recent
أخبار الساخنة

مقاطعة "إسرائيل"


دأبت الفاشية «الإسرائيلية» الناعقة بالخراب في كل محفل، على الظهور بأنها «حمامة سلام»، غير أنها لم تُحسن الهديل، ولم تتمكن من ترك النعيق؛ لذا لم يعد بإمكانها أن تتخفى وراء إصبعها؛ حيث افتضح أمر عدوانها، الذي تكيله ليل نهار للفلسطينيين على مرأى من العالم، الذي إن نام بعض ساكنيه، إلا أن هناك أحراراً يأبون الضيم، ولا ينامون على الجور، وهؤلاء لم تمر جرائم «إسرائيل» أمامهم مرور الكرام.

فهم قد خَبِروا الاحتلال، وعرفوا جرائمه؛ لذا أسسوا حركة لمقاطعته، على مستوى العالم (BDS)، وانضوت تحتها منظمات ومؤسسات وشخصيات عالمية عدة، ذات تأثير عالمي، وهذه المقاطعة رغم أنها حديثة النشأة إلا أنها قضّت مضاجع الاحتلال؛ ما دفعه إلى اتخاذ إجراءات وتدابير عدة؛ لمحاربتها، ودفع هذه الحركة إلى التراجع عمّا بدأت به؛ وذلك للخسائر الفادحة، التي لحقت به؛ جرّاء ما قامت به هذه الحركة، فلم يتوان الاحتلال - كدأبه دائماً- على توجيه التهم جذافاً، مستخدماً محاكمه الصورية؛ لتجريمها، وحارب إعلامياً من رفض التعامل مع «إسرائيل»، كما منعهم من دخول الأراضي المحتلة.

ورغم كثرة المثبطين، الذين لطالما حاولوا التقليل من شأنها، إلا أنها كانت ذات فاعلية كبرى؛ حيث صمدت حركة مقاطعة «إسرائيل»، أمام قوة الاحتلال الغاشمة، رغم العقوبات المالية، التي فُرضت عليها، والملاحقات التي طاولت شخصياتها، في إطار الصراع المتفاقم والشامل بينها وبين «إسرائيل»، التي سرقت كل شيء، وحاربت الفلسطينيين في أرضهم، وقوت يومهم، وسبل ومقدرات عيشهم.

هذه الحركة القائم عليها هم ثلة قليلة في أوروبا والولايات المتحدة، استطاعوا أن يثخنوا العدو «الإسرائيلي» سياسياً واقتصادياً، وساهمت حركتهم في دفع شخصيات مهمة، من الممثلين العالميين والمغنيين والإعلاميين، إلى رفض أداء أدوار في «إسرائيل»، أو المساهمة في الترويج لها، فكانت ذات موقف مُشرف، ومن هذا المنطلق، فإن من أراد مواجهة الاحتلال فهو قادر على ذلك متى عقد النية الصادقة في إحقاق الحق ودرء الظلم؛ لذا فإن على العرب دعم هذه الحركة، والوقوف إلى جانبها، والإسهام في إنشاء لوبيات وحركات أخرى أكثر قوة وصرامة، تحاصر الاحتلال في كل جبهة.

ومع تأثر «إسرائيل» سلباً من المقاطعة، فإنه في الجهة المقابلة، ثمة سياسيون فلسطينيون لا يزالون

يضفون «الشرعية» على قادة الاحتلال؛ من خلال الالتقاء بهم، أو من خلال التنسيق الأمني، وتنفيذ تمارين مشتركة معهم، وهو ما يضع حركات المقاطعة في موقف محرج، مع استغلال «إسرائيل» عالمياً مثل هذه الاجتماعات؛ للترويج لنفسها إعلامياً، والظهور بمظهر المُسالم الحريص على التعايش والمصلحة الفلسطينية.

فالأولى بأصحاب القضية أن يكونوا سبّاقين في نبذ الاحتلال، والتحلل من أي اتفاقية وقعت معه، والبحث عن بدائل للاقتصاد الفلسطيني، وعدم الارتهان للاقتصاد «الإسرائيلي»، ورفض كل أشكال التعاون معه، ورغم أن الفلسطينيين تحت السطوة «الإسرائيلية»، إلا أنه بإمكانهم القيام بإجراءات تذل الاحتلال وتفضحه متى ما تشابكت أيديهم، وعرفوا تحديد اتجاه بوصلتهم.

علي قباجه

aliqabajah@gmail.com
google-playkhamsatmostaqltradent