وكالة القدس للأنباء – زهراء رحيل
بقلبها العاشق للتراث الفلسطيني تغزل معالمه الاصيلة، لتحفظ تاريخ شعب من الاندثار، فتبقي على الرابط بين الأجداد والاحفاد، فالتراث كالحبل السري، يغذي الجيل الجديد بثقافة الماضي .
شهناز صفد برجاوي، شابة عشرينية تهوى التطريز الفلسطيني، حتى أصبح جزءاً من حياتها يصعب أن تتخلى عنه، زارتها "وكالة القدس للأنباء" لتتعرف إلى قصتها.
استقبلتنا برجاوي بابتسامة عريضة، ثم بدأت سرد علاقتها بالتطريز والتراث فقالت :
"كنت صغيرة حين كانت أمي تعمل بالتطريز، نتيجة أوضاعنا الاجتماعية، فقد توفي والدي ونحن أطفالاً صغاراً، فاضطرت أمي للعمل، لكنها كانت ترفض بشدة أن تعلمني كيفية التطريز، لأنها تراه أمراً متعباً، وعلي أن اتفرغ لدراستي وحسب".
أضافت: "بدأت أغافلها حتى اتقنت التطريز، حتى أنني كنت أساعدها خفية، حين تكون مقصرة بالعمل، وفي عمر الثانية عشر، بدأت أعمل منفردة لأساعد والدتي، ودون علم مني أصبحت أحب التطريز، وكأنني مهووسة به، حتى أن الكثيرين هاجموني قائلين إن التطريز ثراث فلسطيني وانت لبنانية بماذا يفيدك؟ ومع هذا استمريت".
برجاوي لم تكتف بتعلم التطريز، بل ذهبت أبعد من ذلك، فقد حاولت جمع معلومات واسعة عن فن التطريز، لتظهر فيه كل إبداعاتها.
وتتابع: " لكل مدينة في فلسطين بصمة خاصة في التطريز، فيختلف الشكل من منطقة إلى أخرى، لذا تعرفت على كل الأشكال، وقرأت الكثير عنهم, بحيث تعرفت على نشأة التطريز وكيف كانوا يحصلون على الألوان، ومن أول من أدخل مكنة التطريز، الكنفة كيف تم حبكها، أو حتى المنافسات بين البلدات في التطريز، و بكل صراحة كل ما يتعلق بالتطريز رائع ومشوق، حتى أنني أخطط لثوب فلسطيني لسهرة زفافي".
وأوضحت أنها تسعى إلى الحفاظ على تراث فلسطين المحتلة، بخاصة بعد أن حاولت سلطات الإحتلال "الإسرائيلية" سرقته ونسبه إليها .
وأشارت برجاوي إلى أنها تريد أن تكون "جزءاً من تجدد التراث، لذا علمت معظم اقاربي، ومستقبلاً سأعلم أولادي ليحفظوه بدورهم، وليشعروا بذلك الشعور الرائع حين ينتهي الفرد من التطريز."
ودعت الجميع إلى البحث عن ماضي قراهم ومدنهم، ليتعرفوا على إرثهم العريق.
وأكدت بجاوي أن "المخيم ليس عبارة عن كلاشن و مشاكل، المخيم يجمع الجميع في جو من الألفة والمحبة، ويحتوي على الكثير من المبدعين والمثقفين والمتعلمين، وانا أفتخر بالمخيم، والعيش فيه أفضل بكثير من خارجه".
التراث هوية وتاريخ يدحض كل مزاعم العدو، ورسالة للعالم تشير إلى عراقة وجذور الشعب الفلسطيني وجذوره وحقه في وطنه .
إعلان منتصف المقال