الاعلامي الكبير المناضل أحمد عبد الرحمن صوت فلسطين النقي والحقيقي عاش زمن الحصار في بيروت وكان صوت فلسطين في اذاعات الثورة ليرحل ويترجل تاركا ارثا كفاحيا ونضاليا طويلا و الراحل كان كنزا معرفيا في كافة مراحل الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها في عام 1965، ووثق العديد من المذكرات والتجارب النضالية ومارس دوراً إعلاميا مشهودا له ومثل موقفا سياسيا صلبا وواضحا من الشرعية الفلسطينية والقرار الوطني المستقل ودافع عن الوحدة الوطنية الفلسطينية في مفاصل العمل الوطني الفلسطيني .
يرحل عنا القائد الوطني والمناضل بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال وأننا نفتقد اليوم أخا وصديقا ومناضلا صلبا من القامات السياسية والإعلامية احد اعمدة العمل الاعلامي الوطني الفلسطيني والذي ترك بصمات واضحة في مسيرة الكفاح والتحرر الفلسطيني وخدمة وطنه وشعبه والقضية الفلسطينية في مسيرة صعبة تقلد خلالها مواقع عديدة ابرزها مستشار الشهيد الرئيس ياسر عرفات لشؤون منظمة التحرير وكان عضوا في المجلسين المركزي والوطني بمنظمة التحرير وعضو في المجلس الثوري لحركة فتح وناطقا باسمها وهو احد اهم اعمدة الاعلام الفلسطيني الموحد ومن مؤسسي صوت فلسطين وعمل رئيس تحرير مجلة فلسطين الثورة المجلة المركزية للثورة الفلسطينية وكان رئيسا للأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين ومن اهم ابرز اعماله ومؤلفاته الكتاب القيم «عشت في زمن عرفات» الذي يتحدث عبر فصوله عن السيرة الذاتية والنضالية للرئيس ياسر عرفات وتاريخ الثورة الفلسطينية ويوميات الحصار الاسرائيلي للمقاطعة مقر الرئيس ياسرعرفات وقد فاز بجائزة الدولة لعام 2015 .
اليوم يرحل عنا فارس الاعلام الفلسطيني بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء قضاها مناضلاً ومقاتلاً من اجل الحرية والكرامة والكلمة صاحب مقولة بالدم نكتب من اجل فلسطين وماضون بالطلقة الشجاعة والكلمة الامينة من اجل تحرير فلسطين وكان رمزا للعطاء والصبر والنضال المستمر من اجل حقوق شعب فلسطين مدافعا عن الوحدة الوطنية والقضية الفلسطينية العادلة ليترك خلفه إرثا كبيراً من المواقف المعبرة عن تطلعات شعبنا وحقوقه الثابتة والبطولية والوطنية وفراغا كبيرا في نفوس كل من عرفوه فلقد كان مثالاً للوطني الغيور والنزيه المحب لوطنه والمتفاني في أداء عمله وواجبه لخدمة الوطن والشعب بصمت وإيثار ونكران للذات .
كان الراحل من المهتمين باستعادة الوحدة الوطنية ولم تنقطع رسالته حيال ذلك حيث كان دوما يؤكد وجوب استعادة الشرعية في قطاع غزة خاصة محذرا من خطورة استمرار الانقسام كما كان لديه يبدي حرصه من اجل دعم التمسك بوحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد وكان اخر ما كتبه محذرا من خطورة ما يجرى من مؤامرات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتسويق صفقة القرن الامريكية وخطورة تقسيم وتمزيق الشعب الفلسطيني ولقد وقف مدافعا عن الارض الفلسطينية وحمايتها معبرا عن الموقف الفلسطينية الرافضة وضرورة التمسك بالحقوق الفلسطينية والتصدي للاحتلال، فقد عاش ورحل بموقف ثابت لم يتغير وبقي محافظا على الشرعية الوطنية وكان حريصا على أهمية تنظيم انتخابات ديمقراطية في فلسطين يتم من خلالها استعادة وحدة الوطن.
لقد خسر الوطن برحيل هذا المناضل الوطني واحداً من مناضليه الشرفاء الذين آمنوا بأهداف شعبهم وناضلوا من اجل تحقيقها وإننا نعاهده على مواصلة النضال من اجل تحقيق كامل أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية