المصدر : البلد | محمد دهشة
تبلغت القوى الفلسطينية، أن الدولة اللبنانية عازمة وبجدية على اصدار بطاقات ممغنطة خاصة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في خطوة اضافية تهدف الى منع تزوير القديمة ومحاصرة المطلوبين أكثر، وشد الخناق على تنقلاتهم وذلك في أعقاب اصدار وثيقة سفر جديدة بلون أزرق العام الماضي.
أكدت النائب بهية الحريري امام وفد من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان برئاسة أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة "فتح" و"المنظمة" فتحي أبو العردات" وبمشاركة قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، إهتمام السلطات اللبنانية بإصدار هذه البطاقات الممغنطة، وانها تتابع الموضوع مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير داخلية تصريف الاعمال نهاد المشنوق، بهدف ضبط حركة المطلوبين ومنع التزوير، في اشارة ضمنية الىتقييد حركة خروج ودخول المطلوبين الى مخيم عين الحلوة كبديل عن البوابات الالكترونية التي قام الجيش اللبناني بتركيبها لمدة ثلاثة اسابيع ونيف، قبل ان يزيلها إستجابة لتمنيات فلسطينية ولبنانية وايجاد البدائل الأمنية الأخرى.
وأكدت الحريري للوفد الفلسطيني، الحرص الدائم على التواصل مع مختلف مكونات الشعب الفلسطيني في لبنان وعلى توحدهم خلف قضيتهم المركزية فلسطين والقدس وحق العودة ، وعلى تعزيز التعاون بينهم وبين اجهزة الدولة اللبنانية من اجل حفظ امن واستقرار مخيماتهم وجوارها وتسهيل الحياة اليومية للاجئين والعمل على اقرار حقوقهم المدنية والاجتماعية لحين عودتهم.
بينما شدد أبو العردات حرص الفصائل الفلسطينية على الاستمرار بتعزيز الأمن والإستقرار في المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة بالتعاون مع الأخوة اللبنانيين والأجهزة الأمنية والعسكرية من اجل تثبيت السلم الأهلي والاستقرار ومن أجل تحسين اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في اطار الحقوق المدنية والاجتماعية ونحن بالتجربة السابقة ثبت اننا استطعنا ان نتبنى سياسة الحياد الايجابي التي وقفنا فيها على مسافة واحدة من الجميع والاستمرار بتثبيتها وتعزيزها .
وردا على سؤال حول خطوة الجيش اللبناني بإزالة البوابات الالكترونية وما هو مطلوب فلسطينياً لملاقاة هذه الخطوة قال ابو العردات: هي خطوة ايجابية واستجابة نقدرها لكل الأخوة ونؤيد بيان قيادة الجيش الذي قال ان الإجراءات لا تستهدف الفلسطينيين وانما اشخاصا ممكن ان يقوموا بأعمال مخلة بالأمن ونحن مع تثبيت الأمن في المخيمات"، متطرقا الى الهوية الممغنطة للفلسطينيين في لبنان والتي تمنع تزوير الهوية الفلسطينية المعتمدة حاليا وهذه قضية من قضايا الأمن التي يمكن ان تمنع دخول اي مشبوه الى المخيم وهذا الأمر اتفقنا عليه، لذلك نحن على تنسيق دائم مع الأجهزة الأمنية ومع المستوى السياسي وهذا الموضوع نتمسك به وسنعمل على تعزيزه .
*قتيل وتسليم*
أمنيا، قتل السوري علاء أحمد في منطقة "السكة" في مخيم عين الحلوة، حيث اعقبه ذلك اطلاق نار ادى الى احتراق دكان في المنطقة، في وقت سلمت فيه "القوة المشتركة" الفلسطينية، الى مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب عند الحاجز العسكري قرب مستشفى صيدا الحكومي، كلا من (احمد.ج) و(نادر.ق) المتهمين بالاتجار بالمخدرات وذلك باشراف قائد الامن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد ابو اشرف العرموشي وقائد القوة المشتركة العقيد بسام السعد، فيما سلم المطلوب الفلسطيني (ابراهيم. ص) المقيم في المخيم، نفسه الى مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب وهو من مخيمات منطقة صور بهدف انهاء ملفه الامني وهو من الناشطين الاسلاميين.
سياسيا، التقى سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف وعضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني غسان ايوب، اللذين أكدا على الدور الوحدوي والجامع الذي يتقوم به سفارة دولة فلسطين للحفاظ على العمل الفلسطيني المشترك القائم على الاحترام المتبادل والالتزام بالقرارات التي تتخذ بشكل جماعي.
كما التقى السفير دبور وفدا من الجبهة الديمقراطية مسؤولها في لبنان علي فيصل وعضو اللجنة المركزية عدنان يوسف حيث جرى استعراض اوضاع اللاجئين الفلسطينيين وسبل تعزيز العمل الفلسطيني المشترك، وسط تأكيد ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية لافشال المشروع الامريكي الاسرائيلي الذي يتهدد القضية الفلسطينية بجميع عناوينها ما يتطلب من الجميع اعلاء المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار وبما يعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني باعتباره مشروعا وطنيا لحركة تحرر وطني تواجه الاحتلال بكل ما يمليه ذلك من مسؤوليات ومهمات.
*العريضي فلسطيني*
من جهته، قدم السفير دبور جواز السفر الفلسطيني الممنوح من الرئيس محمود عباس للوزير اللبناني السابق غازي العريضي تقديراً لمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وذلك خلال احتفال اقامته سفارة دولة فلسطين في لبنان اقيم في قصر الاونيسكو"، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، رئيس الوزراء اللبناني الاسبق فؤاد السنيورة، الشيخ خلدون عريمط ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ هادي العريضي ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، النواب والوزراء اكرم شهيب، وائل ابو فاعور، فيصل الصايغ، هنري الحلو، هادي ابو الحسن، علاء الدين ترو، طارق متري، انطوان السعد، امين عام مجلس النواب عدنان ضاهر وسفيري مصر وقطر نزيه النجاري وعلي بن حمد المري وممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ورجال دين وممثلو مؤسسات اعلامية، ثقافية واجتماعية.
والقى نجل الوزير العريضي عمر العريضي كلمة جاء فيها "ارتأيت ان ابدأ كلامي ببعض الكلمات عن فلسطين التي هي الى جانب غازي العريضي تكرم اليوم، فلسطين التي على مدى عقود تخطت البعد السياسي لقضيتها، واصبحت قضية انسان ، قضية انسان فلسطيني الهوية، كريم، مقاوم، عصامي، صامد تحدى العالم كله من اجل قضيته فكان من الطبيعي ان ينضم اليوم غازي العريضي الى هؤلاء حاملي هذه الهوية الشريفة، فهو المقاوم العصامي وهو المناضل الذي تحدى وناضل من اجل فلسطين اسوى برسالة معلم حزبه الشهيد كمال جنبلاط."
بدوره اكد السفير دبور في كلمته ان غازي العريضي هو رجل دولة في سنوات الشدة، وداعية محبّة وسلام ومودة، راهب سياسة وناسك وطنية ومنذور للأمة خدمة وتضحية"، قائلا له "لقد قدمت لفلسطين وما زلت، انطلاقا من عقيدة لا تلين، وإيمان راسخ بعدالة قضية بذلت في سبيلها الكثير من التّضحيات؛ فحق لك يا من عشت فلسطيني الهوى ريا وارتواء أن تكون فلسطيني الهوية ولاء وانتماء، لذلك يشرفني باسم سيادة الرئيس محمود عباس وفي هذا اللقاء أن أقدم لك مكرمته وقراره بمنحك الجنسية الفلسطينية عربون تقدير لنضالاتك وتضحياتك في سبيل قضية الأمة المركزية"،مؤكدا ان الجولات المشبوهة الّتي يقوم بها موفدو ترامب ما هي إلا مضيعة للوقت، وسيكون مصيرها الفشل؛ لأننا أصحاب الأرض، وأصحاب القرار، ولن نسمح لكائن من كان بتجاوز شرعيّتنا الفلسطينيّة المتمسكة بالثوابت الوطنية في العودة والحرية والاستقلال.
بينما اكد العريضي ان فلسطين في القلب والذاكرة وهي قضية حق لن تموت، وانني "اعتز بانني واحد من هذا الشعب بقرار الاخ الرئيس ابو مازن المشكور والمقدر تقديرا لهذه المسيرة لكل رفاقي تكريما لكل من استشهد من اجل فلسطين وتقديراً من الشعب الفلسطيني لابناء ذلك القائد الكبير ولمدرسته وتاكيد ان هذه القضية كانت وستبقى امانة بين ايدينا."
واكد العريضي استمرار الحزب الاشتراكي بمسيرته المدافعة عن الشعب والقضية الفلسطينية وكل الامكانات متاحة امام اسرائيل وهي حائرة في كيفية كسر ارادة الشعب الفلسطيني فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقهر"، مشددا على انه لن تستقر الامور في هذه المنطقة الا بعد ان يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة المغتصبة من قبل الكيان الاسرائيلي، مضيفا "وللذين يتساءلون ما اهمية الجنسية الفلسطينية اقول هذه الجنسية فخر كبير خرجت بمرسوم افخر واعتز به ويضيف امانة على كتفي وبين يدي في سبيل القضية الفلسطينية."
وفي الختام سلم السفير دبور العريضي جواز السفر الفلسطيني الممنوح له من الرئيس محمود عباس.