إنّ ما آلت اليه الأوضاع في مخيم الرشيدية من إنتشار الفساد وتجارة المخدرات ، والتى باتت ظاهرة علنية ومنتشرة بمعظم ارجاء المخيم بشكلٍ لافت وعلني وخاصة بين صغار السن من الشباب ،إضافةً الى مسلسل التفجيرات الذي شهده المخيم مؤخراً ، والذي زرع الخوف بين الأهالي ، ما هو الاّ نتيجة حتميّة تُؤكد ان المخيم يعاني من مشكلات جمّة ، بعضها يرجع الى فقدان القيم والاخلاق والتربية السيئة التى تلقاها كل من ساهم بنشر المخدرات والاتجار بها ، دون أن يعبأ بمصير الأجيال .
والبعض الاخر وهو الأهم ، يعود الى غياب دور المسؤولين عن العبث بأمن المخيم وأمانه ، وهنا نووه وبشكل مباشر الى الأشخاص الذين أُعطيت لهم مسؤولية الحفاظ عن أمن المخيم والسهر والعمل بجد من اجل حمايته وعدم السماح لأحد بالعبث بأمنه واستقراره ونشر الفساد بين شبابه .
كل هذا ، يُجبرنا على العودة بالذاكرة للوراء قليلاً لنستذكر وضع المخيم كيف كان مع وجود أشخاص كفؤ ، إستطاعوا الامساك بزمام أمور المخيم وعدم السماح لأحد بالعبث بأمنه ، وكيف اصبح وضع المخيم الآن مع وجود رجالٍ لا يفقهون شيئاً وغير مبالين بشيئٍ غير مصالحهم الشخصية ، ومصلحة المخيم وأمن أهله آخر همهم ، وهذا نلمسه حالياً وعلى مرأى من الجميع .
واليوم وبعد تفاقم الأوضاع سوءاً، والاتفاق بين الفصائل الفلسطينية على العمل الجد لإجتثاث أبطال ظاهرة المخدرات وكل بؤر الفساد من المخيم ، فإننا نسأل هل القيِّمين والمسؤولين عن المخيم وأمنه ، هم من يقومون بهذه المهمة أم انهم وكالعادة ، يستعينون برجالٍ عُرف عنهم انهم لا ينامون من أجل تأمين أمن وحماية أبناء المخيمات التى هم مسؤولون عنها ، رجالٌ يعرفون حجم المسؤولية التى وُضعت على أكتافهم ؟؟؟
لِذَا فإننا نطالب كل شخصٍ لا يرى بنفسه الكفاءة والاستعداد بالتضحية من اجل حماية وتأمين الأمن لابناء المخيم الذي هو مسؤوليته ، التنحي جانباٌ
فنحن اليوم ومع الصعوبات والضغوطات التى تتعرض لها منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني بأكمله من محاولة لزرع الفتن داخله وتشتيته اكثر ونزع حقه بالعودة ، نحتاج وحدة وطنية حقيقية ورجال قادرين على حماية المخيمات ومنع انتشار أيّ نوع من انواع الفساد فيها .
بقلم : نجوى قاسم سالم