لا ينكر احد بان امتنا تعرضت و تتعرض لمؤامرات لا حصر لها . قوى
خارجية و على رأسها الصهيونية العالمية و منظماتها و الدول المساندة
لها تستهدف الامة في وحدتها و ثقافتها و مجتمعها و اقتصادها . هذا شيء
مؤكد و موثق و يعترف به الكثير من المفكرين و الساسة الغربيين و اليهود.
لكن يبقى السؤال المهم اين نحن من تلك المؤامرات ، بل من يطبق الخطط
و ينفذها بحذافيرها . من استمرأ على اهانة الامة و الحط من كرامتها
و الانتقام من ابنائها بالقتل و الاعتقال و النفي . من هي الادوات التي
بطشت و دمرت المدن و ضيعت الثروات و ارهنت البلاد للبنوك العالمية
التي يملكها الصهاينة ؟! من الذي جعل الامة تابعة و متخلفة و من احط
الامم في في مجالات الحريات و التعليم و الطبابة و الثقافة بالاضافة
للاداء السياسي و الاقتصادي . من الذي يمنع الحياة البرلمانية و يحكم
بالحديد و النار و ينكل بكل معارض ، بل باهله و اقاربه و حتى معارفه ؟
لم تكن الدول و المنظمات الخارجية قادرةعلى تحقيق مآربها الا بوجود
وكلاءها الذين يتربعون على العروش في بلادنا والذين ينفذون المخططات
بحذافيرها . لكن ثالثة الاثافي هي اتهام الانظمة لكل معارضة داخلية
بالارتباط بجهات خارجية ، و الاسوأ من كل ذلك قبول قطاعات واسعة
و من فئات مختلفة من الشعب بمثل هذه الاتهامات ! حتى يصبح الحاكم
التابع و العميل هو الحريص على مصالح البلاد و هو المدافع عن الاستقلال
و الشرعية و هو الذي يقف في وجه القوى الخارجية الطامعة في تدميرنا!
بل الاسوأ ان ينبري انصاف المثقفين و حثالة الكتاب و الشعراء في دفاع
مستميت عن الحاكم فيلحق بهم العوام من الناس فيدافعون عمن يفقر البلاد
و يجوع العباد و يقضي على الاقتصاد و ينفذ مخططات كل القوى الخارجية
التي تتربص باوطاننا و بثقافتنا و بعقيدتنا و بكرامة الانسان عندنا .
الارتباط بالخارج كلمة سحرية يطلقها الحاكم المستبد في وجه من يعارضه !
ينسى الناس ارتباط الحاكم بكل عدو للوطن فتأخذهم الحمية و الشعور
الوطني فيرددون اقوال الحاكم و هم بذلك يعملون ضد مصالحهم و ضد مستقبل
ابنائهم في حياة كريمة يتساوى فيها الناس في الحقوق و الواجبات و يحقق
فيها كل مواطن ما يستحقه في وطنه بلا محسوبيات وواسطات و قمع و استبداد .
ماهر الصديق