في مثل هذا اليوم من العام 1969، ارتكب العدو الصهيوني جريمة إحراق المسجد الأقصى وتدمير منبر الفاتح صلاح الدين الأيوبي، ونحن اليوم نستقبل عيد الأضحى المبارك وما زالت فلسطين محتلة، وما زال المسجد الأقصى يناديكم:
يا حجاج بيت الله الحرام، اتحدوا على قلب رجل واحد، وهبوا جميعًا، ولبوا نداء الجهاد، وهلموا لاستكمال مناسككم في رحاب المسجد الأقصى والأرض المباركة حوله...
يا كل أحرار العالم، هذا هو العدو الصهيوني المجرم ينتهك مقدساتنا، ويقتل أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل؛ من مقعدين، وإعلاميين، ومسعفين، ومدنيين... فماذا أنتم فاعلون؟!
يا أصحاب الضمائر الحية والنفوس الأبية من شعوبنا العربية، ماذا تنتظرون؟!
إن المشروع الصهيوني المدعوم من الغرب الذي يبذل كل ما بوسعه لترسيخ هذا العدو الحاقد كشرطي في قلب الوطن العربي، وحارس لمصالحه الاستعمارية، بدعم غير مسبوق من حلفائه الذين يهرولون نحن التطبيع مع العدو الصهيوني، لن يتوقف عند حدود فلسطين الجغرافية، بل سيتعداها ليهيمن على ثروات عالمنا العربي ومقدراته، ويعيث فسادًا في بنيانه ومؤسساته، ويزعزع الأمن والاستقرار في بلادنا، عبر أدواته المختلفة؛ من شبكات عملائه المزروعة هنا وهناك، أو خلاياه الأمنية النائمة بانتظار الأوامر، أو رجال أعماله الأثرياء والإعلاميين المنتشرين في كل مكان...
يا أصحاب النخوة من أمتنا العربية، لا تفوتوا الفرصة عليكم، ساهموا في تحرير فلسطين بحق، نالوا شرف الجهاد والرباط على ثغور فلسطين المباركة، آن الأوان لابتكار الوسائل الفعالة لمواجهة أخطر مشروع في منطقتنا، احجزوا مكانًا مشرفًا لكم في سجل التاريخ المشرق الذي يدوّن ملاحم العزة والكرامة والشهامة والبطولة على أرض فلسطين الطاهرة...
يا أهلنا الأعزاء في غزة هاشم، وفي القدس الصامدة، وفي كل بقعة من بقاع فلسطين الحبيبة، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وفي كل مكان في العالم...
طوبى لكم، لأنكم تحملون اسم فلسطين، وتتمسكون بهوية وطنكم المغتصب!
طوبى لكم، لأنكم قدمتم الشهداء والجرحى والأسرى على طريق تحرير فلسطين!
طوبى لكم، لأنكم قهرتم العدو الصهيوني المدجج بأحدث أنواع السلاح، وأربكتم قادته المتغطرسين، ورفعتم اسم فلسطين عاليًا!
طوبى لكم، لأنكم تروون الأرض بدمائكم، وتمدون الجسور بتضحياتكم، وترسمون قوس النصر بصبركم، وتعبدون الطريق بصمودكم، لتحرير فلسطين...
يا شعب فلسطين الأبي، أيها الأحبة... في هذه الأيام الفضيلة، أتوجه إليكم، باسمي وباسم إخوتي في "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، وإلى جميع المسلمين، وإلى اللبنانيين عمومًا، بأسمى آيات التهنئة والمباركة بحلول عيد الأضحى المبارك، راجيًا الله تبارك وتعالى أن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات، وأن يمن علينا بالنصر والتحرير والعودة.
كما يطيب لي أن أتقدم، من حجاج بيت الله الحرام، بأحر التهاني، سائلاً المولى عز وجل أن يتقبل منهم طاعاتهم ومناسكهم، ويعيدهم إلى ديارهم سالمين مأجورين.
وأسأله تبارك وتعالى أن يمن على أهلنا في المخيمات الفلسطينية في لبنان بنعمة الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة.
وكل عام وأنتم بخير
بيروت في 21 آب 2018
الموافق له 10 ذو الحجة 1439ه.
ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان
إحسان عطايا