائن للوطن مستحق للعقاب و مرتبط بجهات اجنبية و ليس له الا المنشار ، او
في أحسن الاحوال الاعتفال او النفي او التنكيل به و بعائلته و معارفه بل و بمن
طرح عليه السلام . هذا اذا عرف مصيره و مكان حجزه . و في هذا التنكيل
يتساوى الشاب مع الكهل و الرجل مع الانثى و الغني مع الفقير و البروفيسور
مع الطالب في المرحلة الاعدادية و الطبيب مع العامل و الشيخ مع المريد .
الكل سواء تحت جنزير المنشار الذي لا يعرف الرحمة و لا يأتمر الا بأوامر
ضباط المخابرات و اسيادهم ، و كل جسد بشري عرضة للتقطيع الا من خضع
إعلان منتصف المقال
للطاعة العمياء ، الطاعة التي يكون فيها الناس " صم بكم عمي فهم لا يعقلون" . 
حتى السيدات القريبات من الانظمة فقدن تلك الميزة التي وهبها لهن الله عزوجل
ميزة الرقة و الرأفة و الرحمة ، فهذه وزيرة الهجرة المصرية تتوعد المعارضين
بقطع رؤوسهم . تتحدث بهذا في بلد غربي ، فكيف يكون الامر في بلدها؟ 
و تلك السيدة اللبنانية الغارقة في بحور العنصرية تدعو لبناء افران شبيهة
بافران النازية حتى يقتل بها اللاجئين الفلسطينيين . و برلمانية في بلد عربي
ترفض حديث المنظمات الدولية عن انتهاكات لحقوق الانسان في بلادنا .
اما محترف المنشار ، الاعرابي الجلف القادم من صحراء نجد ليعتلي كرسي
 لا تنبغي له و لا لآبائه و اجداده من قبل فانه جاهز لفعل اي شئ ليس ضد
معارضيه فحسب بل ضد من لا يمدح نظامه بما فيه الكفاية ! فمن التهم التي
يحاكم عليها الشيخ سلمان العودة و التي من الممكن ان يحكم عليه بالاعدام تعزيرا 
بسببها انه لم يمتدح النظام و العائلة الحاكمة بما فيه الكفاية ! فظ جاهل غليظ
القلب يحشر العلماء في المعتقلات و يعذبهم و ينتهك انسانيتهم و يقود البلاد الى
كل اشكال الفساد و الارتباط الصريح بالعدو الصهيوني بعدما كان هذا الارتباط 
من خلف الستار . يبعثر الاموال هنا و هناك في خدمة الصهاينة و مشاريعهم
و في خدمة امريكا و مخططاتها ثم نجد من يدافع عنه من على المنابر بل و من فوق 
اطهر منبر على وجه الارض في مكة المكرمة ! لم يتعلم المنافقين من مواقف الامام 
احمد في وجه الملوك من بني العباس و من قبله الامام ابو حنيفة النعمان عندما
وقف مع الحق خلال ثورة زيد بن علي و من بعده في ثورة محمد النفس الزكية .
لم يتعلم هؤلاء من الامام العزبن عبد السلام عندما انبرى و من على منبر الجامع
الاموي يهاجم الصالح اسماعيل الذي تعاون مع الصليبيين و تحالفه لهم ضد المسلمين .
هكذا يكون العلماء في كل عصر و هذا دورهم في اظهار الحق مهما كانت التداعيات
و هكذا تكون الاقلام النظيفة التي لا ترتهن من اجل حفنة من الدراهم او من اجل مركز زائل .
قالها الرجل الذي نشر في قنصلية بلاده : قل كلمتك و امش . لكنه لم يتمكن من قول الكلمة
و ينجو بنفسه بل استدرج الى كمين محكم كان فيه هلاكه . اما الاعداد التي لا حصر لها 
و التي قالت كلمتها او حتى لم تقل ثم وقعت في شرك هؤلاء الحكام الطغاة فإنهم احرار
إن كانوا في قبورهم او في معتقلاتهم اما العبيد الذين يريدون توريث العبودية لابنائهم
و للاجيال القادمة فإنهم ارقاء للحكام و لا يحترمون انفسهم و لا يحترمهم كل شريف
يعرفهم . انهم على الهامش بلا قيمة حتى لدى من يوظفهم ، و سيكون مصيرهم المنشار
على يد اسيادهم عندما تتعارض المصالح .     
ماهر الصديق
  

       
 

تعديل
author-img
Www.albuss.net
مدير تحرير موقع البص محمد سليمان عبد الرازق موقع مخيم البص هو موقع اخباري اجتماعي يهتم بأخبار مخيم البص والمخيمات الفلسطينية واخبار الجاليات الفلسطينية حول العالم، وهو يتضمن اخباراً وتحقيقات متنوعة واخبار محلية ودولية ورياضية بالاضافة الى اخبار المنوعات والمجتمع والفنون والثقافة واقسام اخرى ممتعة ومشوقة. INFO@ALBUSS.NET http://www.albuss.net/ 03066158 009613066158

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent