رحبت فصائل فلسطينية وحملات مقاطعة ومنظمات أهلية، اليوم الأربعاء، بقرار الأرجنتين إلغاء مباراة بين منتخبها والمنتخب الإسرائيلي كان من المقرر إقامتها السبت القادم، في مدينة القدس المحتلة.
وقالت الفصائل والمنظمات الأهلية الفلسطينية، إن الإنجاز السياسي الجديد لصالح نضال شعبنا وأمّتنا، والذي قادته حركة المقاطعة الدولية (بي دي إس) يأتي في سياق تراكمي ومسار طويل لعزل دولة الاحتلال وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات من شركاتها واقتصادها، ليؤكد مجددًا على تكامل كافة أشكال المقاومة داخل الوطن وفي الشتات.
ومن جهته، أثنى عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حسام بدران على موقف منتخب الأرجنتين بإلغاء مباراته الودية مع فريق الاحتلال.
وقال بدران إن إلغاء منتخب الأرجنتين لمباراته الودية التي كانت مقررة مع فريق الاحتلال هو موقف يستحق الثناء والتقدير، مضيفاً أن الضغط الشعبي والحراك الداعم لمقاطعة الاحتلال في العالم هو نوع من المقاومة يمكن أن يحقق إنجازات عملية تساهم في عزل هذا الاحتلال.
ولفت إلى أن صورة العدو يجب أن تظهر على حقيقتها في كل مكان وفي كل ميدان، مبيناً أن الاحتلال ليس دولة كبقية دول العالم إنما هي عصابة تقود مجموعات من القتلة تستهدف المدنيين العزل، وتهدم بيوت الفلسطينيين وتصادر أرضهم وتعتدي على ممتلكاتهم، وتحاصر غزة وتمنع عنها الغذاء والدواء.
ومن جانبها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلغاء فريق الأرجنتين مباراة كرة قدم وديّة، كانت ستجمعه مع فريق كيان الاحتلال، في القدس المحتلة "صفعةً قوية للاحتلال وحلفائه على المستوى الدولي، جاءت في إطار تنامي حالة التضامن الشعبي الأممي التي يحظى بها نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية الباسلة، ونتيجة طبيعية للصمود الأسطوري والمتواصل لجماهير شعبنا في فلسطين المحتلة وانتفاضته الشعبية الباسلة في قطاع غزة المحاصر".
وقالت الجبهة، في تصريحٍ لها: "إن قرار الفريق الأرجنتيني يعكس حالة الوعي المتعاظمة وما تتمتع به الأجيال الجديدة على المستوى الكوني، التي ترفض سياسات الاحتلال والاستعمار، وتقف إلى جانب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وتؤيد نضاله العادل والمشروع من أجل تحرير وطنه وتحقيق هدفه في العودة والحُرية".
وبدوره، قال عمر البرغوثي، العضو المؤسس في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، في بيان نشر عبر موقعها الإلكتروني: "نرحب بقرار فريق الأرجنتين إلغاء المباراة مع إسرائيل؛ فاللعب مع دولة الاستعمار يعد شكلا من أشكال التواطؤ معها".
وأضاف البرغوثي، أن "المباراة كانت جزءًا من سياسة التبييض التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية، من خلال توظيف الأحداث الرياضية الدولية للتغطية على جرائم الحرب والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين".
وأشار إلى أن إسرائيل دفعت مبلغ 760 ألف دولار لمنظمي المباراة كتعويض لإقامتها في القدس بعد أن كانت مقررة في مدينة حيفا، شمالي البلاد، ونجحت في ذلك، قبل أن تتخذ الأرجنتين قرارها، أمس، بإلغاء المباراة.
وأفاد البرغوثي بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تواصل عقب إعلان قرار إلغاء المباراة مع الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، للتدخل في الأمر، إلا أن الأخير أكد أنه لا سلطة لديه للتأثير على القرار.
من ناحية أخرى، قال الناشط الفلسطيني: "يتم الاعتداء من السلطات الإسرائيلية على لاعبي كرة القدم الفلسطينيين بشكل روتيني وحرمانهم من حرية التنقل لحضور الدورات التدريبية والمباريات واللقاءات الرياضية".
وذكر أن إسرائيل تعتقل عددا من الرياضيين الفلسطينيين وقتلت وأصابت الكثير منهم.
ودعا البرغوثي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى طرد إسرائيل من عضويته حتى توقف انتهاكاتها لقواعد "الفيفا" بما في ذلك مشاركة فرق المستوطنات، غير المعترف بشرعيتها دوليا، المقامة على الأراضي الفلسطينية ضمن الدوري الإسرائيلي.
والثلاثاء، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأرجنتين ألغت مباراة ودية كانت مقررة بين منتخب بلادها لكرة القدم مع إسرائيل، السبت المقبل، في مدينة القدس المحتلة، جراء "ضغوط سياسية".
ونظم العشرات من الفلسطينيين، الأحد الماضي، وقفة أمام ممثلية الأرجنتين في مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية المحتلة، رفضًا للمباراة، فيما طالبت الجامعة العربية بالتراجع عن الخطوة.
تجدر الإشارة أن الأرجنتين، وبقية دولة أمريكا اللاتينية، تحتضن مئات آلاف اللاجئين والمواطنين من أصول فلسطينية.
*المصدر : شهاب*
