recent
أخبار الساخنة

الميعاري... إحياء مونة البيوت الفلسطينية



العربي الجديد
خليل العلي23 يونيو 2018

يوسف أحمد الميعاري من قرية عكبرة قضاء مدينة صفد الفلسطينية، يعمل منذ أكثر من خمس سنوات في تحضير "المونة البيتيّة الفلسطينيّة" حيث يقوم بتحضيرها في المنزل، إلى أن افتتح مركزاً تجارياً لعرض منتوجاته. يقول لـ"العربي الجديد": "بعد أن احتلّ الصهاينة فلسطين، وسرقوا تراثنا وحاولوا طمس هويتنا، قررت أن أعيد إحياء جزء من التراث والموروث الذي ورثناه عن الآباء والأجداد من خلال إنتاج المونة البيتية والمقطّرات التي كان يستخدمها أهلنا في فلسطين قبل نكبة 1948 ونقلوها معهم إلى مخيمات الشتات". وأضاف: "قمنا بدمج التراث، وما كان يصنعه الأجداد بالطرق الحديثة السليمة، ونقوم بصنعة المونة البيتية كما كانوا يصنعونها بالطريقة نفسها، وتضم حوالي 200 منتج فلسطيني كان ينتجه أهلنا في فلسطين ونحن علينا المحافظة عليه وإعادة إحيائها كي لا تندثر".


ويلفت إلى أن قريته عكبرة تمتاز بكثافة أشجار الزيتون، لذلك "نحن نعتز بالزيتون وزيته". ويقوم بعصر الزيتون لاستخراج الزيت بواسطة الحجر القديم ولا يستخدم الآلات الحديثة، إذْ بحسب معلوماته، الحرارة التي تنتج عن دوران الآلات تفقد زيت الزيتون جزءا من جودته من ناحية اللون والطعم، وهو ما يؤكده تغيّر طعم الزيت من الماضي إلى الحاضر.
وقال: "تعلمت من والدي التقطير بواسطة الكركة، وكنت أراهم وهم يقطّرون الأعشاب مثل البابونج والزعتر والمريمية (العيزقان) والعديد من الأعشاب التي نجدها في عصرنا هذا رائجة بين الناس، لما لها من منافع وفائدة على صحة الإنسان، وهذا ما كنا نلاحظه عند كبار السن الفلسطينيين الذين كانوا يستخدمون هذه المقطرات، وكانوا يتمتعون بصحة جيدة لأن هذه الأعشاب تقي من أمراض عدّة. أما المأكولات البيتيّة التي كانت تصنع منها المونة، فهي طبيعية ولا يدخلها أي مادة حافظة، وهذا ما تعلمته من والدتي التي كنت أشاهدها تقوم بتحضير مربيات الفواكه أو رب البندورة (الطماطم) ودبس الرمان والخروب وحتى اللبنة والزيتون العادي أو الحار، وقمت أنا باستخدام نفس الطريقة التي ورثتها عن أهلي لإنتاج هذه المنتوجات البيتية".

ويعتبر الميعاري أن هذه المنتوجات ما زالت مطلوبة ويرغبها العديد من الناس، لأنها تذكرهم بتراثهم، وتعيد لهم ذكريات الطفولة، وخاصة أن الفلسطينيين الكبار في السن استخدموا هذه المأكولات والمقطرات في بيوتهم التي عاشوا فيها داخل المخيمات. أطلق الميعاري اسم ابنه "يونس" على مؤسسته كي يرث ابنه هذه المهنة عنه، ويبقى محافظاً على التراث الذي ورثوه عن الأهل، وهذا يدل على التمسك بكل ما هو فلسطيني، وكل ما يتعلق بالوطن المغتصب. يطمح الميعاري أن يستطيع خلق فرص عمل لأبناء الشعبي الفلسطيني من خلال توسيع مؤسسته، وكي يتعلم أكبر قدر ممكن من الشباب والفتيات إنتاج المونة البيتيّة الفلسطينيّة، ولكي تنتقل من جيل إلى جيل.

google-playkhamsatmostaqltradent