recent
أخبار الساخنة

*هذا ما تفعله اوسلو بنا .......(7) صفقة القرن او اوسلو الجديد فات اوان معارك الخيارات و الشرعيات بقلم: محمد بهلول*

الصفحة الرئيسية


ليس امام الفلسطينيين الان ترف افتعال معارك وهمية حول الخيارات و الشرعيات.لقد فات اوان النقاش الفكري و التنظير السياسي حول خياري المفاوضات و المقاومة ,نتائج النموذجين حاضرة امامنا بقوة ,والتحديات  المطروحة اليوم وان تستند الى ما الت اليه اوضاع  كلا النموذجين ,انما تتجاوزهما الى طرح واضح و صريح بتصفية شاملة لكل ما هو حقوق وطنية(دولة مستقلة..قدس..لاجئين..)الخ واعلاء شان لكل ما هو حقوق انسانية و فردية الطابع واقتصادية المضمون ,كمثال تامين عشرات الاف فرص العمل للفلسطينيين في مشاريع التطبيع الاقتصادية  القادمة.
امامنا نموذجان للانتقال من الحقوق الوطنية الى الانسانية الاقتصادية.نموذج الترغيب  في رام الله على مدار 25 عاما من عمر اوسلو .ونموذج الترهيب الذي شمل ثلاث حروب مدمرة و حصار خانق في قطاع غزة والذي كان باكورة التطبيع العربي_الاسرائيلي للوصول الى صفقة القرن.
ان حملة التضليل والحرب النفسية و الاعلامية التي يتشارك بها الاميركيون و الاسرائيليون و العرب حول صفقة القرن وكانها حل قادم من السماء.يتاجل فترة اثر فترة الحديث عن بنودها و مندرجاتها .ما هي الا عملية خداع واضحة المعالم .هدفها تهيئة المسرح و ضعضعة اي عمل مقاوم لها و ابقاء الفلسطينيين في حالة ارتباك و انتظار لكي تاتي اللحظة المناسبة  لقول (كل شيء قد انتهى).
الورقة الوحيدة التي يملكها العرب الرسمي بوجه اسرائيل هي القبول بها و التطبيع معها و هذا بات واقعا معاشا وصل الى حد الحلف الشامل وان دون اعلان عسكريا و سياسيا و اقتصاديا بوجه عدو واحد و جديد ايران.
انهاء حصار غزة بات مرتبطا و مقبولا بتجميد عمل المقاومة تحت عنوان التهدئة و الهدنة الشاملة .في رام الله قبول معتد بالواقع بدليل غياب شبه شامل على مدار الاعوام السابقة لفعاليات المقاومة الشعبية و السلمية و اقتصارها على عدد نخبوي محدود يكاد يكون عدد الصحافيين اكثر من المعتصمين و كذلك الامر في بلدان اللجوء و المغتربات .
لا يتوقع احد ان صفقة القرن عبارة عن بنود و مندرجات  وحفل توقيع و هنا الخداع الاكبر.
هي عملية متجددة و متواصلة لمسار اوسلو لكن مع اضعاف واضح و مقصود وصل الى حد التهميش للاعب الفلسطيني مقابل تقوية دور و نفوذ اللاعبين العرب ولا سيما الخليجيين المتمولين منهم .وهنا معركة الشرعية الفلسطينية الحقيقية .لا في ازقة المخيمات و ابواب السفارات.
اضعاف الشرعية و التمثيل الفلسطيني هي عملية متدرجة رافقت التوقيع على اتفاق اوسلو و هي ملازمة لنجاح خياره من خلال تبدل شكل و تركيب الشرعية و مؤسساتها و تغيير نوعي في مضمون برنامجها و حقيقة اهدافها .وهي اليوم تصل الى اللحظة الحاسمة لجر الشرعية الى مسار التسليم الكامل بالدور الجديد.
اثناء الاحتجاجات الشعبية العارمة في الاردن الشهر الماضي و(المرادف لها فلسطينيا المقاومة الشعبية)برز اتجاهان في الاوساط السياسية و النقابية و الشعبية .الاتجاه الاول الجذري الداعي الى خيارات جديدة و الانفتاح السياسي و الاقتصادي على تحالفات جديدة.و الاتجاه الثاني الداعي الى استثمار ما حصل من احتجاجات لاعادة تعويم الدور الاردني الرسمي بعد حالة التهميش الكبرى التي تطلبها مسار التسوية منذ اوسلو الى اليوم .وهو ما يجب ان تقوم به السلطة الفلسطينية في رام الله .اذ لم يكن في اطار المعركة الوطنية لاسقاط صفقة القرن "(وهو مستبعد)لان هذا يتطلب انقلابا شاملا على خيارات السنوات الخمس و العشرين الماضية  و الانفتاح على تبدل نوعي في التحالفات .فعلى الاقل لاعادة تعويم اللاعب الفلسطيني و اخراجه من حالة التهميش و استعادة نوع من الاعتبارللشرعية الفلسطينية المهمشة من الحلفاء...الاعداء.
ان صفقة القرن هي عملية تراكمية لتزاوج مفهوم الحل الاقتصادي ل ...بينامين نتنياهو...للمسالة الفلسطينية و الذي يلتقي فيه معه كل رجال المال و الاعمال العرب الكبار.مع خيار الاستقواء والتطبيع العربي_الاسرائيلي بوجه العدو الجديد.
ان ما كان مفترضا ان يكون نتاج لعملية سياسية تفاوضية ما بين الاسرائيليين و العرب بات اليوم مدخلا لتحالف اسرائيلي عربي بوجه ايران.
بالمقابل ,باتت مواجهه صفقة القرن ايضا  عملية تراكمية و متواصلة لتزاوج العامل الفلسطيني مع العامل الاقليمي المناهض لها و المستهدف من قبلها.
صفقة القرن ليست قدر على الفلسطينيين (كما اوسلو ايضا),فالخيار اولا و اخيرا للشعب الفلسطيني .لكن من خلال مسار مختلف و تحالفات جديدة و ادوات و اليات مقاومة متنوعة لا تدعي الحياد .

google-playkhamsatmostaqltradent