هذه الخصوصيات واكبت مسيرة حركة فتح منذ البدايات ، واصبحت جزءا لا يتجزأ من كيانهاوشخصيتها السياسية ، وبنيتها التنظيمية ، وطريقة تعاطيها مع الاوساط التي تحيط بها . وعلى ابناء هذه الحركة بكل مكوناتها ان لا تستهين ، او تهمل مثل هذه الخصوصيات ، لأنها اصبحت جزءا من تاريخنا ، ومسيرتناوادبياتنا .
ومن ابرز هذه الخصوصيات وهي عديدة ؛ العلاقة الحميمة مع جماهير الشعب الذي يحيط بوجودنا . وهذه العلاقة الدافئة والصحية مع جماهيرنااصبحت تشكل الحاضنة الوفية لهذه الطليعة الثورية ، فنحن كالسمكة لا نستطيع العيش الا في بحر الجماهير ، لأن هذا البحر هو الانقى ، وهو الذي يمنحنا القدرة على الحياة .
عندما نشعر كحركة فتح بأن هناك حالة تراجع في أدائنا، وفي عطائنا ، وعندما نشعر بأن هناك اختناقات ، وأزمات ، علينا ان نعود الى شعبنا وأن ندقق جيدا في مواقفنا، وفي علاقاتنا الداخلية ، وان نمتلك الجرأة للاعتذار من شعبنا، وان نعيد النظر في قراراتنا ، وفي برامجنا ، وفي اساليبنا لندرك اين أخطأنا وأين اصبنا ،فالشعب هو قلعتنا التي نتحصن فيها ، ونستقوي بها ، ونطمئن عندما تلتفّ حولنا ، وتسكب دماءها من اجل انعاش ثورة الاجيال .
صحيح ان الطليعة الثورية هي التي تقود ، وتخطط وتبرمج ، وتضع الاستراتيجيات ، ولكنّ الحاضنة الشعبية هي التي تمنحنا طاقة الحياة الكفاحية ، والاستمرار والتفاؤل . وعندما ندرك او نشعر بأن هناك فجوة بيننا وبين جماهيرنا ، علينا ان نجلد انفسنا ، ونعيد حساباتنا ، وان ندقق في سلوكنا. وعندما نشعر بأننا اكبر من شعبنا ، ونعتقد بأن الشعب يجب ان يكون في خدمتنا، لا ان نكون نحن في خدمته ، عندئذ تكون الطامة الكبرى، وعندها علينا ان نقرع ناقوس الخطر ، وان نعود الى الحضن الشعبي لنعتذر ونتعلم . وهذا ما ادركته قيادتنا منذ انطلاقة الثورة عندما كان الرمز ياسر عرفات يقبّل أقدام الاطفال والجرحى ، ورؤوس النسوة ، ثم يرفع علامة النصر ويقول يا جبل ما يهزك ريح . والسلوك ذاته يلتزم به خليفة الرمز ياسر عرفات المؤتمن على الثوابت الوطنية الرئيس ابو مازن . وهو يستقبل المرأة العجوز التي رفعت راية فتح في قطاع غزة في احلك الظروف ، وهو ايضا يستقبل اصحاب الكفاءات والمميزين من ابناء شعبنا، كما يستقبل اهالي الشهداء والأسرى والجرحى ، ويردد باستمرار: القدس ليست للبيع ، والشعب الفلسطيني لن يركع الا لله.
ان القائد الحقيقي هو الذي يكبر ويتطور في احضان شعبه .
الحاج رفعت شناعة
عضو المجلس الثوري
١٨/ ٦/٢٠١٩