مخيمات بيروت تضيء الشعلة 54
لإنطلاقة الثورة الفلسطينية
حسن بكير
إحتفلت مخيمات بيروت ومعها أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الفتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالذكرى الرابعة والخمسين لإنطلاقة الثورة الفلسطينية، هذه الثورة التي أعادت القضية الفلسطينية الى الواجهة بعد أن تجاهلها العالم لمدة سبعة عشرة عاماً، فكانت نقلة نوعية حوّلت الشعب الفلسطيني من شعب لاجيء يعيش في الخيام الى شعب مناضل يقاتل لاسترداد الحق السليب، وليعيد الكرامة العربية المفقودة.
في هذه الذكرى المجيدة المحفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني عامة، وفي قلوب أبناء الياسر بشكل خاص، إنطلقت مسيرات داخل مخيمات بيروت (برج البراجنة- شاتيلا- مارالياس)، إنتهت بإضاة شعلة الإنطلاقة، وذلك ليلة 1/1/2019 رُفعت فيها أعلام فلسطين ورايات حركة فتح وصور للرئيسين أبو عمار وأبو مازن.
شارك في الفعليات: أعضاء إقليم حركة فتح في لبنان؛ ممثلو قادة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية؛ ممثلو الفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية؛ قيادة حركة فتح في بيروت؛ هيئة الإدارة والتنظيم في لبنان؛ طاقم الضمان الصحي الفلسطيني؛ مسؤول المجلس الأعلى للشباب والرياضة في لبنان والشتات؛ الشُعَب التنظيمية وكافة الأطر التنظيمية والأمنية والمكاتب الحركية الفتحاوية والأندية الكشفية والرياضية؛ ممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني؛ رجال دين ومشايخ وأئمة مساجد؛ ممثلو الجمعيات الأهلية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني؛ ممثلو الجمعيات والتيارات والروابط والهيئات اللبنانية؛ أشبال وزهرات حركة فتح؛ وجهاء وفاعليات وكبار السن في المخيمات..
ففي مخيم برج البراجنة ألقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في بيروت العميد
أربعة وخمسون عاما من العطاء الفتحاوي المستمر، أربعة وخمسون عاماً من التضحيات التي ما بخلت بها فتح ولا الفصائل الفلسطينية، أربعة وخمسون عاماً نجدد العهد والقسم للشهداء الأبرار وللأسرى الشامخةرؤوسهم في السجون الإسرائيلية، والشعب الصامد الأبيّ .
اننا على العهد باقون واننا على الثوابت الفلسطينية التي ارساها الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات( ابو عمار ) بأنها ثورة، وثورة حتى النصر، وانها ثورةٌ لن تستكين، وانها ثورةٌ بقيادة الفتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ،الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني الذي إئتمناهُ على الامانة، فكان موضع ثقة وحامل للامانة على اكمل وجه انه الاخ الرئيس ابو مازن الذي اكدّ لكل القوى المستعمرة والإستبدادية والولايات المتحدة الامريكية الرفض القاطع للإستبداد و تنفيذ القرارات.
وتابع ابو عفش أن مخيم برج البراجنة مخيم الصمود بإشباله وشبابهِ وشيوخه و نسائهِ ورجالهِ شامخون ذو عزة و كرامة. فكلنا في حركة فتح موحدين موقفا، رافضين صفقة ترامب، ونؤكد انها مؤامرة على الشعب الفلسطي، وأن المتطبعين من أنظمة عربية يغرزون خنجراً في ظهر القدس وظهرالشعب الفلسطيني وفي ظهر شهدائه و اسراه.
واشار العميد ابوعفش في معرض كلمته ان فتح هي الكلمة الاولى، وهي التي تحدد من يتكلم باسمها، ولا يُسمح لاي مُبايع لفلسطين ان يتدخل ويحدد قرارات و كلمات ومواقف حركة فتح.
اما بالنسبة لقرار المجلس الدستوري الأعلى في فلسطين فقال العميد ابو عفش: نؤكد بكل محبة بأن نتائج المجلس هي نتائج اتفاقيات اوسلو. وتم الاعتراف بدولة فلسطين من قبل 148 دولة حول العالم، فهذا شرفٌ وفخر للشعب الفلسطيني فدعونا الأن ننتخب مجلس تشريعي على اساس دولة بعيدة عن اتفاقيات اوسلو.
فقرار المجلس الدستوري يحلّ المجلس التشريعي و إجراء الإنتخابات بمدة أقصاها ستة أشهر فهذا قرارٌ جريءٌ يجب اخذهُ بعين الإعتبارمن قِبل القوى السياسية الفلسطينية.
ودعا لتحقيق الوحدة الوطنية التي لطالما دعا وعمل على انجازها الرئيس الرمز ياسرعرفات، مطالباً حركة حماس إنهاء الإنقسام وتحقيق وحدة الأرض والشّعب.
ورأى العميد أبو عفش ان تتشكل الحكومة اللبنانية بأسرع وقت لأن لبنان القوي هو خير داعم للقضية الفلسطينية. وتمنى على الحكومة المستقبلية إعطاء الحقوق المدنية والأجتماعية والإنسانية للشعب الفلسطيني في لبنان كي يعيش بكرامة،وكي يتم تعديل الكثير من القوانين للمنظمات الدولية لحقوق الانسان .
وطالب ابو عفش الأنروا إعادة النظر بجميع التقصيرات الملموسة بكل تقديماتها وتحسين مهامها بحيث تستطيع تقديم الإغاثة للاجئين الفلسطينيين .
وختم أبو عفش كلمتهُ مؤكدا أن فتح ستُكمل الدرب؛ وتسُنير طريق الثورة؛ و ستدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني نيابةً عن كل الأنظمة العربية وأحرارالعالم، وان فتح مطلقة الرصاصة الأولى، وفتح الثورة وام الجماهيرهي التي ستُحرر فلسطين، لأنها مؤمنة بحق الشعب وحق العودة والنصر الأت...
وفي مخيم شاتيلا ألقى عضو قيادة بيروت ناصر الأسعد كلمة الإنطلاقة قال فيها
لم تكن حركة فتح حركة عابرة في حياة الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والاسلامية كأي حركة عرفتها شعوب وأمم العالم، أعلنت في رصاصاتها الأولى 1/1/65 أنها ستقود أوسع وأطول صراع في تاريخ البشرية، لأنها ستواجه أعتى حركة عنصرية توسعية عرفها العالم، لأنها تستمد قوتها من الدول الإستعمارية.
إن رصاصات الفتح الأولى وبيانها الأول أسّس لمرحلة جديدة لمواجهة مفتوحة مع هذا الإستعمار الجديد. ففي كتاب فتح قرأ الجميع، وتعلمنا جميعنا منذ اللحظة الأولى أن المقاومة المسلحة هي الطريق إلى تحرير فلسطين كل فلسطين. وأن الوحدة الوطنية هي ضمانة انتصار هذه المقاومة. كما علمتنا فتح أن معركة التحرير ليست معركة وطنية فقط ولا معركة قوميّة، بل هي معركة عالمية، يتوقف على مسارها مصير الاستعمار في بلادنا، إنْ انتصرت فلسطين إنهزم المشروع الإستعماري في كافّة المنطقة.
كما علمتنا فتح أيضاً وأيضاً، ان موازين الإرادات لا موازين القوى هي الأساس في نضال الشعوب، حيث أنّ ثُلَة من الرجال الرجال، وعدد محدود من السلاح كمّاً ونوعاً يصحبه إيمان مُطلق، وعزيمة لا تلين في مواجهة ترسانة عسكرية، مجهزة بأحدث أنواع الأسلحة والإمكانيات اللا محدودة، رغم كل هذا حولت فتح الهزيمة إلى انتصار في معركة الكرامة 1968 وقادت المواجهة المفتوحة والصمود الأسطوري في لبنان عام 1982 وبفضل هؤلاء الرجال والقادة العظام، وشلال الدم النازف على طريق فلسطي، استطعنا أن ننقل المعركة من المنافي إلى داخل فلسطين بقيادة الشهيد الرمز ياسر عرفات وأخوانه في منظمة التحرير الفلسطينية، وكاد الحلم أن يتحقق بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
إلاّ أنّ الفكر الصهيوني المُشَبّع بالعنصرية بقيادة لا تقيم للسلام وزناً أو أي اعتبار، وكان استشهاد الرئيس أبا عمار. فاستمرت فتح بقيادة الرئيس محمود عباس المُؤتمن على ثوابت الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحق العود، فخاض المعارك الدبلوماسية والسياسية في كل أرجاء العالم والمحافل الدولية مدافعاً عن الحق الفلسطيني، رافضاً رفض الفلسطيني الأبيّ الذي لا يهاب الصعاب أو الخضوع للسياسات الأمريكية وغير الأمريكية.
مهما كانت الظروف سيتحقق الحلم وما النصر إلا صبر ساعة، وعلى هذا النهج ستبقى فتح حاملة الأمانة الوطنية ورائدة النضال الفلسطيني، وحاضنة الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس مشاركة الجميع دون استثناء أو إقصاء من أجل صناعة القرار السياسي الفلسطيني، وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات.
ان حركتنا الوطنية الفلسطينية تمر اليوم بمخاض صعب وعسير، لأننا كفتح نحمل المشروع الوطني الفلسطيني الحر، ولأنّ القضية الفلسطينية على مُفترق طرق وانعدام الحلول السلميّة، ورغم ذلك لم يتخلَّ الشعب الفلسطيني عن واجباته بمواجهة العدو الصهيوني بكافة أشكال المقاومة. فكانت المواجهة في الخان الأحمر التي أثبتت القيادة الفلسطينية وجماهيرنا القدرة على التصدي لصلف الاحتلال، وكسر قراراته بتدمير قرية خان الأحمر، والتصدي لتهويد القدس، ومحاولات بعض الخونة السماسرة لشراء العقارات لصالح هذا الكيان وكان الرد واضحاً.
بما ان الميدان واحد من القدس، من رفض التهويد وشطب الهوية العربية الفلسطينية، إلى المواجهة المفتوحة في الضفة الغربية، من الدهس والطعن وإلى العمليات الفدائية النوعية ضد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، إلى المسيرات الشعبية في قطاع غزة، وهي تواجه الاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة والصمود التاريخي لشعبنا العربي الفلسطيني في أراضي 48 على ما تقدم نتيجة الانقسام الحاصل، نطالب الأخوة في قيادة حماس العودة فوراً عن الإجراءات المتخذة داخل قطاع غزة، والعمل سريعاً على ما تم الاتفاق عليه، والإلتزام بتمكين حكومة الوفاق الوطني من أخذ دورها الطبيعي لِما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني في القطاع، حتى لا يتحول الإنقسام إلى إنفصال، وتصبح المعالجة صعبة بل مستحيلة، ويقضى على المشروع الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
أربعة وخمسون عاماً، بقيت فتح علماً من أجل فلسطين، رغم المتغيرات الكبيرة والخطيرة في عالمنا العربي لم نتغير، ولن تتغير سياستنا في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولكن نحن في الخط الأول في المواجهة ضد أي اعتداء صهيوني على أي دولة عربية، ومن هنا، من منبر الشهيد على أبو طوق، من مخيم شاتيلا نؤكد بأننا إلى جانب لبنان القوي المعافى، أمنه من أمننا؛ إستقراراه من استقرارنا؛ مخيماتنا وتجمعاتنا ضمانة وطنية للسلم الأهلي، لبنان الذي حمل ما حمل على مدى سبعين عام وما زال يقدم للقضية الفلسطينية.
وطالب الأسعد الدولة اللبنانية إعادة النظر بالقوانين والقرارات المجحفة بحق الشعب الفلسطيني من ناحية التملك وحق العمل. مؤكداً ان منظمة التحرير الفلسطينية ليس لها مشروع سياسي أو أمني في لبنان، وانها على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانية.
وختم قائلاً: أن فلسطين، كل فلسطين لنا، ونرفض التهجير والتوطين جملة وتفصيلاً، ونؤكد بأننا هنا قاعدون؛ هنا باقون؛ هنا صامدون حتى تحقيق التحرير الكامل لفلسطين كل فلسطين.
ووجه الأسعد التحية الى الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي، مؤكداً ان قضيتهم تحتل أولى القضايا، وانها على سلم اولويات الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية.
أما في مخيم مارالياس فقد ألقى كلمة فتح عضو قيادتها في بيروت عبد منصورة؛ حيث قال:
من رحم معاناة شعبنا الصامد ولدت، ومن وجدان عروبتنا وجدت، إنها حركة فتح مفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ورمز نضال شعب لم يتوقف يوماً عن مواجهة الاحتلال على مدى قرن من الزمان بشتى أساليب النضال وحسب متطلبات المرحلة .
عندما اعلنتها فتح "حركة تحرر وطني فلسطيني"، كانت فلسطين وفلسطين فقط وجهتها ومسارها. في الفاتح من العام ١٩٦٥ تفجرت رصاصة وعبوة أولى لتعلنا انطلاقة مباركة، رسمت لشعبنا معالم طريق العودة وبناء دولة حرة مستقلة ذات سيادة كاملة. حركة فتح مهدت الطريق للخلاص من الاحتلال بالرصاصة والحجر والدبلوماسية السياسية.
فلسطين وجهتنا، وليس في قاموسنا سوى جغرافيا واحدة وغير مقسّمة، وشعبنا من الانطلاقة؛ الى التمسك بالوحدة الوطنية وبالثوابت، لا يقبل الحلول المجزأة او المنفردة.
عندما نحيي ذكرى الانطلاقة المجيدة، لا بد لنا من الوقوف اجلالاً واحتراماً لشهدائنا الابرار وفي مقدمهم الشهيد الرمز أبو عمار وجميع القادة من عبد القادر الحسيني الى القسام وابو علي مصطفى واحمد ياسين وفتحي الشقاقي وجهاد وجبريل واللائحة تطول.
حركة فتح بانطلاقتها اكدت على مرجعية واحدة تجمعنا وتظللنا الا وهي منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد، وعملت منذ اكثر من نصف قرن على تفعيلها وتنشيطها، فأصبح لدينا مؤسسات اعترفت بها غالبية دول العالم المنضوية تحت اطار الامم المتحدة.
في ذكرى انطلاقة فتح نؤكد على ثوابتنا الوطنية غير القابلة للتفريط بها او النقصان وهي ان فلسطين وطن نهائي وابدي لشعبنا؛ وجغرافية فلسطين لا تقبل التجزئة او التقسيم؛ والقدس عاصمة ابدية.
التحية كل التحية للمرابطين والمرابطات في رحاب القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومهد عيسى عليه السلام، ومقام سيدنا ابراهيم الخليل أبو الانبياء .
واخيرا نتقدم من شعبنا بالتبريكات والتهاني بمناسبة ميلاد سيدنا عيسى وذكرى الإنطلاقة 54 لحركتنا المجيدة، وكل عام وانتم بخير
وانها لثورة حتى النصر