recent
أخبار الساخنة

تقرير: مرة أخرى "لولو" تهدم أجزاء منزل في الرشيدية.. و1300 منزل بانتظار الترميم


ميرنا حامد – صور
موقع بوابة اللاجئين الفلسطنيين


مع اشتداد العاصفة "لولو" التي تضرب المنطقة منذ يوم الثلاثاء الماضي 24 كانون أول/ ديسمبر 2019، انهارت أجزاء من منزل اللاجئ الفلسطيني أبو علي ميعاري في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.

انهيار كاد أن يتسبب بفاجعة لأهالي المنزل، لولا أن تم التدخل السريع وإخلاء الطابق الثاني منه ولكنه لا يزال مهدداً بخطر الانهيار الكامل جراء مياه أمواج البحر التي تدخل عليه مع اشتداد الرياح.

هذه الحادثة جاءت بعد ساعات فقط من مطالبة اللجنة الأهلية في المخيم كلاً من مدير عام وكالة غوث وتشغيل الللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني ورئيس منطقة صور في الوكالة فوزي كساب ومدير قسم الهندسة داوود كرمان بالتدخل العاجل لإنقاذ عشرات العائلات الفلسطينية على شاطئ بحر مخيم الرشيدية.

نائب أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، أبو إبراهيم الذهب، كان قد أكد في تصريح سابق أن حوالي 20 منزلًا مهدد بالسقوط جراء سحب أمواج البحر لأساساتها، فيما تم إخلاء حوالي 30 منزلًا من قاطنيها على طول الحدود البحرية مع مخيم الرشيدية مع بدء العاصفة.


حوادث متكررة

وذكرت لجنة المتابعة الأهلية أن المأساة تتكرر، منغصة حياة عشرات العائلات خلال فصل الشتاء التي تقع منازلها على شاطئ البحر في مخيم الرشيدية، حيث تتدفق مياه البحر بقوة إلى منازلهم مهددة الأطفال والنساء والمسنين بالغرق، ومخربة محتويات المنازل من الملابس والفراش والأثاث، فضلاً عن إنهيار بعض الجدران وتشقق الأساسات ومعظم جدران المنازل بعد إنجراف الرمال والأتربة من تحت أساساتها.

واضطر الكثير منهم إلى ترك منازلهم واللجوء إلى منازل أقربائهم أو أصدقائهم بشكل مؤقت بالرغم من الضائقة المالية والإقتصادية التي تواجه جميع اللاجئين في المخيم كغيره من المخيمات الفلسطينية في لبنان.

ومنهم، قبل يومين اللاجئ الفلسطيني محمود محمد حمد، الذي أجبر على ترك منزله بفعل الرياح الشديدة ومياه الشاطئ.


وكان قال حمد، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إن المياه تسببت في تدمير جميع غرف منزله، بل إن الرياح الشديدة أخذت معها أساسات المنزل (المبني اساساً من الزينكو)، ما اضطره إلى ترك منزله وعائلته.


تؤكد اللجنة الأهلية للمخيم في بيان صادر عنها أنه بات لزاماً على "أونروا" بذل كل الجهود لبناء سد يحول دون وصول الأمواج إلى البيوت، وأن لا تبقى القضية فقط مراسلات وردود عليها بين الوكالة الجهات الرسمية اللبنانية.


وفي تصريح سابق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين كان أبو الدهب قد أكد أن الحظر المفروض على إدخال مواد البناء إلى المخيم، يحول دون بناء سد بحري وكواسر للأمواج، بالرغم من أن المبلغ المطلوب للبناء جاهز من قبل البنك الألماني للتنمية.

وطالبت اللجنة الاهلية بضرورة التدخل السريع وتقديم المساعدات الطارئة للعائلات المتضررة من ملابس وفراش وأدوات تدفئة، فضلاً عن تأمين بدل إيجار للعائلات التي غادرت منازلها لحين إيجاد حل جذري لهذه المأساة الإنسانية.

ليست أمواج البحر وحدها هي سبب هذه الانهيارات، فالبيوت داخل المخيم متهتكة وبحاجة إلى ترميم منذ سنين، ولعل حادثة سقوط سقف منزل اللاجئ الفلسطيني علي قاسم من مخيم الرشيدية جنوب لبنان بداية الشهر الحالي ، ونجاة عائلته من الموت بعناية إلهية، لم تكن الأول من نوعها في مخيمات الشتات في لبنان، وحتماً لن تكون الأخيرة إذا بقي الاستهتار بأرواح الأبرياء على ما هو عليه.

فلا يكاد يمر شهر دون أن تعرض منازل عدة داخل مخيمات وتجمعات فلسطينية مختلفة لانهيارات تترواح بين تصدع أسقف أو تشقق جدران أوإنهيارها، أدت إلى إصابة لاجئين بأضرار بالغة. وذلك بفعل قدمِها وعوامل الطبيعة، وتلكؤ وكالة الأونروا في الترميم بذريعة نقص الإمكانات، إضافة إلى القيود التي تفرضها الدولة اللبنانية على إدخال مواد البناء إلى معظم المخيمات.


22 عاماً على منع إدخال مواد البناء

ويشار إلى أن أزمة مواد البناء بدأت، إثر إصدار قرار من السلطات اللبنانية في 1 أيلول 1997 يقضي بمنع إدخال المواد إلى مخيمات الجنوب الخمسة، وهي: الرشيدية، البص، البرج الشمالي، المية ومية وعين الحلوة، إلا بموجب الحصول على إذن رسمي مسبق من قبل الجيش اللبناني.

وعادت لاحقا الدولة اللبنانية، وسمحت بإدخال المواد في 23 نوفمبر 2004 لمدة ستة أشهر فقط، ثم عادت ومنعتها في 14/يونيو 2005.

في 2005، زاد عدد المخيمات المشمولة بقرار الحظر، ليضم مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية.

ومنذ صدور هذا القرار بات تزايد أعداد المنازل التي سقطت فوق رأس أصحابها سيد الموقف. الأمر الذي يدق جرس إنذار لكل من يعنيهم الأمر، ويدعوهم للإسراع في معالجة المشكلة قبل استفحالها.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" زارت منزل اللاجئ علي قاسم وعاينت السقف الذي سقط على رأس أطفاله، واستمعت لشكوى العائلة.

الأم سحر السيد حالها كحال أي أم تخاف على أطفالها، وهي فجعت بمشهد الركام الذي غطى بعض أطراف طفليّها.

وفي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، وصفت السيد المشهد قائلة:
"ركض زوجي إلى غرفة الأولاد وانتشل ابنتي من تحت الركام، حينها لم أدرك إن كانت ابنتي نائمة أم فارقت الحياة. قام زوجي بنفضها أكثر من خمسة مرات إلى حين استيقظت، أما ابنتي الثانية فكانت نائمة بجانبي في غرفتي والحمدلله حماها الله".

وتابعت: "هذه الوهلة أثرت على أولادي كثيراً حيث لم يناموا منذ أيام عدة ويخافون الدخول إلى الغرفة بخاصة ليلاً".


مناشدة لـ أونروا" والمؤسسات المعنية

وكأن الوالد علي قاسم كان على يقين بما حدث مع عائلته، حيث أنه قبل أربعة أشهر تقدم بطلب لدى وكالة "أونروا" لترميم المنزل، وتلقى الرد بأن "تقديم الطلبات مجمد حالياً"، رغم أن عشرات المنازل داخل مخيم الرشيدية تحتاج إلى ترميم عاجل قبل سقوطها على رأس أصحابها.

وعبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" ناشد قاسم "إدارة أونروا بأن تقوم باستطلاع أحوال تلك المنازل ومساعدة سكانها قبل فوت الأوان، فعملية تجميد الطلبات لا تتناسب مع أحوال كافة المنازل".

وأكد أن "مخيماتنا كافة من شمال لبنان إلى جنوبه تعاني من أحوال معيشية صعبة لا تقتصر فقط على أزمة المنازل المهددة بالسقوط، فالأحوال الاقتصادية معدومة، ونحن نعيش من قلة الموت لأننا نعيش كل يوم بيومه، لذلك نتمنى من وكالة الأونروا أن تنظر لأوضاعنا المعيشية في كافة مخيمات الشتات في لبنان".


1300 بانتظار الترميم

أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية الحاج أبو كامل قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إن "مخيم الرشيدية له خصوصية في أزمة البيوت الآيلة للسقوط، حيث أن المخيم يقع على شاطئ البحر لذلك الملح وهواء البحر يؤثران على الحديد الذي يتصدع ويضغط على الحجارة ليؤثر على متانة الأسقف".

وحول تأثير قرار منع إدخال مواد الإعمار إلى المخيمات، أكد أبو كامل أن "هذا القرار سبب حوادث تساقط منازل كثيرة، فهناك منازل تكون بحاجة لمواد بسيطة وإلى حين أن يحصل أصحابها على تصريح دخول المواد، تكون المنازل قد تصدعت أكثر".

ولفت إلى أنه تم "ترميم حوالى 600 منزل، ولازال هناك 1300 منزل يحتاج لترميم".

وطالب باسم اللجنة الشعبية "وكالة الأونروا والمؤسسات المعنية بالإعمار بأن تتطلع لحال هذه البيوت قبل أن تقع كارثة لا تحمد عقباها".

إذاً، هل ستلقى هذه المطالب الشعبية آذاناً صاغية في ظل تكرار حوادث تساقط المنازل بخاصة في فصل الشتاء، أم أن التجاهل والتسويف سيظلان السياسة القائمة.




google-playkhamsatmostaqltradent