ما حدث في سوريا ومازال يحدث ،يجعلني أقف عاجزةً عن الكلام، كل شيئ لم يعد له تفسيراً او مبرراً،انه أشبه بكابوسٍ مزعجٍ ، ليتنا نصحو منه على واقعٍ مغايرٍ تماما ، ولكن للأسف، انها الحقيقة القاسية والموجعة .
سوريا أصبحت شبيهة بأشلاءٍ ممزقة يصعبُ لملمتها ، وهناك من دفع أثمانا باهظة دون سبب او وجه حق، أجل انهم أطفال سوريا الأبرياء الذين بدلاً من ان يكونوا جيلَ مستقبل سوريا ووجه حضارتها وعُمران مستقبلها ، أصبحوا إمَّا مرضى نفسيين بسبب ما تعرضوا له في هذه الحرب الوحشية ، من تدميرٍ وقتل، وإمَّا مشردين في دولٍ عربية وغير عربية ، يبحثون عن الأمان ولا يعلمون انهم يبحثون عن وهم ، وأنهم يغرقون في ضياع ، اجل انه الضياع، ضياع الهوية والانتماء.
فهؤلاء الأطفال وان انتهت مآسيهم في يومٍ ما ، سيكونون الثمن الأسود الذي دفعته سوريا ، عن ماذا ولماذا ، لا ادري ؟؟؟؟؟؟
أما السؤال الذي يطرح نفسه دائما وتكون له الصدارة بين كل ما يحدث...
ما دور الدول العربية والإسلامية من جراء كل ما يحدث ؟ وما هو الدور الذي لعبته أيضا هذه الدول لجعل الأزمة تمتد من العراق نحو سوريا وليبا ثم اليمن وغدا من ؟ لا نعلم
أهل يُعقل ان يصبح الشرق الأوسط والذي تحكمه ابجديات ديكتاتورية ليس لها حتى من معجمٍ يُفسِّرها ، مجرد حقل تجارب لكافة انواع الأسلحة وبمختلف الطرق ، دون الاكتراث أنّ هناك أجيالا نُفنى ومستقبل حضارات ينتهي وخارطة تُمحى ، أم إنّ مصالح الأفراد تطغى، ومن حقها اتباع أي وسيلة لتحقيق مآربها ؟ والثمن لا يهم من يدفعه؟
#سوريا = ملامح ضائعة# بقلم : نجوى قاسم سالم
الحجم
إعلان منتصف المقال