✍قال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف في مهرجان التأييد للرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيروت ان القضية الفلسطينية اليوم بمرحلة خطيرة، بل بأخطر مرحلة في تاريخها، وتسعى الادارة الاميركية والعدو الصهيوني معا الى تصفيتها بشتى السبل، وآخرها من خلال شطب حق العودة للاجئين في الشتات، وذلك بعد الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الاميركية اليها.
منذ بداية العام 2018، الى اليوم.. اتخذت الادارة الاميركية تسع قرارات خطيرة، تشير كلها الى اصرارها على تطبيق "صفقة القرن"، تزامنا مع التطورات المتسارعة في المنطقة ورسم خارطتها من جديد، فيما الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقف اليوم امام المجتمع الدولي ليقول كلمة فلسطين وشعبها.. لا لصفقة القرن.. لا لشطب حق العودة.. نعم للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، ومن خلفه تقف القيادة الفلسطينية والشعب برمته في مخيمات لبنان لنعلن الدعم والتأييد ونشدد على موقفه المؤتمن على عدالة القضية ونرفض تصفيتها، ونؤكد على اللاءات الثلاث، لا لـ "صفقة القرن" التي يراد منها ان تكون "صفعة"، لا للتنازل عن حق العودة ولا المساومة على القدس.
اننا اذ نحي موقف الرئيس الفلسطيني "ابو مازن"، الامين على الثوابت الوطنية ونشد على اياديه، ندعو الى دعمه والوقوف خلفه وتناسي الخلافات والسير قدما نحو المصالحة الوطنية، اذا كنا جادين في رفض "صفقة القرن" والتصدي لها، فهل نهدم البيت فوق رؤسنا، تعالوا نبني الوحدة للتصدي للمؤامرة الجديدة، لا ان نحفر قبورنا بخلافاتنا، ونتلهى ببعضنا البعض، كفى..
من مخيمات لبنان، نعلن وقوفنا الى جانب الرئيس "ابو مازن" وقراراته وخطواته حتى تحقيق أهدافنا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى.
ان الخطر داهم، وكل الخطوات الاميركية من القدس الى نقل السفارة الى وقف دعم السلطة ووقف دعم وكالة "الاونروا" تدق ناقوس الخطر، العدو يمضي في مخططه بأن "إسرائيل" الدولة القومية للشعب اليهودي"، ليكرس يهودية الدولة دستورياً بوصفها القيمة العليا والمرجعية القانونية والمعنوية الحاسمة في الدولة الصهيوني، العدو يعمل بنجاحٍ لإعادة صياغة حدود الإجماع القومي الإسرائيلي، تحت سقف الصهيونية، أو ما يسميه بـ "القومية اليهودية"، وغدا يتمدد الخطر الى هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم ونحن نراقب بصمت وحرقة، آن الاوان أن ننهض ونقلب الطاولة فوق رؤوسهم.
⬅اننا اذ ندين اقدام الادارة الاميركية على اقفال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، نعتبر ان هذه الخطوة عدوانية وتأتي في اطار سلسلة الخطوات المتتالية للضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بشروط السلام وخاصة ما يتعلق بالقدس واللاجئين، وهو انحياز كامل للعدو الصهيوني ما يؤكد موقفنا بان الولايلات المتحدة الاميركية لم تعد رعيا نزهيا للسلام بل طرف منحاز فيه.
أما في لبنان، فإن محاولات الغاء "الاونروا" وإنهاء عملها وتخفيض تقديماتها وتوتير الوضع الامني في المخيمات.. كلها وجوه بشعة لـ "صفقة القرن" وعلينا التنبه والحذر، واننا في "جبهة التحرير الفلسطينية" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" نلعن رفضنا لانهاء "الاونروا" ووقف خدماتها وسنعمل بقوة وعزم على الحفاظ عليها كشاهد حي على نكبة فلسطين وحق العودة.. وفي الوقت نفسه، نرفض خفض أو تقليص الخدمات كافة، الاجتماعية والتربوية والصحية، انها مسؤولية المجتمع الدولي وما العجز المالي الا ذريعة لتحقيق المؤامرة.
ان الحل برفع الصوت لهذا الدول المانحة والمجتمع الدولي لاستمرار في دعم وكالة "الاونروا"، وقف الدعم المالي الاميركي ليس نهاية المطاف وليس قدرا، ويجب تخصيص موازنتها من مجلس الامم المتحدة بشكل دائم حتى لا تبقى رهينة اي قرار سياسي.
أما في المخيمات، فإن الحفاظ على أمنها وإستقرارها والجوار اللبناني وبناء أفضل العلاقات مع القوى السياسية اللبنانية خيار لا تراجع عنه، لقد عشنا قطوعا أمنيا وسياسيا خطرا في المرحلة السابقة ونجحنا في الحفاظ على هويتها الفلسطينية، ونؤكد اليوم على انها ليست "صندوق بريد" أو ممر أو منطلق للاقتتال الداخلي او استهداف السلم الاهلي اللبناني، واليوم نجدد موقفنا الثابت وإعتبار الساحة اللبنانية استثنائية ونشكر كل الجهود اللبنانية وعلى رأسها دولة الرئيس نبيه بري لعودة العمل المشترك، سنبقى أمناء على مصلحة شعبنا ووأد الفتن في مهدها وبوحدتنا نستطيع ان نتجاوز كل قطوع حتى نحقق العودة وريثما تتم ذلك نطالب الدولة اللبنانية باقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية للعيش بحرية وكرامة.
ان قضيتنا ليست للبيع ولن نتنازل عن حقوقنا المشروعة ولن نقبل بالتوطين او الوطن البديل او التذويب او التهجير، وليس لنا مكانا تحت الشمس في الكرة الارضية سوى فلسطين، سنعود اليها عاجلا ام اجلا، وستشرق شمس الحرية، والنصر آت.