لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي، أحيا الحزب الشيوعي اللبناني المناسبة، الأحد في 24 / 6 / 2018، بمهرجان مركزي، أقامه في قلعة الشقيف، في بلدة أرنون في النبطية، وذلك بحضور حزبي، وسياسي شعبي لبناني وفلسطيني.
وقد تخلل المهرجان معرض لوحات فنية جاء تحت عنوان "انهض وقاوم"، كما قدمت فرقة الكوفية أغانٍ ثورية وتراثية .
استهل المهرجان بالنشيد الوطنياللبناني، ثم نشيد الحزب الشيوعي، ثم كانت كلمة لرجاء قانصو رحبت فيها بالحضور الكريم،بعدها ألقت كلمة عوائل الشهداء نارا جورج حاوي.
ثم كانت كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في لبنان، مروان عبد العال، استهلها بالقول: في يوم الشهيد الشيوعي يحتشد الشهداء هنا، أتوا من كل حدب وصوب. رجال طروادة من السرية الطلابية، وكتيبة الجرمق، من فصائل وطنية، ويسارية، وقومية، وتقدمية، وإسلامية متلاحمة في وحدة الدم، من اللبناني، والفلسطيني، والسوري، والكردي، واليمني، والعراقي، التركي، والتونسي. لا طريق لهم غير الحرية، ولا غاية غير فلسطين، و لا طائفة لهم ولا جنسية. هويتهم الأصلية والصريحة دنياهم ودينهم: هي المقاومة.
وتابع، نتذكر اليوم 33 مقاومًا تصدوا لجيوش الغزاة في عام 1982. لم يستسلم منهم أحد. ونهضت القلعة، وعلى هذه الحجارة بكى جنود الاحتلال من ضربات رجال المقاومة الوطنية والإسلامية. تحررت يوم اعترف الإرهابي شارون، قائلًا: "لقد هزمتنا المقاومة". اندحروا وظلت هذه القلعة هنا تطارد الغزاة، وما زالت أسطورة نضال منتصبة القامة، صداها يتوزع في كل الأمكنة، تحكي لنا سيرة وأسرار هذه الأرض، وفي كتاب النبوة، وقاموس الثورات، وفقه المقاومة، لأجل ذلك يبرعم الزهر فتية جددًا هناك في رمال غزة، ومدن الضفة، وحواري القدس، وميادين حيفا، وفي مخيمات الشتات الفلسطيني.
وأضاف، وعدنا لكم الفكرة لن تسقط، مهما كبرت الصفقة، التي انتقلت من التسوية الوطنية إلى التصفية النهائية. الأجندة ألا تظل فلسطين قضية العرب، ولا تظل إسرائيل عدو العرب. ويريدون أن تكون المشكلة في المقاومة وليس بالاحتلال. خطتهم أن تكون كل التناقضات مفتوحة، والصراعات مسموحة إلا الصراع مع الاحتلال، والهيمنة الإمبريالية، والتسلط الرجعي. هذه حقيقة الخلطة العنصرية الصهيونية الجديدة. كل من يعادي إسرائيل يصير عدوًا لأميركا، حتى لو كان مجلس حقوق الإنسان الذي انسحبت منه الإدارة الأمريكية، وبعض أمراء التطبيع يصرحون علنا أن إسرائيل لم تعد عدوا. هل هناك عهر سياسي أقبح من ذلك؟ هذه الأجندة الإسرائيلية بامتياز، لأن ما يرسم هو توطيد مشروع معادٍ يطال المنطقة بأسرها. الخطر يطال الجميع تحت مسمى "حل إقليمي" أو "تحالف إقليمي" يستعيد عصورًا استعمارية بائدة، دفعت وستدفع فيه شعوب المنطقة الثمن الكبير.
وتابع، أضحى واضحًا للجميع أن الخديعة كانت مفاوضات من دون حلول، والحقيقة اليوم أنها الحل النهائي، الاسم الآخر للتصفية النهائية، ولا حاجة حتى للمفاوضات! التي تهدف إلى القفز عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، لا تريد دولة، ولا حرية، ولا استقلال. محميات في الضفة الغربية، محمية أقل من حكم ذاتي، وغزة محمية أخرى وليست دولة! ولا القدس ولا عودة للاجئين. الإدارة الأمريكية ومن معها تريدنا أن نتذوق الوجبة المسمومة مقدمًا نقول لهم: خسئتم، الحرية لا تعرض بالمزاد، وغير صالحة للبيع. الحرية تنتزع أيها السادة، يعتقد واهمًا من يسعى إلى:
- تجاوز التمثيل الفلسطيني لمواجهة الرفض الفلسطيني، للمشاركة في أي مؤتمر، أو لقاء، أو التعاطي مع الخطة الأمريكية.
- الاستقواء، وبلغة التجارة، من رصيد الأطراف العربية في الصفقة، للالتفاف على الرفض الفلسطيني الشامل للصفقة.
- رسالة مسيرات العودة، تأصيل الصراع التحرري، والتناقض الرئيسي مع الاحتلال، والمشاركة الشعبية، موحدة، وفاعلة، واستعادة الثقة بوحدة كل مرتكزات المشروع الوطني الفلسطيني على أساس تحرري، ووطني جامع، من خلال مراجعة ورؤية للصراع.
- وحدة وطنية جامعة تنهي الشرذمة والانقسام، وتستعيد الذات، وطاقات الشعب في مقاومة شاملة، واشتباك تاريخي مع الاستهداف الإمبريالي الجديد للمنطقة.
- كوشنير، وبعد ما فعلته إدارته في القدس، وتقليص دعمه للأونروا يحضر لحل إنساني لمشكلة غزة، حل إنساني مكان السياسي في معالجة ملف غزة، وتحول دون تحول المؤقت إلى دائم. فك الحصار عن غزة، وتنفيذ قرار رفع العقوبات فورًا، وإنهاء الانقسام المقيت، والمميت، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وضد كل أشكال القمع مهما كانت هويته وزمانه.
- لبنان: من هنا من رمزية المكان الذي يجسد التلاحم اللبناني الفلسطيني، نطلق رساتنا:
- اسناد قضية اللاجئين، ماذا أعددنا لليوم القادم؟ لخطر صفقة القرن على اللاجئين، الذي نستشعر به إزاء تقليص دورالأونروا، بل وتغيير وظيفتها كشاهد على قضية اللاجئين، مهمتنا حفظ الوجود بدل من تبديده، وهذا يتم من خلال إجراءات لابد منها:
- أولا: حكومة لبنانية لا تعاند الواجبات الموضوعية والإنسانية إزاء الوجود الفلسطيني في لبنان، بما يحفظ كرامتهم وحياتهم وحقهم في العودة.
- ثانيا:المبادرة العاجلة إلى تفعيل العمل الفلسطيني الموحد في لبنان، ضمن وفاق وطني فلسطيني، بروح الشراكة والمسؤولية الوطنية، مضاعفات، وتصدعات، وتداعيات، واستهدافات صفقة القرن. نبذ لغة الانقسام والاختلاف جائز، لكن على أساس التناقض الرئيس، الآن ضد مؤامرة القرن حتى نقاومها بقبضة واحدة مضمومة.
- ثالثا: من رمزية قلعة الشقيف التي جسدت وحدة المقاتلين، ووحدة الدم، ندعو إلى تعزيز الخطاب الوطني الفلسطيني الوحدوي، ونحن ننحاز دائما إلى كل فعل إيجابي، لذلك رحبنا بإيجابية كلام الأخ أشرف دبور سفير دولة فلسطين في كلمته مؤخرًا عن أهمية القيام بما يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولحظ خصوصية شعبنا الفلسطيني في لبنان، وحساسية المرحلة، لدرء المخاطر. كلام إيجابي وحدوي، ويعزز البيئة الإيجابية، والتعاون الوثيق اللبناني الفلسطيني الذي يحفظ العدالة، والكرامة، والسيادة، الذي تمثل أخيرا بالتعاون لإزالة البوابات الإلكترونية عن مداخل مخيم عين الحلوة، مثمنين لقائد وقيادة الجيش اللبناني هذا التفهم والقرار الصائب.
لذلك علينا أن نمضي بثقة في ترسيخ العمل الوحدوي، وللتصدي لمخاطر تدمير المناعة الوطنية. سننتقد ونشير ونحذر من أية ممارسة تخلق بيئة سلبية معاكسة، ولغة استفزازية مملة، أو تسعى لتسعير الخلافات بدلًا من إخمادها، والاتهامات والتشكيك بدل من تعزيز الثقة. رصيدنا الموقف المسؤول والمناسب، وهنا تكمن المصداقية السياسية.
إذا كان يوجد هناك سلطة، أو شبه سلطة لننقسم عليها. هنا واقع مخيمات شعبنا، ولجوء عمره 70 سنة من الشقاء، ومستقبل قضيتنا كلها تكفي لتدعونا بقوة لنتفق من أجلها، ما هو مشترك كبير يجمعنا، ويبدأ بمغادرة مربع الانقسام المدمر، والاستقطاب، والفرز، والفئوية، والذاتية وأن نطلق أقصى فاعلية وطنية شعبية جامعة في لبنان بعمل سياسي موحد.
وأتوجه إلى الأخ السفير من موقع المحبة والمونة، ليبادر نحو خطوة جامعة لتكن تحت مظلة السفارة الفلسطينية كما نعهدها المظلة الوطنية لما تمثله من شرعية، ورمزية، وجماعية، وطنية، وبميثاق مشترك، ورؤية موحدة تجمعنا، وتحمي الوجود والكرامة وحق العودة.
ثم ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة، فقال: "نقف اليوم معا في قلعة الشقيف، على هذه التلة الشامخة المتطلعة نحو العلياء، وذات الجذور التاريخية العميقة في الأرض الجنوبية، التي ارتوت على مدى عقود وعقود بدماء آلاف الشهداء والجرحى المدافعين عن هذا الحصن، وعن جنوبهم ووطنهم الغالي ضد الاعتداءات الصهيونية واحتلاله. اليوم في عيد الشهيد الشيوعي ننحني بإجلال أمام ذكرى هؤلاء الشهداء، كل الشهداء، الذين سقطوا فوق هذه الأرض المقدسة، شهداء الحزب الشيوعي الذين رفعوا راية التحرير منذ أربعينيات القرن الماضي، شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول"، الذين قاتلوا ببسالة واستشهدوا جنبا إلى جنب مع شهداء المقاومة الإسلامية وشهداء فصائل المقاومة الفلسطينية وشهداء أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية، التي ناضلت ضد الاحتلال الإسرائيلي واجتياحاته المتكررة، وشهداء الجيش العربي السوري، الذين واجهوا الاجتياح الصهيوني عام 1982".
وعند بداية كلمته كان غريب قد تسلم درعا تذكارياً من مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعبيرًا عن وحدة الدم المشترك على درب المقاومة.
إعلان منتصف المقال