من الانصاف أن نقول كلمة حق في حق الرجل الذي لا يعرف التملق أو الارتهان لأحد ..
ومن الانصاف أن يستفاد في الشأن العام من تجربته التي كانت شخصية بينما أردت في هذه الشهادة أن أجعلها عامة .
انها تجربة الحاج فوزي محمد حلاوي أبو حاتم : في مدينة اسمها صور يحبها كما أحبها والده ثم اخوانه ومنهم الشهيد معن حلاوي اول شهيد في صور ابن نادي التضامن وحركة القوميين العرب ...
تجربة فوزي حلاوي الناشط في الحقل الاجتماعي والخيري غنية وعميقة وهذا الأمر يعرفه ابناء المدينة ، وهو يواصل في كل وقت ضمن الامكانات المتوفرة على مشاركة الناس بعض الهموم والمشكلات ويترافق ذلك مع مشاعر ابن صور الذي لطالما كان مع أبناء القرى العاملية يتقاسم الرغيف والمصير ..
طموح هذا الرجل الذي استطاع ان يحول طفولته الى مدرسة للحياة ليبني مجددا" أكاديمية حديثة ، واستطاع ان يحول الاقتصاد والجهد الى شركة للصيرفة ليقدم نموذجا" عن نظافة الصيرفة وبدل النقد في زمن مال الناس مع المال حيث يميل بأصحابه عن الحق ..
قال لي المطران يوحنا حداد عندما كرمه الحاج فوزي حلاوي فور تقاعده عن كرسي صور للروم الملكيين الكاثوليك: ان حلاوي والرئيس نبيه بري هما اول من كرمني في صور، وان لكل رجل منهما دلالته : حلاوي في انسانيته العميقة ومشاعره الايمانية الراسخة ومحبته لمدينة صور وكل عائلاتها وناسها الى أي دين أو طائفة ..
والثاني انه الرئيس بري الذي أحب صور واحبته واعطاها بكل تسامح ومحبة وانفتاح دون حدود ..
...الى فلسطين انتمى فوزي حلاوي منذ انطلاقة المقاومة الفلسطينية حتى انه وصل الى الاردن ليدافع عنها وهذا أمر أعلن عنه للمرة الأولى ، لا غرو في ذلك أو غرور ، فهو ابن بيت محمد حلاوي العريق بعلاقته مع القضية المركزية للعرب والمسلمين والاحرار في العالم ...
كان فوزي حلاوي قبل أن يخلق الاعلام الالكتروني يكتب في الصحف اللبنانية عن هموم صور ومشكلاتها ومطالبها ويعترض على الاهمال اللاحق بها على عدة صعد انمائية وخدماتية، حتى انه ومن خلال تفاعله مع لجنة انماء صور ثم المؤتمر الشعبي كان يعارض ويوجه ويرفع الصوت الى ان خاض تجربته في الانتخابات البلدية في سنة من السنين وشارك في اكثر من نشاط وتحرك في سبيل تخفيف معاناة صور وأهلها من مشكلات عدة أقلها الانمائية والخدماتية و العمرانية والسياحية والاقتصادية والثقافية وسواها...
شخصيات تستحق الذكر ان لم نقل انها نادرة مرت على صور في عهود عدة وواصلت تمسكها بقيم صور وتراثها وكرامتها وحريتها ومن باب الوفاء للعقود الزمنية التي مرت بسرعة أن نذكر منها الحاج فوزي محمد حلاوي الذي شاهدناه يرعى مهرجان مركز مصان الرياضي في صور الذي أدخل البسمة والفرح الى نفوس بعض اصحاب ((الاحتياجات الخاصة )) من طلبة المركز ..
تحركات كثيرة ومواقف عدة خلال عقود من الزمن كان قد عاشها وعايشها الحاج ابو حاتم الا ان ما يحضرني اليوم هو هذا التمسك بالبقاء في المدينة التي احب ومع الناس الذين أحبهم مع فقراء صور وشبابها وشعبها الطيب ومع بحرها واسواقها وكل الاحياء فيها مع كل صبح يطلع ، ومعها أمل كبير في ان تستعيد هذه المدينة ألقها ورونقها وما لها من حقوق وما عليها من واجبات ، وأن تجتمع كل الايدي الخيرة في المدينة من أجل أن تصنع تاريخ صور الحديث ومستقبلها الرائع الذي لا ينفصل او ينفصم عن ماضيها المشرق فهي من أهم مدن العالم في التاريخ ..
حبذا لو نحفظ العهد ونصون الود لمن عاش للمدينة وأعطى فيها وبنى وضحى ولم يتنكرلماضيه أو يبدل جلده أو يلبس قماشة غيره ،
حبذا لو نقول شكرا" لمن اختار أن يبقى بين أهله وناسه ، ويعلن انه من صور ولها عاش فيها ومن اجلها ولم يغادرها ليتقاسم معهم رغيف الحياة التي هي وقفة عز واحدة فقط كما قال الزعيم انطون سعادة عندما زار صور في الاربعينيات من القرن الماضي ليعلن منها: ان فيها النفوس القوية والارادة التي لا تعرف اليأس تلك الارادة التي لو فعلت لغيرت وجه التاريخ ،
فهل من يسمع ؟


